الأقباط متحدون - كرمَتُكَ يا مولاي
أخر تحديث ٠١:٠٠ | الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

كرمَتُكَ يا مولاي


Oliver كتبها
 
لا أحتاج إلي مقدمات لأكلمك.لإنك انت يا كنيستي أمي . فيك أري المسيح الذي اشاركه و يشاركني.فيك أسمع صوت المحبوب لأبيه.فيك أتنعم بقديسي كل العصور.فيك أرتاح من صخب العالم و ما فيه.
 
لكنني حزين منك فإسمعيني كإبن مع أمه.كمحب مع من يرتاح إليه قلبه.
لماذا أشعر أحياناً أنك لا تفهمينني.أخاطبك فلا أسمع منك سوي الصمت؟ أنتظر أن تنتفضي لأجل مظالمي فأجدك ساهية كأنما لا أهمك في شيء.
هل أنا لا أفهمك أم أنت لا تفهمينني؟
لماذا إذا ذكرتك بكلماتك أشحت الوجه عني .كأنما أنا أتهمك بما لا يجب. قلت لي منذ صغري أنك أنت الرسولية .و أنت الآبائية.فإفتخرت بك و عرفت عظمتك.ثم لما أتي الآوان كي أذكرك بقوانين الرسولية أسمع منك كلاماً جديداً لم أسمعه منذ صغري؟ أراك تتنكرين لما علمتينني إياه؟ هل أنت أمي أم أنا أخطأت في القصد؟
لماذا تصرين علي أن ما قاله الآباء فيك لم يعد هو قانونك؟ و أنك أصبحت تتبعين قوانيناً جديدة علي الآباء أنفسهم؟
يا رسولية ...يا رسولية ...لو إبتعدت أكثر من ذلك ستغرقين في بحور الناس.سيدفعك كل ذي مصلحة إلي إتجاه و تفقدين أساسك المتين.
أعتب عليك فلا تصدينني .فأنا كما تعرفينني أحبك .أنت معشوقتي و أنيستي و شريكتي.أنت أمي و حياتي فيك و خلاصي. أنا لا أستغني عنك و لو إستغنيتي أنت عني. أنا أري نفسي في جنباتك.و أتنسم من نسائمك.أنت جنتي و فردوسي. فلا تقسين عليَ.عودي كما أعرفك.آبائية.رسولية.لا يجد فيك عدوك منفذاً يخترقك منه.عودي صامدة بالحق صادمة للطامعين فيك.
ثم عندي عتابٌ آخر :
لماذا و أنت صاحبة التاريخ ترفضين أن تكتبي تاريخاً لهذا الزمان.لماذا تكتفين بالسير خلف الهاتفين ضدك؟و تدعمين الذين يحاربون شعبك؟ أنا لا أفهمك.أليس من حقي أن أفهمك؟ أم أنا رخيص عندك؟ 
كيف و أنت بنت الغالي الرب يسوع تظنين أنني رخيص و أنا ثمني دم المسيح مؤسسك.لماذا تقفين في وجه أولادك الصارخين لأجل شعبك؟ لماذا تقاومين الأبطال الذين يقدمون أنفسهم ذبيحة علي مذبح المحبة لأجل مستقبل أولادك في مصر؟ لماذا تتحدين مشاعر أولادك الذين يخرجون ليعلنوا للعالم حقيقة آلامك؟
هل إستعذبت الإضطهاد ؟ألا تشفقين علي الضعفاء أم كل بنيك أقوياء لا يخورون؟ لماذا تقفين في وجه بنيك و تأخذين صف أعداءك؟ أبناؤك يقتلون في كل مدينة و قرية و أنت تخرجين دون دعوة علي مائدة المضايقين؟ 
هل يرتاح ضميرك حين تتحدين مشاعر المقهورين من بنيك؟ هل يفرح قلبك حين يراك بنوك جالسة مبتهجة علي مائدة اللئام؟
كيف تفسرين أفعالك؟ أنا أسألك ؟ أليس من حقي أن أفهم؟ هل أنت أمي الحنونة التي عبرت بأبناءها بحر الآلامات .أم أنت التي ساهمت في إضافة الآلام لبنيها؟
بطرس خاتم الشهداء العظيم في البطاركة سأل الرب لأجل الضعفاء في شعبه لكي يتوقف الإضطهاد و أنت سائرة لا يهمك أن يتوقف الإضطهاد؟ هل أنت الكنيسة التي عرفت فيها الحق كما عرفت فيها الحب.
ألا من صوت يدعو للحق فيك؟ ألا من صوت يئن للمظالم؟ لماذا تجعليننا مقنعين وسط قطعان أصحابك؟نغلق الفم و نحزن لأن كنيستنا تخشي السلطان؟ أهذه أنت التي أعرفها في المسيح ليس من يغلبها؟
لماذا تخذلين أبناءك؟ هل تفرحين إذا رأيت بنوك الأضعف أمام من يضطهدهم؟ لماذا تكتمين فم أبناءك الذين خرجوا ليهتفوا ضد خصومهم؟ 
لماذا لا تأخذين جرعة من الشجاعة و تجاوبينني ؟ هل أنت ضعيفة أم أنهم ضبطوك في مأزق و يبتزونك بنا حتي أصبحت التضحية بنا مقبولة عندك؟ 
أنا مندهش منك يا أمي فلم أسمع عن أم سلمت أبناءها للموت.
ربما أنا لا أعرف فهل ليس من حقي أن أعرف ؟ تكلمي و كوني جريئة ؟ و إلا فأنت لست من أعرفها .
و عندي عتابٌ أخير :
كيف أصبح العالم فيك ؟و إنهدم سورك؟ ها أنا أسمع لغتك كلغتهم.كان يجب أن لغتك تظهرك .لكن لغتك إختفت و ظهرت لغتهم.لغة العالم.
لماذا أعجبتك عباراتهم فأصبحت تكررين ما يفعله العالم.تكلمين بنيك بألفاظ غريبة.إختلطت عندك المفاهيم. كنا نسمع عن مؤامرات العالم و تناحرات العالم و تناقضات العالم أصبحنا نسمع هذا فيك أيضاً فلماذا؟
من يبني سورك و لا نعود بعد عاراً.من يعيدك للغتك.من ينقيك من مفاهيم العالم؟ من يمحو من ساحتك المؤامرات و المناحرات و المتناقضات.
من يعيدك نقية كالشمس.حزين أنا عليك حتي الموت.ليتني مت أنا قبلك.فأنا أحبك أكثر مما تحبينني.كان يجب أن تحبينني أنت أكثر.
أين سورك يا كنيستي ؟أين الفارق الذي يجعلك جزءاً من السماء لا الأرض.أين البعد السماوي في منهجك و واقعك .لماذا لم يعد وجهك مميزاً ؟ كنت غير كل الوجوه.كنت شفوقة حنونة باسمة.و الآن قد تغبرت بالتراب و إكفهر وجهك.
من أسقطك؟ لماذا إرتضيت بالهوان؟ قومي من جديد فالذي فيك أقوي من الذي في العالم. جددي عهدك .و إحضني أولادك.صالحي الذين أبعدينهم .و كفي عن خطيتك بالإنقسام.توبي كما نتوب نحن.و إطلبي قلباً جديداً كما تطلبين عنا.
إن لم تضعين حدوداً بينك و بين العالم يبتلعك العالم.هو يجيد الشر فلا تخرجي إليه.إجعلينه يصارعك علي أرضك فتجذبينه بذراع قوية هي يد الرب.علي أرضك يهوي كل الخصوم و علي أرضهم أنت تهوين.إحترسي لئلا يأتي الآتي الذي لا يبطئ و يطلب الحصاد .إحترسي لئلا يكون نصيبك مع النائحين .عودي لمجدك قبل أن يغلق باب الأمجاد.
يا آباء الكنيسة .صلوا لأجل أن تعود إليكم الأبوة الحقانية. صلوا لكي يرجع إليكم قلب اللحم فتبكون من أجل توبتنا.و تشعرون بآلامنا.و تشجعوا فينا صغار النفوس.و تمتدحوا الأبطال.
 
يا آباء الكنيسة أدخلوا إلي محاجئ الصخر و إحتموا من دناسة العالم.إعطوا لنا مثالاً حقيقياً نتوسمه فيكم.
لسنا نوقركم خوفاً من مناصبكم بل نحن نريد أن تنالوا أبديتكم و لا تفقدونها بسبب هذه المناصب التي صارت عبئاً علي البعض منكم.
كفوا عن الكلام مع العالم و تكلموا من أجلنا مع الله.
يا آباء الكنيسة البلوي المحرقة تدق طبولها.فكيف لا تنتبهوا و تتكرسوا للصلاة و الصوم عنا من قلب طاهر لا يسعي للمكسب الباطل.
يا آباء الكنيسة نحن في تعب بسببكم .نعاني بسببكم و لكننا مع ذلك لا زلنا نحبكم لأننا نحب الخلاص للجميع مثل سيدنا.
يا آباء الكنيسة لا تفرحوا بتأليه البعض لكم فأنتم عبيد عبيد لا تختالوا.
كان يجب أن تكون هذه رسالتكم لنا لكنها أصبحت رسالتنا لكم .
عندي عتاب كثير لأنني عندي حب كثير و لا أريد أن أفقده.فقومي يا كنيسة المسيح. أنفضي ترابك.بسيف الروح تعبرين ظلمة هذا الدهر.لكي نسلم الجيل الآتي بعدنا إيماناً غير منحرف في الفكر أو الفعل.
قومي لأن مواليداً جدد يسألوننا الطريق و هو الآن متعوج.نريد ان نجاوبهم فقومي لكي نقول لهم إذهبوا إلي أمنا الكنيسة فتعلمكم.قومي و تسلمي مسئوليتك فالنوم طال.و الوهم بأننا الأفضل قد إنقشع و بانت الحقيقة أننا في وهم كبير. و أن الأفضل أن نتوب جميعنا.
أعتب عليك متعشماً أن تفهمي عتابي و إلا فلن تكوني أمي.
أطلب راحة لك و أنت سبب تعبي.أطلب النعمة لك و الحرب شديدة عليَ أنا.لكنك أغلي عندي من نفسي .و سأحبك و لو لم تحبينني.و سأصلي لأجلك و لو إنشغلتي أنت عني بأمور كثيرة.سأدافع عنك حتي و أنت لا تدافعي عني و لا تتركين من يرغب أن يدافع عني.سأظل أحترم تاريخك و لو شوهتي اتريخي و جعلت جيلي أضعف الأجيال .سأذود عنك حباً في فاديك .و سأحتمل ضعفاتك فأنت أمي.
 
بين الكرمة و الكرام 
أيها الرب القادر.الذي صنع الكنيسة.و جعلها رحم الأبدية.نولد منها سمائيين .و ننال الطبيعة الجديدة من روحك خلالها.
الذي بمراحمه جمع السمائيين مع الأرضيين في أقداسها.و علي مذبحها يقدم ذاته بكل حب.الذي جعل كنيسته أرضاً للخلاص.فهي بالحقيقة الأرض الجديدة.التي لا يطلع فيها شوك الخطية بل يُستأصل.
أيها الرب الراع إرع كنيستك.إفتقد كرمتك.هذه التي غرستها لتثمر أثماراً تليق بالتوبة.فليكن لنا فيها توبة.
أيها القدوس الذي قدس الكنيسة و إرتضاها أن تكون جسده و هو رأس لها.هذه التي لا يمكن أن تنحرف و أنت رأسها بل تنحرف إن صارت بلا رأس.لذا إفتقدنا و عين للكنيسة راعياً باراً يفتقد الغنم و يسقي ظمآها.
و أما الرعاة القساة فأنت تلين قلوبهم.و تؤدبهم .و تشفيهم. فنري فيهم عمل روحك و نخاف. 
أيها الكرام الحقيقي أشكو لك كرمتك.أحبها فتضايقني .أحترمها فتستهين بي.أضع نفسي عنها فتحتقر محبتي.ماذا أفعل إذن.قلت أدعوك كي تحنن قلبها و تسترد روحها و تعود لي حضناً يا كَرَام الكرمة.
إنني مريض بحبي للكرمة .و لا أطلب أن تشفني بل أن تشفها لتسري فيها حياتك و أشرب أنا.
إنني مقيد بمحبتها منحصر فيها .و لا أطلب أن  تحررني منها بل أن تحررها فأنطلق منها إليك.
فك قيودنا معاً فنعيش لك.فأنت دائماً الكرام و حتماً ستبقي هي دائماً كرمتك المشتهاة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع