الأقباط متحدون - مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم
أخر تحديث ٠٠:١٩ | الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم

بقلم: محمود الزهيري
1
ليس صادماً للأذهان أن تسمع هذه العبارة من بعض القادة الإسرائليين :" عزيزى الجندى ، تجاوز كل القوانين ، واقتل أكبر عدد من العرب ؛ فالعربى الطيب هو العربى الميت ،‏ فليحترق كل الفلسطينيين فى جهنم ". !!* , ولكن الصادم للأذهان أن توجه هذه العبارة من مواطن مصري لآخر, يأمربقتله, فلا يوجد مواطن طيب, لأن المواطنين الطيبين في عداد الإموات , وكانت أسباب القتل راجعة لإختلاف المفاهيم الدينية المبنية علي قاعدة تكفير المجتمع والدولة داخل الحدود الوطنية والتي تتعداها إلي خارجها , لأن من هم خارجين عن إطار دائرة المفاهيم الدينية لهذه الجماعة الدينية أو تلك بمثابة كفار وجب قتالهم وقتلهم بسبب خروجهم عن دائرة الإيمان المدعي .

2
يوجد مقطع فيديو يصور أطفالاً إسرائيليين يتدربون على قتل العرب فى المتحف الحربى بتل أبيب , وكانت من ضمن الأسئلة الموجهة للأطفال : " كيف شعرت عندما تخيلت نفسك تقتل عربيا ؟ ترد إحدى الفتيات ضاحكة "شعرت بالسعادة" سؤال آخر: "ماذا تتخيل وأنت تجلس على هذه الدبابة؟ ويرد طفل آخر بحماس: "أتخيل عربيا ميتا. وهذا يجعلنى أشعر بالراحة والسعادة " .!!

3
هذا الأمور ليست صادمة للذهن , ولكن الصادم هو ماتصنعه الجماعات الدينية التي صارت ترعاها مؤسسات في الدول العربية , وتعمل علي إذكاء نيران الجرائم الدينية بين أبناء الوطن الواحد , والتي تبدأ بالتحقير والإذدراء إلي مرحلة الدم والقتل بين أبناء الوطن الواحد والمنتسبين لدين واحد , فما بالكم بمن يخالفهم في الدين داخل إطار هذا الوطن الواحد ؟!!

4
ماجعلني في حالة من حالات الحنق والضيق أن قرأت حواراً بين صحيفة الوطن القريبة في توجهها من الجهات السيادية , وبين المتحدث بإسم الجبهة السلفية , جاء به علي لسان خالد سعيد المتحدث بإسمها : " أن الجبهة سعت للتوسط بين الجهات الأمنية وتنظيم الجهاد في سيناء، لإيقاف العملية الأمنية التي ينفذها الجيش والمسماة "نسر"، لكن المحاولات باءت بالفشل. !!**

والجبهة السلفية شأنها شأن باقي الجماعات والتيارات الدينية الخارجة عن إطار رقابة الدولة والمجتمع , فهي ليست لها شكل قانوني , ومن ثم فهي خارجة علي القانون , فكيف يصبح لها دور في الوساطة بين الأجهزة الأمنية , وبين تنظيم الجهاد في سيناء , أو حسب الإسم الأمني المتعارف عليه " جماعة التكفير والهجرة " , وهذا سؤال !!

والسؤال الثاني المربك للعقل كيف تكون مؤسسة الرئاسة في مصر تحت إمرة " مجدي سالم " أحد أمراء تنظيم الجهاد , ومعها الأجهزة الأمنية ؟!! وهذا ماصرح به خالد سعيد حيث كشف:" ان الوفد شُكل بمعرفة الرئاسة والجهات الأمنية ، وضم قيادات إسلامية وشخصيات قانونية ، تحت رئاسة مجدي سالم القيادي بتنظيم الجهاد، والدكتور محمد نصر الغزلاني "القيادي في الجبهة السلفية".

هذه هي الأزمة التي تظهر مدي هشاشة الدولة المصرية في مرحلة مابعد الثورة , والتي كنا نتمني لها ونطمح أن تكون دولة قوية ينتجها مجتمع قوي بالحريات والديمقراطية والكرامة الإنسانية , والتوزيع العادل للثروة القومية , وتكافوء الفرص , إلا أن هذه الدولة مازالت تصر علي إعادة إنتاج النظام السابق الإجرامي , في مرحلة ماقبل الثورة , بل وأسوأ منه , ويتبدي ذلك في إختلاف العناوين واللافتات فقط , فهذه لافتة الإستبداد والطغيان والفساد"السياسي ", ونفس اللافتة مكتوب عليها الإستبداد والطغيان والفساد "الديني ", ويشتركان في تعليقهما علي حائط غياب الديمقراطية الحقيقية والحريات والكرامة الإنسانية , واستخدام نفس الأساليب التغيبية للعقل المصري المأزوم بقضايا الفقر والجهل والمرض , بخطاب ينسب كل الجرائم لنظرية المؤامرة للدولة العبرية , وتكريس الكراهية لليهود كصورة دينية , ولإسرائيل كدولة إستعمارية عنصرية تريد محق العرب وإزالتهم من الجغرافيا السياسية والطبيعية !!

5
المثير أن الدولة المصرية بأجهزتها الأمنية , ومنها مؤسسة الرئاسة , وكأنها تريد إرسال رسالة إلي المجتمع في الداخل والخارج علي مستوي المجتمعات والدول , أن كافة الجرائم من ورائها إسرائيل , وأن جريمة قتل الجنود المصريين , ليس من ورائها عناصر من الجماعات الدينية في الداخل المصري , وفي الخارج المصري في غزة , لأن النظام المصري يري أن عناصر منظمة حماس , وعناصر الإخوان المسلمين هما تنظيمان متكاملان يخدم أحدهما علي توجه الآخر , وأن جماعة الإخوان المسلمين ترفض وتشجب وتدين قتل الجنود المصريين في سيناء , وبالتالي تكون منظمة حماس كذلك , وأن صاحب هذه الجريمة النكراء هو الموساد الإسرائيلي , الذي يكون علي الدوام شماعة أخطاء للنظام المصري , ومعه العديد من الأنظمة العربية !!

6
المخيف والمرعب أن تسير الأمور في هذا الإتجاه السابق , لأنه من الممكن أن يتم إرتكاب العديد من الجرائم علي مستوي الداخل المصري ضد المجتمع , ويتم الإبتعاد عن توجيه أصابع الإتهام ضد الجماعات الدينية التي تربطها بمؤسسة الرئاسة المصرية صلات جوار قديمة , وصلات قربي ومحبة , ومشاركة في العديد من القواسم الإيمانية , والتربوية الدعوية وعلي الرأس منها الجهادية , وهذا ماصرح به وكشف عنه أحد قادة الجبهة السلفية والمتحدث الرسمي لها , حين أعلن مصرحاً بأن الوفد تم تشكيله تحت رئاسة " مجدي سالم " القيادي بتنظيم الجهاد , أو التنظيم المتعارف عليه أمنياً وإعلامياً , بتنظيم التكفير والهجرة , وكانت مؤسسة الرئاسة والجهات الأمنية تحت إمرته وإمارته في سيناء!!

7
والسؤال هو: هل مؤسسة الرئاسة مشغولة بالقضايا المصيرية للمصريين , أم ببحث سبل التوافق بينها وبين باقي الجماعات الدينية ليتم إستكمال مسلسل إستبدال أمراء الأمن بأمراء الجهاد , والذي بدأ مشواره النظام المصري الإجرامي السابق , ليتم تفعيل أمراء الجهاد كبديل غير إنساني وغير حضاري ضد المجتمع , ليصير تعبيد الناس لسلطة الإخوان المسلمين بتوافقها مع الجماعات الدينية الدعوية منها والجهادية , ويتم نسبة كافة الجرائم إلي الموساد الإسرائيلي , بإتخاذه غطاء يسترسؤات الإجرام والمجرمين !!

8
وإذا كانت عنصرية وإجرام الدولة العبرية توجه ضد العرب , فكيف نلوم الدولة العبرية , ولا نلوم العرب ومنهم المصريون حينما يوجهوا سهام إرهابهم تجاه مواطنيهم وأشقائهم !!؟
وهكذا يركع المواطنون المصريون مرتين , مرة لجمهورية يوليو العسكرية الريفية , ومرة للمتأسلمين , وهكذا نصير في عصرين للعبودية في وقت واحد الآن !!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع