الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ -
٢٥:
٠٥ م +02:00 EET
العدل والتنمية تطالب وزارة الصحة بإرسال لجان تقصي حقائق حول المرض لمحافظات الصعيد والحدود.
"المنظمة" تحذر من تفشي فيروس نادر بين تلاميذ المدارس وتحوله لوباء.
10 آلاف مواطن يعتمدون على الآبار الارتوازية والطلمبات الحبشية مع تفشي الفشل الكلوي.
كتب: أبوالعز توفيق
رصدت منظمة "العدل والتنمية لحقوق الإنسان"، فرع "قنا"، ظهور 70 حالة إصابة بمرض فيروسي نادر، يُشتبه في تسببه بالغدد النكافية، بين تلاميذ مدرسة "عمر بن الخطاب" الابتدائية، بقرية "المراشدة"، التابعة لقنا، والمرض عبارة عن فيروس منتشر بالجو، يتحول لبكتيريا قاتلة، وتتمثل أعراضه الجانبية، حسب إفادات طبية، في ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتهاب حاد بالخصيتين، قد يتسبب بالوفاة.
وأشارت "المنظمة" إلى ارتفاع حالات الإصابة بمرض الغدد النكافية بمدينة "الوقف" بقنا، وعدم توافر أمصال بالوحدات الصحية لعلاج المرض الفيروسي النادر، هذا إلى جانب الإهمال التام من قِبل أجهزة وزارة الصحة والإسكان، التي لم تتحرك حتى الآن، أو ترسل قوافل طبية للمدارس الابتدائية والإعدادية. وحذرت "المنظمة" من إمكانية امتداد العدوى بين الأهالي، وتفشي المرض وانتقاله إلى محافظات أخرى، منها سوهاج والمنيا، والمحافظات الحدودية كالوادي الجديد وحلايب وشلاتين، وطالبت بسرعة تشخيص المرض ومعرفه أسبابه.
فيما قام فريق "المنظمة" بقنا بعدة جولات ميدانية داخل القرى، ومنها قرى "المراشدة والسمطا وأبو تشت"؛ لرصد حالات الإصابة بالمرض، حيث ربط الأهالي بين ارتفاع حالات الإصابة بالمرض، وتلوث مياه الشرب بمحطات مياه مدينتي "الوقف ودشنا"، ومحطة مياه "الكعيمات" بـ"أبو تشت"، ومحطة مياه "السماينة"، بين نجع حمادى والوقف، ومحطات مياه قرى "السمطا" بدشنا.
كما رصدت "المنظمة" اعتماد أكثر من 10 آلاف مواطن من أهالى قرى "السمطا" بدشنا على مياه الآبار الارتوازية والطلمبات الحبشية، وارتفاع حالات الإصابة بالفشل الكلوي والمثانة؛ لعدم توافر محطات مياه نقية تخدم القرى المحرومة بقنا، وكذا عدم صلاحية مياه الشرب بمحطة "مياه العرب والنجاجرة"، التي تخدم عدة مناطق؛ لوجود نباتات نيلية وملوثات حول المحطة؛ مما أدى لتفشي بعض الأمراض الجلدية.
وقد رصدت "المنظمة" رد فعل الشركة القابضة لمياه الشرب بقنا وفرعها بمركز الوقف، الذي أكد لباحثي "المنظمة" صلاحية المياه، وتوافر معمل تحاليل بالشركة القابضة للمياه، يحلل المياه على مدار الساعة، مع توافر كيميائيين بالمعمل، إضافة لافتتاح محطة مياه "السماينة"، منذ 5 أيام، وهي تخدم "المراشدة"، أما ظهور بعض الشوائب بالمواسير مع بداية الافتتاح، فسيتلاشى مع الوقت، وهو أمر طبيعي، ورجحت الشركة أن تكون شكاوى كيدية من أهالى الدندراوية بالوقف، وراء ربط ظهور المرض بمياه المحطات؛ لوجود 15 منزلًا بحاجر الجبل لم تصلها المياه، ومبنية على الإصلاح الزراعي، وسيتم توصيل المياه إليها ضمن المناطق المحرومة.
وقد انتقد زيدان القنائي، مسئول "المنظمة" بقنا، بشدة استمرار الإهمال الطبي الصارخ بمحافظة قنا، وعدم تحرك الأجهزة المسئولة، وعدم توفير أمصال للعلاج، أو حتى زيارة المدارس المصابة من قِبل وزارة الصحة، وكذلك القصور التام من قِبل مديرية الصحة بقنا، التى لم تتحرك للتحقيق أو معرفة أسباب المرض والوقوف عليها مما يهدد آلاف التلاميذ بالمدارس، ويمثل تهديدًا لحياة المواطنين.
وطالب القنائي بالتحرك العاجل من قِبل وزارة الصحة، وتحليل عينات من مياه الشرب بكافة محطات المياه بقرى ومراكز قنا وإرسال قوافل طبية؛ لتطعيم الاطفال بمختلف المدارس، ومعرفة المرض وأسبابه، وتوفير أمصال للعلاج، أو استيرادها من الخارج قبل تفشيه وامتداده إلى مختلف المحافظات، أو تحوله لوباء مثل الطاعون، ولابد من اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة، وليس فقط عزل المصابين.