الأقباط متحدون - مرسي المنتخب ديموقراطيا بين الحقيقة و الخيال
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٨ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسي المنتخب ديموقراطيا بين الحقيقة و الخيال

بقلم شريف منصور

بعد إن قام السيد الرئيس محمد مرسي بإلقاء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة حاولت جاهدا أن أري الأمور بمنظار محايد تماما. ولكن لأنني من المعارضين لحكم الأخوان سأحاول أن اشرح وجه نظر المعارضة. و المعارضة في ظل الديموقراطية ان انعدمت يعني أنه لا وجود للديموقراطية بدون معارضة حقيقية للنظام الحاكم.

ولان المعارضة في الديموقراطية ليست عدو شخصي للرئيس وليست عدو للنظام ولكن المعارضة الحقيقية بل هي التي تري وجه النظر بمنظور يختلف عن منظور النظام الحاكم. وتمثل وجه النظر الاخري. 
 
بداية الخطاب مثلها مثل أي خطاب لاي رئيس مصري سابق فجميعهم مسلمين و جميعهم كانوا رؤساء شرعيين و الا لما وقفوا علي نفس المنصة التي وقف عليها الدكتور محمد مرسي . فما قاله السيد الرئيس محمد مرسي عن انه أول رئيس مصري، مدنىٍ، مُنتخبٍ ديمقراطياً، بإرادةٍ شعبيةٍ حرةٍ، فى أعقاب ثورة سلمية يشبوه بعض الكذب. و السبب أن كل الرؤساء السابقين كانوا منتخبين بإرادة شعبية أما منتخب ديموقراطيا فهذه عليها ألف علامة استفهام. لان الانتخابات الأخيرة و ان كانت أخذت الصورة الديموقراطية فهي لا تمت لأخلاقيات الديموقراطية بأي صورة من الصور. فهي كانت انتخابات ديموقراطية شكلا فقط وليس عن واقع. بدليل أن هناك شبهات عن تزوير واضح في النتيجة النهائية بتواطؤ بين الأخوان و الجيش و الإدارة الأمريكية. فأذن نحن لا نستطيع أن نجزم بأن الفقرة التي بدأ بها السيد الدكتور محمد مرسي فقرة تخلو من التضليل و الكذب.  وعلي الرغم من هذا رضينا بالواقع و نتعامل معه سلميا لا بالزيت ولا بالسكر ولا يالتلويح لحرق مصر لو لم ينتخب من انتخبناه.

أنما الجملة التي تبعتها في الفقرة التالية وهي " إن هذه الثورة وما سبقها ولحقها من ثورات فى المنطقة جاءت نتيجة لكفاح طويل لحركات وطنية حقيقية أرادت الحياة مع أبناء الوطن جميعاً بعزة وكرامة. وهى بذلك تعبِّرُ عن حكمةِ التاريخ، وتدقُّ ناقوسَ إنذارٍ لكلِّ من يحاولُ أن يقدم مصالحَه على مصالح الشعوب".

وهنا نسأل ماهي الثورات التي يتحدث عنها السيد الرئيس السابقة و اللاحقة ثورات تونس وليبيا و سوريا ألان ؟ ام هي كفاحات الاخوان المسلمين في تخريب اقتصاد مصر و العمل علي تفتيت الوحدة الوطنية حتي تقع حكومة مبارك . فليس من المعقول ارتكاب جريمة في حق مصر كلها لكي تعاقب مجرم  . و كيف كانت هذه الثورة نتاج كفاح طويل لحركات وطنية وحقيقية ؟
هل الأخوان المسلمين حركة وطنية حقيقية ؟ هل الثورات التي تحدث عنها الرئيس ثورات سلمية ؟
و ان كانت فترة الكفاح الطويل التي يتكلم عنها الدكتور محمد مرسي هي منذ ان أسس المرحوم الشيخ حسن البنا جماعة الأخوان المسلمين ،فأذن لم تكن هذه حركات وطنية سلمية . بل هي حركه دينية النزعة عنصرية دموية و التاريخ شاهد علي هذا. فأذن اعترف الدكتور محمد مرسي علنا انه امتداد لحركة عنصرية دموية قتلت مصريين و استخدمت طرق ملتوية ضد القانون لكي تصل إلي مآربها في حكم مصر. وبعد أن دهست  طريق الثورة الشبابية  المخضب بدماء المصريين و بدعم و تمويل من الإنجليز سابقا و الأمريكان حاليا فهذا ينفي عنها أنها حركة وطنية سلمية . فهذه ثاني فقرة أجد نفسي معترضا علي فحواها الظاهر و الباطن.  فليقل لنا الدكتور محمد مرسي كم شهيد من جماعة الاخوان المسلمين قدمت الجماعة إثناء ثورة 25 يناير قبل وبعد اختطافها من الحركات العنصرية الدينية . وليقل لنا الدكتور مرسي انه يقسم علي القرآن ان الاخوان المسلمين ليس لهم يد في تهريب المساجين و ضرب الثوار في ميدان التحرير و ليس لهم يد في البلطجة التي أصبحت سمة من سمات عصر ثورة الأخوان المسلمين وإقرانهم السلفيين. من قبل البلطجة لم تملك محاكم ولم تملك جيش ولم تملك السلطة التنقيدية و التشريعية . والان البلطجة تطورت الي كل اجهزة الدولة . وهاهي الجماعة الديكتاتورية العنصرية تتحايل بشتي الطرق علي كل طريق مشروع و تحلل الحرام وتحرم الحلال . 

هكذا قلت با سيادة الرئيس " فى سياقٍ من النديةِ، والاحترامِ المتبادل" الندية كلمة مختلفة تماما لمعني علي قدم المساواة . الندية كلمة عدوانية اعلويه متعالية تحفزيه تشير إلي أن النظام ينوي أن يكون ندا وليس متساويا. الندية لا تتناسب مع الدولة المدنية ولا مع الدول الحضارية. فهل هذا سوء تعبير ام تعبير سيء. هذا ما ستثبته الأيام للعالم. هل مصر بنظامها الجديد ستكون متساوية في التحضر و التعقل أم نديه الاعتراض لمجرد أثبات الوجود. وهذا ما يستدعي أن اشرح للدكتور مرسي مثال استخدم فيه لفظ الندية لعله يفهم . الأقباط يطالبون بنديه معاملتهم كمواطنين علي قدم الندية بالمواطنين المسلمين . هل كلمة ندية التي استخدمها السيد الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب ديموقراطيا لغه تبشر بخير ام انها تبشر بصادمات بين نظامه الأنظمة الاخري. وبناء عليه أنني أطالب بندية خالصة في التساوي دون أي نقص بيني وبين إقراني في الدولة الاخونجية .

الجملة  التاليه لا اعرف من أين أتي بها سيادة الرئيس " إن مصر الثورة، وقد تخلصت من تناقضات حقبةٍ ماضية، تقف فى طليعة أعضاء المجتمع الدولى المدافعين عن العدل، والحق، والحرية، والكرامة. إننا نسعى من هذا المنطلق الحضارى والأخلاقى، ومن منبر الأمم المتحدة، إلى إعلاء تلك القيم الإنسانية والروحية السامية، من خلال العمل المُستمر، والجهد المُخلص، سعياً إلى تسوية المشكلات ومعالجة جذورها، دون الإخلال بمبادئ القانون ولا بالقيم الثابتة التى يُنذر التفريط فيها بعواقب وخيمة للمجتمع الدولى إن لم يتنبه لذلك العقلاء والمخلصون فى هذا العالمً. "

اين الدليل علي ان مصر تخلصت من تناقضات حقبة سابقة ؟ ابسط مثال علي كذب سيادتك ، هو أننا لم نري جمال او علاء مبارك يهددون بسجن ويسبون المواطنين المصريين . هل هذا هو التخلص من تناقضات الحقبة السابقة يا سعادة الرئيس . وهل نجلكم ينطبق عليه الجملة التالية " ومن الشرعية التى يستند إليها نظام حكمها" . اعتقد أنك يجب ان تتخلص من التناقضات في بيتك قبل ان تدعي انك تخلصت من التناقضات في مصر . وأكبر تناقض هو ما أتي بك كدليل علي ان المتناقضات استفحلت لأنه من غير المنطقي و المتناقض انتخابك مع أن إرادة الشعب المصري كانت ومازالت في دولة مدنية .



سيادة الرئيس كم هو محزن أن تكون أهم القضايا في نظرك هي القضية الفلسطينية وقلت معبرا عن هذا " إن أولى القضايا التى ينبغى أن يشترك العالم في بذل كل جهد ممكن لتسويتها، على أسس العدالة، والكرامة، هي القضية الفلسطينية. "
 
لاجدال عن أن القضية الفلسطينية هي احدي أهم القضايا ولكنها ليست الأهم و التي تأتي أولويتها سابقة  علي القضايا التي تهم مصر أولا . فأين قضية مياة النيل يا سيادة الرئيس من خطابك العالمي ؟ هل قضايا مصر المصيرية اقل أهمية من القضية الفلسطينية ؟

وكم تعجبت من هذه الجملة الجوفاء " إن ثمار الحرية، والكرامة، لا ينبغى أن تكون بعيدة عن شعب فلسطين الشقيق " التي اطلقتها عندما تكلمت عن الحرية و الكرامة لشعب فلسطين و نسيت ان 15 مليون مصري مسيحي يرزحون تحت نير حكمكم بدون ادني حرية ولا كرامة في وطنهم . هل نسيت ما حدث للأقباط قبل وبعد انتخابك و إلي اليوم يا سيدي الرئيس لم تقف موقف حازم من كل هذه التعديات اليومية المستمرة ؟ اللي اختشوا ماتوا .

كدت ابكي من عظمة الجملة التي تلتها و انت تتحدث عن الشعب الفلسطيني و عن عنتريتك عندما قلت " إننى، ومن منطلق الدفاع عن الحق، والحرية، والكرامة، الإنسانية ومن منطلق واجبى نحو الأشقاء فى فلسطين؛ أضَعُ المجتمعَ الدولى أمام مسئولياته، التى تحتم تحقيق السلام العادل، والشامل، وإنهاء جميع مظاهر احتلال الأراضى العربية، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة. وأدعو إلى ضرورة التحرك بشكل جاد، من الآن، لوضع حد للاحتلال، وللاستيطان، ولتغيير معالم القدس المحتلة. "

وبدون أدني اضافة او تعليق ايه رأيك تبدا من مصر و تضع نفسك امام المسئولية أمام أشقائك في الوطن اولا لتحقيق السلام الاجتماعي و العدل و انهاء جميع مظاهر الاحتلال الاسلامي لمصر و تطبيق معاهدات حقوق الانسان قبل ان يأخذ المجتمع بنصيحتك ويتدخلوا لوضع حد لاضطهاد الاقباط و تصفيتهم العرقية المستمرة . 

ولا تبكي يا سيدي الرئيس ولا تنعت من يطالب بمساعدة المجتمع الدولي للأقباط  بالخيانة لأنك تدعم شعب فلسطين وهو غير شعبك . شعب ممثل في الأمم المتحدة وتصله إعانات من جميع دول العالم . شعب يمتلك سلاح ويضرب و يعتدي ويعتدي عليه. أنني اتسال اليس هذا الطريق يعد مشروع ان وقف رئيس دولة أي كان يقول انه يقف مع الاقباط لكي يأخذوا حقوقهم و يعيشوا بكرامة في وطنهم لان النظام الاخوانجي الاسلامي نظام فاشي ، استبعدهم تماما من كل المواقع القيادية في مصر بمجرد وصولكم للرئاسة ؟
لا تبكي فآنت من فتحت الباب ولا تتخيل أن هناك من سيسمع لك في العالم عندما يكيلون لك بنفس المكيال . 

و أخيرا بعد اللغو عن سوريا و الصومال
جاءت الفقرة التالية والتي قلت فيها
"السيد الرئيس،
يقودنى هذا الحديث إلى العدل، والحرية، والكرامة فى النظام الدولى المعاصر. إن شباب مصر لم يثُر لموقف داخلى فحسب، لكنه عَبَّر كذلك عن تطلعات يطمحُ إلى تحقيقها فى محيطه الإقليمى وعلى المستوى الدولى. إن الشباب الذى يمثل غالبية شعب مصر بات مؤمناً بأن الشرعية الحقيقية تُسْتَمَدُّ من الإرادة الشعبية وليس من سلطة مُهيمنة دون سند قانونى أو أخلاقى. وبذات القياس، فإننا ننظر إلى الوضع الحالي للنظام الدولي، ونؤكد ضرورة العمل بشكل جاد لإصلاحه تأسيساً على نفس المبادئ، لتجديد شرعيته، والمحافظة على مصداقيته. هذا مطلبٌ مشروعٌ لشعوبٍ، وأممٍ، تعبر عن نفسها؛ وتسعى للمشاركة فى صياغة عالم جديد، وغدٍ أفضل لأبنائها. "



سيدي الرئيس هل أنت مقتنع بما قلت ام قلته لان هناك من كتبه لك وأنت قرأته.
العدل و الحرية و الكرامة... تطالب بهم في النظام الدولي و أنت لا تعرفهم ولا تعرف لهم طريق في  في مصر ؟ اين العدل في دولتكم و انتم تكيلون بمكيال مثقوب عندما يكون العقاب عليكم و تيكلون بمكيال مغلظ عندما يتنفس احد ضدكم . سند قانوني شرعي عنصري و سند أخلاقي ملتحي من بره الله الله ومن جوه يعلم الله
يا سيادة الرئيس تتكلم عن العدل و عدالتكم عدالة عنصرية ظالمة تتكلم عن الحرية و الحريات كبلت منذ اللحظة التي ارتقيت فيها منصبك و تتكلم عن الكرامة و كرامة شعبك مرغت في وحل المجاري ووحل القاذورات في الشوارع و في دواوين الأخوان و ما خفي في دستوركم كان أعظم . فرائحته العفنة تدل علي ما يطبخ به و خسة من يطبخه .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter