الأقباط متحدون - مابين حجاب المحبة وحجاب المذيعات
أخر تحديث ١١:١٩ | الاثنين ١ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٠ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مابين حجاب المحبة وحجاب المذيعات

بقلم: هند مختار

 فاكرين الحجاب اللي كانت جداتنا زمان بتعمله علشان يحفظنا من الشر والعين؟ كان عبارة عن ورقة مثلثة مكتوب فيها حاجات تبعد شر العين والحسد، وكان فيه كمان حجاب المحبة، اللي كانت البنت أو الست بتعمله وتحطه تحت عتبة بيت الحبيب علشان ياخد باله منها، ويحبها ويتجوزها وتفضل بعد الجواز شيلاه تحت المخده علشان جوزها يفضل يحبها ..


دائما في الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن الريف تجد المرأة الريفية تغطي شعرها (بالتربيعة) والطرحة، وتنسدل الضفيرتان على خصرها وتهتزان بدلال أينما ذهبت، وتجد الرجل أيضا يرتدي على رأسه الطاقية، وكان هذا ليتقوا حرارة الشمس والحشمة ..
 
لم تكن نساء المدينة يغطين شعورهن ولم يفكرن في هذه الفكرة أو يطلبها منهن الرجال ، وكن فتيات وزوجات وأمهات محترمات ...
 
فجأة ظهر في المجتمع المصري كلمة الحجاب وهو مختلف تماما عن حجاب المحبة بل هو حجاب ليغطي الشعر لأن الشعر أصبح فجأة عورة، بل وأصبحت المرأة التي لا تستخدم الحجاب من كفار قريش !!
 
أنا مع الحرية الشخصية تماما وليفكر كل بطريقته الخاصة؛ فالمحجبة أو الغير المحجبة هي حرة تماما ولها كل الاحترام والتقدير ..
فجأة بعد قيام الثورة قررت مجموعة من المذيعات أن يرتدين الحجاب ، طبعا من حقهن أن يرتدين الحجاب ولكن السؤال الذي يطرح نفسه "لماذا الحجاب الآن ؟"
فأغلب المذيعات يعملن في المهنة منذ أكثر من عشرة سنوات أو يزيد وحينما تقدمن للعمل كمذيعات كن يعلمن الشرط مسبقا وهو ألا تكونن محجبات، وبالفعل فقد ارتضين بهذا الشرط.
 
بل وعملن لسنوات تبارين فيها في قصات الشعر والمكياج واتباع الموضة ..
 
وحينما قامت الثورة لم يثرن على هذا الشرط بل ظهرن على الشاشة بنفس التقليد..
 
وظلت الأمور كما هي حتى وصل الإخوان لمقاليد الحكم ،فقررت بعضهن الحجاب فجأة وتحدثن عن كيف أنهن كن مقهورات ، وأنهن أردن أن يتحجبن ولكنهن لم يكن يستطعن ..
 
اسمحوا لي ..
 أنا أراهن متلونات ويمشين مع الموجة؛  فإذا كان غرضهن هو الدين فلا شيء قادر على منعك من أن تخالف عقيدتك حتى لو كان فقدك لعملك وخاصة أنهن لم يفقدوه ،بل كن سيتحولن إلى أعمال أخرى ليس منها الظهور على الشاشة ..
 
وهناك العديد من المذيعات حينما تحجبن ذهبن إلى الإدارة الدينية ولم يظهرن على الشاشة إلا في البرامج الدينية ..
وهناك مذيعات الإذاعة وفيهن المحجبة والغير محجبة، ولم يمنعهن أحد من العمل كمذيعات ..
أنا مع الحرية تماما مرة أخرى؛ فالمرأة المحجبة تصلح لكل الأعمال ومنها المذيعة أيضا ..
ولكني – في الوقت ذاته - ضد البطولات الزائفة وركوب الموجة ..
وأنا أسأل سؤال بريء .. ماذا سوف يحدث إذا حدثت انتخابات بعد أربع سنوات وصعد حزب آخر ورفض حجاب المذيعات .. هل سوف يظللن محجبات وسوف يستغنين عن الظهور على الشاشة أم سوف يخلعنه؟ ..
 
وفي النهاية إرحمونا بقى .. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter