د/ايمن زكريا فؤاد
يتابع جموع الاقباط فى مصر والعالم هذه الايام مراحل انتخاب البابا رقم 118 فى تاريخ بطاركة الاسكندرية,
اغلبنا يتابعها بقلق ورهبة وكثيرون يتابعوها بالم ووجع نظرا لما يتسرب من اخبار عن صراعات بعض المرشحين التى لا تتناسب ابدا مع قيمة وقداسة وروحانية هذه المسئولية التى تحمل صاحبها مسئولية خلاص ملايين الرعية ومسئولية الكنيسة الارثوذكسية العظيمة بكل تاريخها العطر والمهيب ,,,,
للاسف الشديد ما يتسرب الينا ونسمعه عن الرغبة والتمسك لبعض المرشحين للفوز بهذا المنصب اصابنا بالالم والصدمة والخوف ونحن نتذكر عن ظهر قلب الكلمة التى قالها البابا كيرلس فور علمه باختياره للجلوس على الكرسى البابوى (كنت اود ان اعيش غريبا واموت غريبا ولكن لتكن ارادة الله) هذا هو ما كنا نعلمه ونتمناة عن المرشحين لهذا المنصب الروحانى وعن المسئولية العظيمة والجسيمة لصاحب هذا المنصب الهام
ووسط هذه الاجواء المقلقة دعونا نفكر فى مراحل اختيار البابا الجديد وخاصة ان هذا البابا سيجلس على الكرسى البابوى ومصر تمر باخطر واصعب مراحلها عبر كل تاريخها الكبير ومصر تفقد اتزانها وقوتها وتقترب بشدة من حافة السقوط والرجوع الى الخلف وايضا اقباط مصر يمروا بواقع شديد الخطورة بعد ان اصبح التهجير والتهديد هو واقع وخطر يواجه الكثير من الاقباط واصبح اللجوء والهجرة هو الامل الوحيد لمئات الالاف منهم ...
ووسط كل هذه الاضطرابات التى تمر بها مصر ووسط الغموض والرهبة والقلق الذى تمر به انتخابات البابا الجديد نسمع الكثيرين يرددون انه مهما كانت الاختلافات والخلافات والمشاكل التى تصاحب الانتخابات البابوية فان القرعة الهيكلية ستؤتى بالبابا الذى الذى يختاره الله وهى جديرة باختيار الصواب مهما كانت اختياراتنا نحن سيئة ,,
ولكن لدى بعض التساؤلات المحيرة بخصوص القرعة الهيكلية وهى
اولا :اذا كنا نثق ونعلم ان يد الله ستمتد لاختيار البابا الجديد عن طريق القرعة الهيكلية فانه يجب علينا ان نكون على مستوى قداسة اختيار يد الله من الان وهذا ابدا ما نفتقده بعد ما نسمعه عن تزوير فى كشوف الناخبين وصراع وتنافس بين المرشحين واتهامات متبادلة بينهم لا تتناسب ابدا مع الثقة والرضوخ المفروض والمنتظر لاختيار الله
ثانيا :اذا كنا نثق ونعلم ان يد الله ستمتد وتختار البابا الجديد اذا فما الداعى من اختيار وتصفيات لجنة الانتخابات فى المرحلة الاولى وما الداعى من انتخابات الاراخنة فى المرحلة الثانية فكان من الاجدر بنا ان نترك جميع الاسماء للقرعة والله قادر ان يختار هو كما يشاء من كل المرشحين فالله القادر على الاختيار من ثلاثة مرشحين قادر ايضا على الاختيار من سبعة عشر مرشح وبدلا من الاختلافات عن الصواب والخطا فى اختيار اساقفة الايبارشيات او عدم مشاركتهم كنا نرضخ ونحترم القرعة ما دمنا نثق انها اختيار الله
ثالثا :وهى الاهم هل من التقدير والاحترام والتقديس لاختيار الله اننا نجعل الله يختار بعد اختيارنا نحن ونفرض على الله اختياراتنا ليختار منها بدون حتى ان نضع ورقة بيضاء حتى نعطى لله الفرصة كى يرفض اختياراتنا ويكون له الحق مثلنا فى استبعاد المرشحين الثلاثة اذا كان الله لا يجد فيهم الصالح والمناسب ام اننا نعطى لانفسنا الحق فى استبعاد اى من المرشحين ولا نعطى هذا الحق الى الله ,,,
تساؤلات كثيرة تراودنا حول القرعة الهيكلية تجعلنا نشك هل هى حقا اختيار الله ام انها وسيلة سهلة ساذجة تم اللجوء اليها مؤخرا للهروب من صعوبة الاختيار وخطورته
قد يكون الوقت متاخرا لطرح هذه التساؤلات ونحن والكنيسة قطعت شوطا طويلا وصعبا فى اجراءات هذه الانتخابات واليوم يبدا كل اقباط مصر صوما وصلاة لمدة ثلاثة ايام ولكن ما اكتبه هو رسالة واضحة للجنة المسئولة عن فحص الطعون وذلك خوفا من رضوخهم لضعوط من تيارات معينة داخل الكنيسة لتمرير وعدم استبعاد بعض المرشحين بحجة ان القرعة الالهية كفيلة باستبعادهم وبعد هذا نقول ان هذا اختيار الله ويجب علينا احترام ذلك
احذر من ان نحمل الله مسئولية سوء اختيارنا وسوء تصرفنا ورضوخنا للضغوط ومسئولية اطماعنا الارضية التى لا تتناسب ابدا مع هذا المنصب الروحانى الذى يسمو كل السمو عن اطماعنا واخطائنا وتدابيرنا الارضية