الأقباط متحدون - مصر يا منكوبة
أخر تحديث ٠٢:٣٨ | الثلاثاء ٢ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢١ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر يا منكوبة

بقلم: مينا ملاك عازر

 حين كان ناصر يحكم مصر، وبعد وصول كاسترو لحكم كوبا، وهما رئيسان من كبار المعادين والمعارضين للسياسات الأمريكية أو هكذا كانت أمريكا تعتبرهما في هذه الآونة، كان رئيس اليمن هو الآخر معادي لأمريكا ومنضم لمصر ومنضوي تحت لواء ناصر، على أي  حال كان هناك فكر بإقامة اتحاد بين مصر واليمن وكوبا ولا أعرف إن كانت فكرة حقيقية أم أنها مجرد شائعات، لكن ما أعرفه أن الاقتراحات لاسم هذا الاتحاد كان مصر يمن كوبا، فظهرت نكتة على ذلك الاسم بأن نطقوا الاسم هكذا "مصر يا منكوبة" وكانوا في ذلك يعارضون سياسات ناصر، ولكنهم لم يعرفوا مطلقي النكتة أنهم يتنبأون بمستقبل مصر، فحقا صارت مصر منكوبة.


منذ أن تولتها عصبة مبارك وبنيه، أصحاب الفساد للركب، واللذين سرقوا ثروات البلاد  وجرفوا العقل المصري حتى صارت عقولهم مرتعاً لأي أفكار إقصائية متطرفة دموية جنسية شهوانية تقصي الطرف الأقل عدداً والأضعف، تقصي ليس فقط الأقباط وإنما المرأة، تحطم الأطفال وتشوه الطفولة، مصر ليست منكوبة فقط على يد مبارك، وإنما منكوبة أيضاً على يد المرشد وجماعته المحظورة، تلك الجماعة التي تحكم وهي محظورة، واضعة القانون تحت حذاءها لأنها الحاكمة، ومن يحاسب الحاكم إلا القانون؟ وهل القانون في يد أحد إلا الحاكم؟ وما دام الحاكم ينتمي لجماعة محظورة ويبرر لها أن تبقى محظورة قانوناً، هل تثق في أحكامه؟
 
ولو عرفت لحضرتك مصر، أستطيع أن أقول أن مصر بلد  مترامي الأطراف يحوي بين جنباته أكثرية تحب بعضها البعض، وأقلية تكره كل من يختلف معها وتكفره، يُحكم هذا الوطن من المقطم بواسطة رئيس يجلس في قصر الاتحادية يسافر كثيراً ليهرب من مواجهة مطالب الشعب الذي يقول أن شعبيته زادت بين أفراده، يعتصم أهل البلد مطالبين بحقوقهم وبوعود وعدوا بها، وببرامج قدمت لهم، لم يروا منها شيء على أرض الواقع، مصر بلد يحب أهله بعضهم بعضاً، ويحب حكامه كراسيهم أكثر من أهلهم، أستطيع أن أزيدك من الشعر بيتاً، حين أقول لك أن مصر بلد ليس للحصانة القانونية أي أهمية بها قدر حصانة الذقن، فإن أطلقت لحيتك تستطيع أن تطلق للسانك العنان في سب من شئت، وحرق ما أردت، وسن قوانين كما يعن لك وأنت في مأمن، مصر بلداً منكوب بلجنة لا ترى في الاتجار بالبشر عيباً، ولا تحرم زواج الأطفال، ولا ترى في المرأة إلا جهازها التناسلي، وتضع له القوانين لختانها، لجنة دستورها لا تدقق في الدستور إلا بما يخص المرأة والأقباط، وتقمع الإعلام، لجنة تقدم الوطن لمن أتووا بها على طبق من ذهب، وتقصي كل من عداهم، تمنح الأطفال الحق في الزواج وتحرمهم من حقهم في التعليم، إلا إن كانوا قادرين. 
 
مصر حقاً منكوبة بكل من حكموها ويحكموها، فهل ينصفها القضاء اليوم وينهي على اللجنة المشكلة لوضع عقدها الاجتماعي ويحلها؟ آملين أن يستيقظ ضمير من سيعود ويشكل اللجنة، وإن لم يستيقظ ضميره وشكلها بنفس التشكيل ثانيةً كلي ثقة في القضاء الذي سيعود ويحلها على اعتبار أنه التفاف على أحكام القضاء، أم أن شيء من هذا لن يحدث، وتبقى االلجنة بطريقة أو بأخرى، وحينها يحق لنا أن ننادي على مصر ونقول بكل أسف مصر يا منكوبة.
 
المختصر المفيد هل من موقظ لضمائر أولائك اللذين يهدمون مصر لمصلحتهم الشخصية ولإرضاء من أتى بهم لكراسيهم؟

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter