بقلم : ماجد عزت اسرائيل
الأسقف العام هو أسقف بلا إيبارشية و لا كرسي ولا حدود جغرافية لخدمته، لكنه يعمل فى إيبارشية البابا ويعاون في اختصاصاته، كما أنه ليس له كهنة يعتبرونه رئيساً لهم، والأسقف العام هو أسقف بلا أسقفية كوزير الدولة بلا وزارة، ويعتب"أنيانوس" أول بطريرك (68-83م) بعد القديس "مرقس"(56-68م )، و هو أول أسقف عام رسامة إثناء حياته، وبقى معه معاوناً له حتى استشهاده (68م).
- و نريـد هنا أن نـوضح الفرق بين الأسقف و القسيس.
- إن الأساقفة لهم حق إقامة القسيس:
وفى هذا يقول القديس" بولس" لتلميذه تيموثاوس :"لا تضع يدك على أحد بالعجلة ،ولا تشترك في خطايا الآخرين "(ا تى 5:22)،ويقول أيضًا لتلميذه تيطس "تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة ،وتقيم في كل مدينة قسوسا (شيوخاً ) كا أوصيتك" .
وتذكر قوانين الكنيسة أن القس يقام من أسقف واحد، أما الأسقف فيضع عليه اليد ما لا يقل عن أسقفين أو ثلاثة.
- إن الأسقف يمكن أن يحاكم القسوس:
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف في وجوب العدل فى أمثال هذه المحاكمات:"لا تقبل شكاية على كاهن (شيخ )إلا على شاهدين أو ثلاثة..."
- إن للأسقف الحق في مكافأة القسوس:
وعن ذلك يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس في نفس الرسالة:"أما القسوس (الشيوخ )المدبرين حسناً، فليحسبوا أهلاً لكرامة أفضل، ولا سيما الذين يتبعون في الكلمة والتعليم ".
على أية حال، كان اختيار البطريرك من بين مطارنة وأساقفة الإيبارشيات، قد وجد من يؤيده ومن يعارضه –على نحو ما رأينا – أيضا فإن اختياره من بين الأساقفة العموميين، قد دار حوله جدل شديد بل هناك من أنكر قانونيته.
- المدرسة المؤيدة تستند إلى الحجج آلاتية:
1- البابا بطرس الجاولي البطريرك رقم (109)(1809-1852م)الذي ترهب بدير الأنبا أنطونيوس استدعاه البابا مرقس الثامن البطريرك رقم (108)(1796-1809م)ورسمه قساً ثم قمصاً باسم مرقوريوس ثم مطرانًا عاماً على إثيوبيا باسم ثيؤقيلوس لكنه ظل ستة أشهر مقيماً مع البطريرك بالقاهرة حتى تنيح سنة (1809م )فرسم بالإجماع بطريركا بعد ثلاثة أيام في 24ديسمبر 1809م باسم البابا بطرس السابع وجلس على كرسي مار مرقس 42سنة.
2- البابا كيـرلس الــرابع الـبطريرك رقم (110)(1854-1861م) الذي كان اسمه داود الأنطوني، رشح للبطريركية ثلاث مرات، وقد زكاه في الـجولة الأولى (9) أسـاقفة وفى الثـانية (13) أســقفاً،ثــم رسـم مـطراناً عاما في 17إبـريل 1853م وبـــعد سـنة وشــهرين رســـم بطريركا .
وللأمانة العلمية في ذلك الوقت كانت الـكنيسة القبـطــية تمر بظروف فتنة، في عهد الباشا "عباس حلمي الأول (1265-1271هـ) "(1848-1845م)، وتدخلت جهات أجنبية تمثلت في في قنصل" إنجلترا" في مصر، وبطريرك "الأرمن" الأرثوذكس للإسراع برسامة الـبطريرك "كيرلس الــرابع "، الذي عـرف في التاريخ بـ " أبو الإصلاح ".
3- ولما كان من غير الجائز أن توضـع اليد على المرشح للـكرسي البطريركى من الأساقفة العموميين مرتين للدرجة الــــــكهنوتيـة الواحدة، ولما كانت درجة الأسقفية هي نـفسها درجة البــطريركـية حسبما سبقت الإشارة، طبقا للقانون الكنسي، فإن نفس ما يتبع مـعـه كما حدث مع كل الباباوات "يؤانس التاسع عشر" البطريرك(12) و"مــــــكاريوس الثــــالث "البـــطريــرك (113) و"يـــوســـــاب الثاني"البطريرك (115)، الذين كانوا مطارنة إيبـــــارشيات قـــبل اختيارهم بطاركة ووضع اليد في هذه الحالة ليس معناه نوال الروح القدس مرة أخرى بعد أن سبق وناله كل منهم في طقس رســــــامته الأولى أسقفا وهو لم يفارقه طـوال مــــدة أسقفيته، بل إنه يأخــذ منه نعــمة جديدة لــلرعاية مثلـــما يأخذ الأسقف حـــين يرقى إلى رتــبة المطران والقس حين يرقى إلى القمصية .
-4 إن هذا المبدأ مأخوذ به في الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية الشقيقة ،وقد طبق عند رسامة البطريرك إسحاق الأنطاكي.
- المدرسة المعارضة تستند إلى الحجج الآتية:
- تشير الوثائق التاريخية المحفوظة بالمتحف القبطي بـ ( القاهرة )- يوجد في منـطـقة مــصر القديمــة – أن البـابـا كـيرلـس الرابـع البــطــريــرك (110)المعروف بـ (أبو الإصلاح ) (1854-1861م) لم يـكن قد رســم مطراناً عامّاً قبل رسامته بطريركاً بل كان راهباً باسم القس داود الأنطوني في الفترة الواقعة بين وفاة البطريرك، ورسامة خلف له طبقا ًلما تقضي به
قوانين الكنيسة.
- ما ورد في طقس رسامة البطاركة من صــلوات توضح أن هذه الدرجة
لا يرسم فيها إلا القسوس العابدون الوقورون وليس من بينها طقس رسامة الأسقف أو المطران بطريركاً.
- إن ما يحتج به البعض من أن هذا المبدأ مأخوذ به في الكنيسة السريانية، وما ورد بتاريـــخها عن اختيــار المــطران الــعام" إسـحاق"الأنطـــاكى بطريركاً لا يعتد به في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية لا سيما ما نتج عـن هذه الرسامة من أحـداث خــطيرة ترتب عليها وبسببها اغتيال مـطرانين هناك، وكان حـافزاً لأن يعـلن الـبابا القبطي الأرثوذكسي"خائيل الأول" البـطريرك رقم (46) (743-767م) رفضه القـاطع لــهذه الرسامة بـعد تشاور مع المطارنة والأساقفة المــصريين وظـل غير راض عنه حتى وفاة هذا البطريرك الأنطـــاكي المغتصب للـــكراسي البطريركى بــغير استحقاق بعد ثلاثة أيام من اغتصابه له.
- و ما يقال عن عدم جواز وضع اليد مرتين على الشخص الواحـــد للرتبة الواحدة يستوجب القطع على واضعي اليـد عليه، مما يعني معه قفل هـذا الباب الذي يهدد ســـــــلام الــكنيسة، ويسبب لـها الانــقسام وبسببه يـحل الخصام.