أمام غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات الخاصة بأشمون في محافظة المنوفية يتناوب أفراد عائلة رجل يُدعى "يونس إبراهيم يونس" 45 عامًا، منتظرين تحسن حالته لكن يبدو أن تلميحات الأطباء وحالة المريض تؤكد أنها متأخرة وخطيرة، ووسط الزيارات المتكررة لا يزال سبب إصاباته القاتلة محور حديثهم، تلك "القائمة المشؤومة" التي أشعلت النار بين عائلتين وجعلت "العريس" يحاول قتل حماه عشاءً.
وباتت قصة طعن يونس بسبب "قائمة المنقولات" حديث الناس بمحافظة المنوفية خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يُنادي بإلغائها تمامًا وتحميل "العريس" جميع تكاليف شقة منزل الزوجية الجديد، وذلك لتفادي مشاكلها المُتعددة والتي تسبب مرارًا في نشوب خلافات بين العائلات وأفشلت زيجات قبل أن ترى النور.
بدأت القصة قبل 3 أشهر عندما تحمل "يونس" جزء كبير من تكاليف تجهيز ابنة زوجته، وحضر شاب للاتفاق على الزواج وتحديد بنود قائمة المنقولات، والتي رصدت قيمتها بنصف مليون جنيه، وبعد أيام من الاتفاق عبّر الشاب عن امتعاضه من القيمة، فقرر "يونس" تمزيقها مع الاستمرار في خطوات الزواج، وما كان من عائلة العريس إلا العودة لكتابة قائمة آخرى لكنها خُفضت لمبلغ 450 ألف جنيه، وبالفعل اكتملت الزيجة بسلام.
ويبدو أن العريس "محمدم.م" 24 عامًا، لم يتوقف الغضب بداخله وشعر بالضيق تجاه حماه، فرفض استقباله في عِش الزوجية وتعمد افتعال المشاكل معه، حتى مطلع الشهر الجاري حينما تطورت المُشادات لمشاجرة كبيرة شهدها أهل عزبة كرم التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، وبعد فضّها عاد الشاب مُجددًا للانتقام من حماه، وحمل "سكينًا" واستعد للمواجهة.
بعد صلاة العشاء على دراجة نارية اتجه العريس وبرفقته عروسته باتجاه حماه، وأوقف الدراجة ونزل يشتبك مع حماه وأخرج السكين وطعنه عدة طعنات متتالية بالظهر والذراعين والرأس والوجه والأمام، فلم يترك فيه مكان إلا ودسّ سلاحه الحاد بجسد من زوّجه عروسه الجديد، لكن الصدمة الأكبر عندما أراد الضحية صدّ الضربات، فباغتته ابنة زوجته بـ"قالب طوب" أفقده قواه تمامًا وأسقطه أرضًا، ليُجهز الشاب على فريسته بسهولة.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين أهالي العزبة، وسرعان ما حملوا جسد المُصاب إلى مستشفى خاص لسرعة إسعافه، وبقى هناك بعد انتهاء الفحوصات والتي أوضحت أن إصاباته عبارة عن: "طعن بالصدر والبطن وضرب بالظهر، وأسفر ذلك عن ارتشاح دموي بالصدر"، وتقرر تركيب أنبوبة صدرية، كما تبين إصابته بشرخ في المخ ونزيف يجري متابعته، فضلاً عن وجود تجمع دموي بالبطن يحتاج إلى إجراء استكشاف - نجحوا في تطهيره لاحقًا- كما ظهر وجود تهتك في بجدار القولون وتقرر تركيب درائن بالبطن، ولا زال المريض داخل العناية المركزة.
هذا وألقت الشرطة القبض على المتهم وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.