Oliver كتبها
ترك المسيح له المجد لتلاميذه الفرصة ليكرموا أمه وقت نياحتها .لتنال الكنيسة بركة العذراء القديسة مريم أم الله.و بعدما قامت الكنيسة الأولي نيابة عن البشرية بتكريم العذراء المنتقلة و عاد التلاميذ إلى دورهم التبشيرى حان دور السماء في تكريم هذا الجسد الفريد الذى صار فيه الرب جسداً و إنتسب للبشر مع أنه إبن الله دوماً.قاد إبن العذراء بنفسه موكب التكريم السمائى لأمه البتول و كان إحتفالاً مهيباً.
- الله المحبة وضع محبة خاصة فى قلب البلاد في كل الأجيال تجاه أمه الحنونة البتول.حتي الذين ينكرون لاهوت المسيح لا ينكرون قداستها .هذا هو العجب من إبن يكرم أمه.نحن نتشرف بأن العذراء أمنا و شفيعتنا و أنها بإبنها باركت مصر فكانت البلد الوحيد الذى زارته العذراء جسدياً في حياتها ثم بظهورات متعددة زارته روحياً و لنا الشرف.
-لا زالت البلدان الكثيرة تحتفل بهذا العيد خصوصاً الأرثوذكسية و الكاثوليكية.و يشهد عيدها في بلدان كثيرة مسيرات خاصة تطوف المدينة بأكملها كما يحدث في مانيلا بالفلبين.حيث يوضع تمثال ضخم للغاية على سيارة ضخمة و يقف الناس في كل الشوارع يلقون الزهور و يرنمون و يطلبون شفاعتها. و يظلوا يضربون بالدفوف حتي يصلون إلى كنيسة سان بدرو و هناك تحدث معجزات بشفاعة العذراء .
- و هكذا أيضاً يحتفلون في المكسيك و يأتى الناس إلى الكنائس حاملين الورود يضغونها قدام أيقونات و تماثيل العذراء لتكريمها.
- في إيطاليا يقام موكب إحتفالى مهيب حاملين ثلاثة تماثيل للعذراء تطوف المدينة روما و تتلقي الزهور و تصدح الترانيم ثم لما تقترب من قوس الزهور الإحتفالى الكبير تحين أهم لحظة في الإحتفال حين يظهر تمثال ضخم للسيد المسيح و تبدأ لحظة الركوع فتميل الثلاثة تماثيل تجاه تمثال المسيح ثلاث مرات أنها إستحضار للحظة التي سلمت فيها العذراء إرادتها للرب حسب البشارة قائلة ليكن لي كقولك. و يتكرر نفس الإحتفال في مناطق التجمعات الإيطالية بالولايات المتحدة .كان العيد في إيطاليا يقام منذ العصور الوسطى حين يركب المحتفلون المراكب الشراعية يجوبون البحيرات حاملين أطباقاً من المياه المعطرة و يصلون من أجل الأمطار و المحاصيل متشفعين بالعذراء معتبرين أن صعود جسدها قد قدس السحب.
- في فرنسا يعد هذا اليوم إحتفال هام حيث أن العذراء مريم هي الشفيع الرسمى للدولة منذ عام 1638 و يعتبر يوم عيد رسمي في 13 دولة أوروبية و كثير من دول أمريكا اللاتينية.و يحتفلون في أوروبا بهذا العيد منذ القرن الرابع الميلادى و يسمي في هذه البلاد(عيد سيدة الحصاد) لأن اليوم الذى يحتفلون فيه كان قبلاً عيداً للحصاد قبل أن يتم التبشير في أوروبا.و يحتفل بهذا العيد الكنائس الإنجليكانية و يعد هو العيد الأهم للعذراء عندها.
- في رومانيا يعتبر هذا العيد واحد من أهم الأعياد في التقويم الرومانى الأرثوذكسي. و هو عيد رسمى لكل الدولة فيه تتجمع حشود كبيرة قرب ميناءى ماراموريس، نيكولا في ترانسيلفانيا وبوتنا في مولدافيا و هي دولة مستقلة أخري من يوغسلافيا القديمة. يتجمعون في موانئ البلدين معاً لأن العذراء مريم هى شفيع القوات البحرية فى رومانيا و يوم عيدإنتقال جسدها للمساء يتوافق مع يوم البحرية الرومانية،. يتم تنظيم فعاليات، تمتزج بين العذراء مريم و أنشطة البحرية الرومانية المختلفة.
- فى جنوب البرازيل يسمى هذا الإحتفال (سيدة الملاحين) و يتم صناعة زوارق ورقية ضخمة مزركشة مزينة بصور العذراء و يحمل كل زورق قبطان و ملاح و ثلاثة موسيقيين يرتدون ملابس المجوس الملوكية و كورال صغير.يرنمون مدائحاً لكرامة الأم التي آمنت بما قيل لها من قبل الرب.
- فى بولندا يعتبر هذا اليوم إحتفال عظيم يسير البعض مرنمين مسافات طويلة حتي يصلوا إلى محمية جاسنا غورا في تشستوشوفا العاصمة الروحية لبولندا حيث يوجد مزار العذراء مريم و يعد هذا المزار من أقدس الأماكن في بولندا و أكثرها أهمية روحية و تقام في هذا اليوم صلوات تذكار من أجل الجنود شهداء بولندا واثقين أنهم إنتقلوا للمجد مع المسيح مثل العذراء القديسة مريم.
- و هناك رموز مستخدمة في كثير من الإحتفالات .بعض المناطق تقوم بالتخييم و إشعال النار طوال الليل رمزاً للنور الذى أشرق في الظلمة بولادته من العذراء مريم.و من العادات في مناطق أخري أن يلقي الناس بعملات معدنية من النوافذ و لا أجد له تفسيرا لديهم لكنه تقليد يحدث في إيطاليا أيضاً.و اللون السائد فى معظم الإحتفالات هو اللون السماوى ليشير أن السماء صارت موطن العذرا جسدا و روحا .و أن العذراء ذاتها صارت سماء و عرش للمسيح الذى سكن أحشاءها.
لسنا وحدنا الذين نحب العذراء لأنها تنبأت بالروح القدس قائلة هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.