د. محمد طه
احنا عارفين كويس أوى الاستغلال عن طريق الأخذ.. يعنى حد يستغل طيبتك.. أو عفويتك، أو تأنيب ضميرك، أو استعدادك للمنح والبذل فى سبيل غيرك، وياخد منك اللى يقدر عليه: وقت.. مجهود.. خدمات.. فلوس.. سماح بلا حدود.. وهكذا..

انما فيه نوع تانى من الاستغلال الخفى.. المقنع.. الماكر..
ان حد يعرض عليك خدماته.. بدون ما تطلبها.. بدون أحياناً ماتحس انك محتاجها..
ان حد يديك من وقته.. لدرجة انك تبقى مكسوف منه وحاسس انك بتضيعه بزيادة..

حد يمنحك مجهوده.. ويريحك.. ويعمل مكانك اللى مفروض تعمله انت: شغل، مذاكرة، مصلحة، أى حاجة..
طيب وايه الاستغلال فى كده؟
أقولك..
هو بعد شوية هايطلب منك رد الجميل.. مش لازم فى نفس الصورة اللى اديهالك.. ممكن فى صورة تانية خالص..
هايستنى منك اهتمام.. أو حب.. أو تواجد..

هايعوز منك موافقة فى موضع الرفض.. أو سكوت فى وقت الكلام.. أو تغاضى وتساهل وغض طرف..
هايلزمك بما لم تلزم نفسك بيه..
هاينتظر.. أو هايلمح.. أو هايطلب.. المقابل.. والتمن..
انت بقيت مدين ليه..
هو كده خلاص ملكك..

ادالك المقدم.. ومستنى منك المؤخر..
قدم السبت.. ومستنى ردك الأحد..
ولو ما أخدش منك المقابل.. ولو ما رديتش ليه التمن.. تبقى وحش.. وجاحد.. وناكر للجميل..
ممكن يحسسك بالذنب.. ممكن يبتزك.. وممكن يؤذيك..
أعتقد دى أحد صور الصدقة.. اللى يتبعها أذى..

مش باتكلم على الناس الطيبين الودودين اللى بيمدوا يد المساعدة والعون لوجه الله ولمصلحة الناس.. لكنى باتكلم عن آخرين.. بيفرشوا ليك الأرض ورود.. داخلها أشواك.. يعملولك البحر طحينة.. لغاية ما تغرق فيه لشوشتك..
تعرفهم من إصرارهم على اختراق حدودك..

والتعدى المتكرر على خصوصيتك..
وفرض عطاؤهم عليك..
زى ما بتختار تدى مين.. وليه..
اختار بتاخد من مين.. وليه..