الأب رفيق جريش
النهج الذى سار مع التغيير الوزارى الذى جرى الأسبوع الماضى يحصل فى كل تغيير وزارى، ربما منذ ثورة 23 يوليو 1952.. وهو نهجٌ- آسف أن أقول- لا يرتقى للنهج الحضارى كما يجرى فى الدول المتحضرة، بل ربما ورثناه من الدولة الشمولية. لا يصح أن يظل معنا ونحن فى الجمهورية الجديدة، ونحن نصبو إلى أن نكون فى مصاف الدول الكبرى.. وهذا موقع تستحقه مصر لما لها من حضارة وتاريخ وشعب وموقع جغرافى.. وإلى آخره.
هناك وزراء أُقيلوا لأنهم لم يحققوا المرجو منهم من خطة الحكومة.. وهناك وزراء أُقيلوا لأن الأمور فلتت منهم وغرقوا بين النظرية والتطبيق.. كما هناك وزراء لأسباب صحية أو أسرية أو خاصة بهم ارتأوا أن خدمتهم ستتأثر بظروفهم تلك، فأمانة منهم عبروا عن عدم قدرتهم على استكمال عملهم على أكمل وجه، رغم أن منهم من أحبهم الناس لقربهم منهم وتفانيهم فى العمل والخدمة، إضافة إلى علاقتهم الدولية المفيدة لمصر وشخصيتهم المتمكنة فى تخصصهم.
والسؤال هو: لماذا تترك الحكومة الشعب يضرب أخماسًا فى أسداس ويبقى التغيير الوزارى ألغازًا.. هل لأسباب أمنية؟.. لا أعتقد، فلن يضر الحكومة أن يخرج علينا متحدثها الرسمى فى بيان مصوغ بطريقة لبقة ودبلوماسية تُفّهم الشعب - وهذا حقه - أسباب التغيير وهدفه، وأين كان موقع القصور عند البعض، وأسباب عدم استمرار البعض الآخر فى موقعهم، ولا تترك سمعتهم ألغازًا لذئاب مواقع التواصل الاجتماعى أو لقوى الشر التى تتلهف أى خبر أو هفوة أو ثغرة لنشر البلبلة.
فى البلاد المتقدمة، يستقبل الوزير المنتهية خدمته الوزير الجديد ويجتمع معه لتسليمه نوعًا ما الوزارة، ويخرج الوزير الجديد موصلًا الوزير القديم حتى باب السيارة شاكرًا خدمته، شىء من هذا القبيل جرى من السيدة الفاضلة الدكتورة غادة والى عندما تركت وزارة التضامن لارتقائها منصبًا دوليًا رفيعًا، واستقبلت الوزيرة الجديدة للتضامن الدكتورة نيفين القباج، وكانت صورة حضارية راقية.
كذلك وزيرة الهجرة الجديدة السفيرة سها الجندى دعت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، ربما لأن الاثنتين من مدرسة الخارجية.. وربما البعض الآخر فعل نفس الشىء، ولكن يظل أسلوبًا فرديًا، نتمنى أن يعمم ويصبح تقليدًا من التقاليد المصرية التى أرساها السيد الرئيس عندما كرم الرئيس السابق المستشار عدلى منصور يوم توليه الرئاسة وفى مناسبات أخرى كثيرة.
بدورنا، نشكر الوزراء القدامى الذين خرجوا لأسباب مختلفة على خدمتهم، ونتمنى للوزارات ككل تحقيق كل الطموحات والسياسات التى يأملها الشعب.
نقلا عن المصرى اليوم