لم تكتف الحركة السلفية فى مصر بالانشقاق، بل قررت أن تأكل رموزها، وهو ما تبدى فى هجوم الشيخ صفوت حجازى على الدعوة السلفية، معتبرا أنها ورطت الإخوان فى الانتخابات الرئاسية، فضلا عن انتقاده لقاء قيادات السلفيين المرشح الخاسر أحمد شفيق.
حجازى لم يكتف بذلك، حيث رفض الحديث مع القيادى السلفى عبد المنعم الشحات فى برنامجه على قناة «الناس»، وهو الأمر الذى رد عليه مجلس إدارة الدعوة السلفية بشدة، مشددين على أن حجازى ليس عالما أو داعية وحديثه لا يؤخذ به.
المهندس عبد المنعم الشحات قال لـ«الدستور الأصلي» إن اتهامات «حجازى» لنا غير واقعية، والدليل على ذلك أنه رفض مداخلتى للرد عليه، مشيرا إلى أن التيار السلفى كان عاملا مؤثرا فى جولة الإعادة لصالح مرسى ولولاهم لخسر، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية بكل قياداتها كان لها رأى موحد فى الانتخابات الرئاسية ورفضت الخضوع لأى ضغوط، وكان موقفنا بناء على الشورى، متسائلا «كيف يتهم حجازى قيادات الدعوة السلفية بأنها تبحث عن مصالحها رغم أن قيادات من جماعة الإخوان قابلت أيضا الفريق أحمد شفيق»، مشيرا إلى أنهم قاموا بدعم أبو الفتوح فى الجولة الأولى وكانت الدعوة السلفية تحث القواعد السلفية فى جميع المحافظات على النزول لدعم مرسى فى جولة الإعادة، مشيرا إلى أن ما قام به حجازى يعد تجاوزا فى حق الدعوة السلفية، متعجبا من عدم موافقة حجازى على أن يستمع إلى ردهم على هذه الاتهامات رغم أنه طلب من إدارة القناة إخباره بأنه يريد التعليق على حديثه، مشيرا إلى أن جميع المسؤولين فى قناة «الناس» حاولوا إقناعه بإعطاء فرصة الرد لى، إلا أنه رفض.
وفى تعليق منه على هجوم صفوت حجازى على الشيخ ياسر برهامى، بسبب مقابلته شفيق وجَّه الشحات رسالة إليه بالتلميح قائلا «إن أشرس من اعترض على مقابلة برهامى لشفيق قد التقى القذافى قبل ذلك، ولم نقل له يجب عليك أن تتوب، رغم أن مقابلة القذافى خطيئة»، متسائلا «ما المصلحة التى تعود على المسلمين من لقاء حجازى للقذافى؟!».
وتابع الشحات قائلا «إذا كانت تلك الزيارة خطيئة كبرى، فلماذا تفرق بين مقابلة برهامى وحسن مالك لشفيق على الرغم من أن برهامى كانت مقابلته لشفيق قبل إعلان النتيجة وبعد انتهاء الانتخابات، أما مقابلة مالك فكانت قبل بدء المعركة الانتخابية وهذا ما يثير علامات استفهام»، مشيرا إلى أن زيارة برهامى كانت بسبب تأخر النتيجة، وهو ما كان يدل على أن هناك شيئا ما يطبخ، ووجب التنويه على شفيق بأن نجاحه سيتسبب فى تظاهرات كبيرة من التيار الإسلامى، موضحا أن شفيق كان قد طلب الدعم من الدعوة السلفية له فى مكالمة هاتفية، وتم الرد عليه بالرفض.
مجلس إدارة الدعوة السلفية أعلن استياءه من الاتهامات التى وجهها حجازى إلى رموزهم، وقال الدكتور يونس مخيون، المتحدث باسم حزب النور، إن اتهام حجازى مشايخنا بتوريط الإخوان حديث هزلى لا يليق به، وليس من أخلاق الإسلام والمسلمين أو من شهامة الرجال، مشيرا إلى أنه كان يجب أن لا ينسب إليهم اتهامات ظالمة دون أن يكونوا موجودين، مشددا على أن أحاديثه كانت منقوصة ومغلوطة ولم يوضح الصورة.
مخيون أضاف «لقد وصلتنا معلومات بأن الجيش سيستخدم العنف مع المتظاهرين، وما قام به الشيخ برهامى وثابت كان عملا تطوعيا، فقررنا إرسال وفد إلى المجلس العسكرى ومكتب الإرشاد يضم 4 قيادات هم برهامى وثابت والشحات وجلال مرة، وأن يتم إرسال وفد آخر يضم برهامى وثابت إلى شفيق لحل الأزمة وقدمنا إلى المجلس العسكرى رؤيتنا لاحتواء هذه القضية وعرض الوفد السلفى عليه 7 نقاط، منها الشفافية فى الانتخابات، وأن يتم اختيار رئيس وزراء من الإخوان فى حال فوز شفيق وعدم استخدام الجيش للعنف مع المتظاهرين».
مخيون أضاف «مجلس إدارة الدعوة السلفية هو الذى أرسل الوفد إلى شفيق، وكان رسول الله يتفاوض مع المشركين»، وقال ردا على حجازى «لقد طلبنا من مكتب الإرشاد ترشيح الشاطر ونحن سندعمه، وعندما تم استبعاده طلبنا منهم عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية».