الأقباط متحدون - مسلسل ازدراء الأديان
أخر تحديث ١٣:٢٩ | الخميس ٤ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٣ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مسلسل ازدراء الأديان

بقلم: د. يحيي الوكيل
نهار داخلى
فصل فى مدرسة إعدادية، حصة اللغة العربية
المدرس ضخم و بلحية كثة و حواجب كثيفة و الظلال الواقعة على وجهه من الضوء الداخل من الشباك تعطيه شكلا مخيفا، و فى يده خيرزانة من جريد النخيل المنتشر فى الصعيد يخبط بها جانب سرواله
على السبورة مكتوب
لغة عربية
تعبير
دروس الهجرة النبوية
طالب واقف فى الصف قبل الأخير، ضئيل و يرتعد من الخوف، و هو ممسك بكراسته على استعداد لأن يقرأ منها ما كتب..
صوت المدرس يرعد: قول يا سى بطرس – سمعنى يا زفت
بطرس فى شيئ من التردد و التلعثم: استعان محمد بدليل من قريش لل…
لا يكمل بطرس ما يقرأ لأن الخرزانة تهبط على ظهره بعنف تجعله من الألم يذهل حتى عن الصراخ،
 
المدرس: النبى محمد يا كافر يا بن الكافر، محمد ده بيلعب معاك فى الحارة، بتزدرى الدين يا واطى، و لفظ النبوة مش كافى لابد من الصلاة عليه و سلام الله – مستمرا فى ضربه كل هذا الوقت الذى يتكلم فيه.
و يجره إلى مكتب الناظر بتهمة ازدراء الأديان ثم يعود ليقف سمير بعده مرتعدا و يقرأ: استعان النبى محمد صلى الله عليه و سلم بدليل من قريش لمعرفته بالطر…
يخفض المدرس الكراسة بيده الغليظة و بعينين تقدح شررا يسأل سمير: قلت لى اسمك إيه؟
سمير يرد: سمير بخوف و صوت خفيض
المدرس تنتفخ اوداجه و يزأر: سمير إيه يا روح أمك؟
سمير بصوت خفيض للغاية: سمير شنودة
 
تمتزج أصوات الضرب بالخيرزانة مع صرخات سمير و هو يحاول الإفلات من الركن المزنوق فيه و المدرس يزأر: بتسخر يا كافر، بتسخر يا عابد الصليب، تتجاسر تسخر على النبى و صلاة الله و سلامه عليه، مين إنت علشان تقولها؟؟؟ تعاااالى
و يجره من قفاه على الأرض إلى مكتب الناظر متهما سمير بازدراء الأديان
 
يعود إلى الفصل، إلى الصف الأول حيث يجلس مينا، الطالب النابه، فيشير له بالقيام و يشير له على الكراسة، ثم يقول له: إقرأ ما كتبت يا موحد القطرين، ورينا اللى متسمى على اسم اللى بدأ الحضارة الكافرة دى كاتب إيه
مينا ينظر ناحية أماكن سمير و بطرس الخاوية ثم يرد بهدوء: الحقيقة يا أستاذ انا ما كتبتش الموضوع…
 
معركة أخرى قصيرة و لكن عنيفة نال فيها مينا من عصا المدرس ما لم ينله الملك مينا من سهام الأعداء، و حتى صرخات معارك الملك مينا كانت أكثر انخفاضا من صوت المدرس و هو يكيل السباب لمينا و يتهمه أنه لا يحترم هجرة الرسول لذلك لم يكتب عنها و يرميه أمام مكتب الناظر بتهمة إزدراء الأديان.
يعود المدرس للفصل و بمجرد دخوله يسأل الطالب الجالس على أول دكة: فيه حد تانى من الأنجاس دول هنا؟؟
الطالب: لا – هم الثلاثة بس
المدرس: طيب طلعوا كتب القراءة و اقرأوا درس فتح مصر و لكن بدون صوت

مش نهار داخلى
ده نهار أسود

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter