هانى رمسيس
وفى الكنائس المؤسسة والمدشنة على السيدة العذراء تقام النهضات بصلوات القداس اليومية صباحا وصلوات العشرة مساءا ويتخللها دورة روحية تشتهر بتعبير (الزفة)وسط اوساط الاقباط
ترتل فيها الالحان المعروفة بالحان الفرح
وكذا لحن افرحى يا مريم ومديح السلام لكى يا مريم والمديحه المحبوبه للناس يا م ر ي م
فى وسط زغاريد مستمرة تعبر عن فرحة الشعب بقدوم صوم السيدة العذراء معشوقة وحبيبة الشعب القبطى
والقبطى متاصل فى جذوره فكرة وعقيدة شفاعة القدسين
وفى بساطة الشفاعة هى (Intercession)
هي التوسل أو الصلاة من أجل الآخرين، وهي لا تنبعث من مجرد العاطفة أو المنفعة، بل عن إدراك واع بأن علاقة الله بالإنسان ليست علاقة فردية فحسب، بل واجتماعية أيضًا، فهي تمتد إلى علاقة الإنسان بالإنسان.
ولها أمثلة متعددة فى الكتاب المقدس
ولا تتعارض مع العقل ولا تصطدم باى منطق
والشعب القبطى له علاقة عميقة جدا بهذه العلاقة اشهرها فى العصر الحديث والمعاصر
علاقة البابا كيرلس بالشهيد مارمينا وعلاقة تماف ايريني بالشهيد ابى سفين..وعلاقة الاقباط الحميمة بالشهيد بل امير الشهداء مارجرجس
وما تحمله تلك العلاقة من اختبارات حقيقية عاشها اصحابها
وسجلوها بمستندات تؤكد قيام آبائنا الشهداء برعاية الشعب الطالب صلواتهم أمام الله
وهى لست وساطة بقدر ماهى علاقة حب بين الاقباط واحبائهم الشهداء والقدسين
تنزع فاصل السماء بين الارض وسماء السموات
ولقد سمح الله بتكريم الآباء القدسين والشهداء فى تلك الازمنة وسمح للناس ان تاخذ بركة هؤلاء الآباء على الأرض
ولن اناقش زوايا فلسفية او ابحث عن ابحاث كتابية تمتلاء بها الكتب لم يريد إثبات الشفاعه كتابيا فلديكم الكتب عليكم بقرائتها
ولكن هنا اركز على اللاهوت الشعبى
فهناك من الناس تؤمن بعقيدتها بقلبها قبل عقلها هذه العاطفة البريئة المقدسة هى ببساطه يد تمتد لصورة قديس تخاطبه بقلبها وتطلب صلواته عنها أمام الله دون أن تدخل فى إهدار للإيمان بدم السيد المسيح الذى سفك عنا وفهمها للتجسد الإلهي وساطة الدم المستوى عنا على عود الصليب
الأمر بالنسبة لهؤلاء امر ابسط بكثير من هذا
ويوازى فرحة زفة عيد القيامة احتفالا بقيامة السيد المسيح من الأموات
الشفاعه فى اللاهوت الشعبى حب وتعبير فى تلقائية عن هذا الحب
فلا انزعج عندما اجد من يصفق ويصرخ ويقول يا عدرا فى زفة درونكة وسط آلاف من الناس بارقام مذهلة التجمع
ففى درونكة تجسيد لهذا اللاهوت الشعبى فى اوج صوره
وهذا ينطبق على زفة امير الشهداء مارجرجس فى ميت دمسيس
انها بساطة التعبير فى حب الله والقدسين وستظل قائمة ما بقيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر
وللحديث بقية