الأقباط متحدون - سقوط الحبابره اوشهوة الكرسي البطريركي !
أخر تحديث ٠٠:٢١ | الاثنين ٨ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سقوط الحبابره اوشهوة الكرسي البطريركي !


بقلم : عصام نسيم 
هذا هو عنوان كتاب اصدره  الاستاذ بشارة  بسطورس في عام 1947 من 
القرن الماضي وفي حبرية الانبا يوساب البطريرك ال 115 ويتحدث فيه عن عدم جواز ان يكون بطريرك الكنيسه من الاساقفه والمطارنه اصحاب الايبارشيات  ويؤكد على ان هذا مخالف لقوانين الكنيسه وكسرا  لها ويوضح كيف ان شيوخ في الايمان سقطوا في شهوة الوصول للكرسي البطريركي سواء بتحريض من البعض او رغبة في انفسهم !!! ,.
 
 ففي النصف الاول من القرن العشرين نصب ولأول مرة في تاريخ الكنيسه ثلاثة بطاركة  من المطارنة لايبارشيات وهم الانبا يؤنس البطريرك ال 113 والبابا مكاريوس 114 والبابا يوساب 115(( كان عصر البابا يوساب اسوء عصور الثلاثه في تاريخ الكنيسه المعاصر )) وقد كان هذا الحدث الشاذ كسرا واضحا لقوانين كنيستنا القبطيه وعملا انفرد به هؤلاء المطارنه في تركهم كراسي ايبارشيتهم وجلوسهم علي الكرسي البطريريكي ! كما يوضح الكاتب في هذا الكتاب كيف ان عهد الثلاثه كان عهد سئ في تاريخ الكنيسه وكان جلوسهم علي الكرسي سبب في كثير من المتاعب التي عانوا منها حتى نياحتهم كما يسجل لنا التاريخ . وايضا كيف ان هؤلاء المطارنه في سبيل وصلوهم لكرسي مارمرقس استخدموا بعد الاساليب الغير مسيحية والتي لا تليق بانسان مسيحي عادي فما بالنا بمطارنه واساقفه مثل :القذف العلني وتوزيع النشرات بعضهم ضد البعض او اغراء الناخبين بالاموال او تفسيرهم لقوانين الكنيسه تفسيرات شاذه عن تعاليم الكنيسه (( ما يحدث من بعض المرشحين في ايامنا هذه  من تفسير للقوانين لجواز ترشيح الاسقف او المطران ))وغيرها من الاساليب الغير لائقه !
والعجيب الذي يسرده الكتاب هو كيف ان هؤلاء البطاركه الثلاثه وهم كانوا اباء عظام واصحاب ايمان قوي وخدمة عظيمة في ايبارشيتهم كيف تحول الامر بهم بعد جلوسهم علي الكرسي وفقدوا نفوذهم وفقدوا قوتهم التي كانوا يديرون بها ايبارشيتهم وكانت نهاية بعضهم نهاية مأسوية لا تليق علي الاطلاق بنهاية من يجلس علي كرسي مارمرقس العظيم .
 
فالبابا يؤنس رغم انه كان مطران مهاب عظيم حريص علي كرامته بعد جلوسه بدء في فقدان نفوذه وتعرضه لاطماع حاشيته والمقربين منه وتبددت ثورته وحتى ما كان يقدمه للفقراء ما كان يصل اليهم ! والعجيب ان هذا البطريرك لم يتمكن في البقاء في القصر البطريركي الا بعد ان دعى سبعة كهنة لعمل سبعة قناديل لنوال سر مسحة المرضي وذلك لان قداسته كان يرى رؤي مزعجه تقلقه وتمنعه من الاستقرار في المقر البطريركي !!!! وقد سمعه البعض في كثير من الاحيان يلفظ الفاظ الندم لكسره قوانين الاباء وتوليه هذا المنصب حتى وصل به الامر في اخر ايامه بانه لعن اليوم الذي توله فيه هذه المسؤوليه وقد كان لا يجلس على الكرسي البطريريكي بل كان يجلس داخل الهيكل  !!!!!
الي جانب السوء في ادارة الكنيسه وكثرة المشاكل وكثير من الامور التي اتعبت هذا الشيخ العظيم لكسره قانون الكنيسه ووصوله للكرسي ليس بدعوة من الله بل بدعوة من البشر !
 
اما عن البابا مكاريوس فلا يختلف الامر معه ايضا كثيرا عن الانبا يؤنس الذي كان ايضا من الاباء العظماء الملمين بقوانين الكنيسه وطقوسها نراه ايضا يكسر قوانين الكنيسة ويتولى منصب البطريرك وتركه لايبارشيته اسيوط وقد اجتمع المجمع المقدس بعد توليه واراد ابطال ترشحه بل ووصل الامر بالمجمع انه قرر بعدم مشروعية قرراته ولا يعترف بها المجمع المقدس ولا يقرها ويعتبرها لاغيه ! وقد ضيق عليه المجمع المقدس والمجلس الملي كثيرا حتى انه ترك شئون الكنيسة وذهب الي دير الانبا بولا بعد ان اظهر ارتباكا شديدا في ادارة شئون الكنيسه وعدم قدرته على تنفيذ قرارته بعد قرار المجمع المقدس والمجلس الملي ! (( يذكر كاتب الكتاب انه كان يتحدث مع غبطته قبل نياحته بخمسة عشر يوما طالبا منه تصحيح الوضح والعوده لقوانين الكنيسه فرد عليه البابا مش قادر يا بني مش قادر اعمل اي حاجه مما يدل علي ضعف موقفه الشديد في تولي شئون الكنيسة  )) وهكذا نرى اب عظيم من اباء كنيستنا يعاني امر المعانة بعد كسره لقوانين الكنيسة وارتاءه فوق ما ينبغى ان يرتئي !
 
اما عن البابا يوساب فقد كانت نهاية هذا الاب اسوء مما سبقوه ورغم ان كاتب الكتاب لا يتكلم كثيرا عن هذا البطريرك وما يذكره الا قليل عن شهادته وتعليمه وطلبه بتصحيح القانون الذي يقر بتولي المطارنه والاساقفه كرسي البطريرك ولكن من خلال قراءتنا للتاريخ نرى ان هذا البطريرك كان قد عين مساعدا له وهو شماس اسمه ملك جرجس وقد استغل هذا الشخص منصبه اسوء استغلال حتى انه ادخل الماسونيه في رسامة الكهنة وفعل الكثير من الامور التي تسئ الي البطريرك واستغل نفوذه بشكل سئ جدا وللاسف كان البطريرك لا يسمع لكل من يطالبه بابعاد هذا الشخص حتى ضاقت الكنيسه منه الامر الذي اوصل بعض الشباب الغيورين وقد اسموا انفسهم بشباب الامه القبطيه باختطاف البطريرك في الليل اثناء نومه ووضعه في دير للراهبات في مصر القديمة وتوقيعه علي التنازل على الكرسي البابوي وقد تم القبض فيما بعض على هذه المجموعة ولكن لم يستمر البطريرك كثيرا بعد ذلك فقد قام المجمع المقدس بعزله ووضعه في الدير حتى تنيح وكانت نهاية مأسوية لأب عظيم كان كان مطرانا ناجحا ولكن خسر كل شئ بكسره قوانين الاباء كما فعل اسلافه !! 
ان هذا الجزء هو جزء مما ذكره الكاتب في كتابه فهناك اجزء اخرى وامور اخرى يتكلم فيها الكاتب مثل قوانين الكنيسة التي تقول بمخالفة هذا الامر والدعوة لتصحيح القانون الموجود أنذاك ويسمح بهذا الخطأ .
 
في الحقيقة ان هذا الكتاب الرائع يعتبر بمثابة رسالة لمن يرغبون من الاساقفة والمطارنة اصحاب الايبارشيات في تولي الكرسي المرقسي وفرض انفسهم في قائمة المرشحين ورغم علمهم الشديد بأن هذا الامر هو مخالف لقوانين الكنيسة ولم يحدث اطلاقا في التاريخ القديم او الحديث ( باستثناء ما ذكرنهم )) ورغم ان السواد الاعظم من الشعب القبطي يرغب في المحافظة على قوانين الكنسية وعدم تولي اسقف او مطران للكرسي البطريركي نراهم في تحد غريب وعجيب لكل هذا يرشحون انفسهم او يقبلون ترشيح بعضا ممن لهم مصالح في توليهم الكرسي البطريريكي !
اننا نقول لهؤلاء اقرءوا تاريخ من قاموا بهذا الامر وكيف كان حياتهم على الكرسي وكيف كانت نهايتهم وكيف ذكرهم التاريخ بعد هذا هل ترغبون ان تكون نهاية سيرتكم مثلهم !! وماذا نفع هؤلاء الاباء جلوسهم سنوات قليلة على الكرسي المرقسي بل على العكس خسروا الكثير جدا ! وكان حياتهم كانت تأكيد لقول السيد المسيح له المجد ( بماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) انها رسالة لهؤلاء فهل يقرءون وهل يفهمون ؟!!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع