دكتور صموئيل عصام
يدرك المواطن المصري المسيحي الجهد العظيم الذي يبذله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لترسيخ أسساً جديدة تتوطد بها كل قيم ومسؤليات المواطنة فى المجتمع المصرى ، مما يستوجب ترجمة هذه الأسس والقيم والمسؤليات الى إجراءات مؤسسية إنطلاقا من بواعث النهضة والأفاق المستقبلية للجمهورية الجديدة ، وفي ذلك نرى ضرورة إرثاء قواعد المواطنة على أرضية دستورية مجتمعية حياتية مما يتطلب إرادة شعبية تؤمن وتطبق هذا بكل أريحية دون تميیز أو تفرقة أو تعصب من منطلق الشراكة فى الوطن وإعلاء مصلحتة العليا والحفاظ على الأمن والسلم المجتمعى وانعكاساته على الأمن القومى المصري .
المواطنة الحقیقة لن تتحقق مطلقا الإ إذا تشارك الشعب المصرى بكل أطيافة الوطنية فى جميع الأنشطة والوظائف بالدولة والإرتباط الوثيق بالمشاركة السياسية والتمثيل العادل فى المجالس النيابية والمتخصصة والقومية دون إقصاء من الوظائف العامة وسائر الأجهزة بقطاعات الدولة المختلفة على أن تكون العبرة فى الإختيار بالكفاءة والإقتدار دون النظر للديانة ويتعين ذلك مؤسسياً بتشريعات قوانين صريحة تكرس المشاركة للجميع فى الممارسات اليومية وسائر مناحى الحياة وتنهى عقوداً طويلة من ثقافة الرفض والإقصاء فى كافة قطاعات الدولة المختلفة .
لذلك أصبح ضرورياً أن تكون مصر فى ريادة تطبيق تعليم موحد عصرى متقدم يؤسس لسيادة العلم والمساواه والكرامة الإنسانية وتفعيل المواطنة وقبول الأخر ومكارم الأخلاق من منطلق إستراتيجية بناء العقول التى كانت وستظل أحد أهم الركائز المحورية لبناء وتطوير الدولة المصرية فمصرنا الغالية دائماً وابداً ولادة وزاخرة بعقول أبنائها الأفذاذ الذين أصبحوا سفراء لها فى كل المحافل الدولية .
فإنه إن أردنا مواطنة حقيقية فلابد أن تكون أولوياتنا فى ماهية المدخل التعليمى المقدم لأبناء مصر ومن ثم ماهية المخرج التعليمى الناتج عنه.
لذلك لا نستطيع أن نغفل قيم العيش والقبول والتعاون المشترك لجموع المصريين معاً مما تنهى كل الصور الخرقاء للمواطنة الشكلية السطحية التى لابد أن نتكاتف جميعاً لزوالها وإرثاء أواصر وقيم مصرية أصيلة عشنا وتربينا عليها لنا وللأجيال القادمة.