د. وسيم السيسي
اتصل بى الفنان المقيم فى باريس هشام جاد منذ أربعين عامًا وهو يبكى ويقول: دُعيت لاحتفالية مرور قرنين من الزمان على اكتشاف رموز الكتابة الهيروغليفية 1822-2022 م، وكانت الاحتفالية فى الكوليج دى فرانس بباريس.
تمثال شامبليون واضعًا قدمه على أحد ملوك مصر القديمة، والمؤسف أنهم فى قاعة الاحتفالات أتوا بالتمثال المصغر الذى نحته المثال الفرنسى بارتولدى، بكيت وأنا أرى أحد ملوك مصر تحت قدم شامبليون البرىء من هذه الفضيحة لأنه مات 1840م، والتمثال كان 1867م، وشامبليون هو القائل:
" يتداعى الخيال، ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة"،
ولو كان شامبليون معاصرًا لبارتولدى ورأى هذا التمثال، لصفعه على وجهه! ما القصة وراء هذا التمثال؟ طلب الخديو إسماعيل من فردريك بارتولدى عمل تمثال للحرية طوله مائة متر، حتى يضعه على قمة ميناء بورسعيد عند افتتاح قناة السويس معلنًا استقلال مصر عن الخلافة العثمانية.
وبعد أربع سنوات، انتهى بارتولدى من عمل تمثال الحرية وهو الموجود الآن فى منهاتن بنيويورك، اعتذر إسماعيل باشا عن عدم شراء التمثال بسبب الديون، غضب بارتولدى، ومما زاد غضبه تبرع فرنسا بالتمثال لأمريكا فى عيد استقلالها، فما كان من بارتولدى إلا أنه عبر عن غضبه من الخديو إسماعيل، بعمل تمثال العار هذا.
بح صوت هشام جاد للمسؤولين فى مصر وفرنسا، دون فائدة، لجأ إلىَّ منذ بضع سنوات، لجأت لوزيرة الثقافة سابقًا د. إيناس عبدالدايم، سافرت نائبًا عن مصر إلى روما وباريس مطالبًا برفع هذا التمثال ووضعه فى المخازن لأنه إساءة لمشاعرنا نحن المصريين، بل للعالم كله؛ لأن مصر هى التى أرضعت العالم كله علمًا وحضارة وفنًّا ودينًا وسائر علوم المعرفة.
هل تقبل فرنسا تمثالًا لهت/*لر وهو فوق دبابة ألمانية فى باريس، أو تمثالا لنابليون بونابرت وهو سج^ين فى جزيرة سانت هيلانة تحت رحمة الإنجليز؟! وهذا تاريخ حقيقى، فلماذا تمثال ضد الحقيقة لمثَّال موتور من الخديو إسماعيل اسمه بارتولدى؟!.
طلبت من أ.د. محمد زينهم كلية الفنون التطبيقية عمل تمثال ضخم يمثل شامبليون وهو يعنف ويلوم بارتولدى راكعًا على ركبتيه، ويقول له: كيف تصورنى فى تمثال العار هذا، وأنا من قال: العلوم جميعًا خاصة الفنون جاءت من مصر منذ أكثر من خمسين قرنًا من الزمان؟!.
ارفعوا عن وجه الحضارة هذا العار.
نقلا عن المصري اليوم