كمال زاخر
اتفهم حالة الانزعاج عند المتربصين بما أكتب وأنشر، وهم فى اغلبهم من الشباب الذين وقر فى ذهنهم ان ثمة خطراً على الكنيسة والعقيدة والإيمان - هكذا - من اطروحاتى، وأن عداءً شخصياً يحكمنى مع من يرونهم كبار معلمى جيلهم وربما أجيال سبقتهم بعقد أو عقدين، وهى فرضية غير صحيحة صنعها وروجها ثلة ممن رُسم لهم ودُفع بهم - والناس نيام - ان يجلسوا على كرسى موسى، ويُزرعون وسط الحنطة ويحاصرونها، وهم فى مجملهم لم ينجحوا فى التحقق فى الحياة العامة فاستبدلوها بالسير عكس الطبيعة ليس بحثاً عن الملء، والالتصاق بالواحد على غرار ما فعله آباء البرية المؤسسون. واللافت انهم لم يمكثوا كثيراً خلف الأسوار وقفزوا منها الى مواقعهم، التى ارادها لهم من دفع بهم قبلاً الى صحرائهم (المؤقتة)، فأداروا مقاطعاتهم بأحلامهم المجهضة، التى تجلت فى السلطة التى تحولت الى سطوة، ورؤاهم التى لا تتجاوز متحصلات مرحلة الصبا فى صفوف مدارس الأحد المرتبكة، وربما المشوشة، ومن اجتهد منهم تتلمذ على كتب بيلى جراهام وبراسموس مسرة وغيرهم، متأرجحين بين الانجليكان والروم والانجيليين، لذلك لم يقبلوا طرح مدرسة الآبائيين الذين ذهبوا الى كتابات الآباء فى لغاتهم الأم (اليونانية والقبطية). وعربوها بعد تحقيقها،
السلطويون الجدد ترجموا عدم القبول فى حملات الهرطقة، بعد ان اعادوا الحياة لهذا المصطلح (الهرطقة) فى مكارثية جديدة وسط مجتمع مثخن بجروح غائرة تتهدد وجوده وبقاءه جراء المد الإرهابى الإخوانى الذى تزامن مع وجودهم. واقترب المشهد من توصيف الرسول بولس (كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ." 2 كو 7: 5).