ماجدة سيدهم
لاتقتربوا من حزانى القلب والمتألمين بفقد غزيز لديهم بكلمات التقوى الممرضة ومقولات التعزية المملة والمجهدة للنفس ..
لاتملوا عليهم نصائحكم الدينية القاسية والتي تظهر الله كالجبار الذي بلا قلب وبلا مشاعر ,المتربص بالبشر والاستقواء عليهم فنردد من تراثنا السخيف " ماتبكيش . هو انتي مش مؤمنة ولا إيه ..قولي اشكرك يارب قوليها على طول ..دي وديعته وأخدها مش بتاعتك ...اجمدي كدا ..البكا دا بيعزبه .. "
دعوا المتألمين يأخذون حقهم في البكاء .في التعبير الطبيعي عن فقدهم ومصابهم كيفما يرتاحون .. دعوهم يثرثرون يغضبون ويرفضون ويشتكون على الله فهو يفهم جيدا حجم آلام الفقد وفزعة المفاجأة الحزينة ..
تنحوا جانبا و ثقوا أن الله هو المهرول الوحيد الذي يشق كل الحضور من المعزيين ليضم ألى حضنه يتامى ومجروحين .. ليهديء من لوعة قلب زوجة أو أم او اب وينصت بإصغاء إلى شكواهم ولومهم الشديد له ولا يريد محاولاتكم في كبت المشاعر الطبيعية وعدم الاستيعاب
حبس الدموع ومجاهدة الحزن والتنهد أمر ممرض جدا للجسد وضد الطبيعة .. الدموع مريحة لثقل جاثم على القلب
القدير أيضا يتفهم تلك المشاعر المضطربة ويعرف كيف تكون التعزية صالحة وإزاحة تنهيدات كثيرة في النفس بصورة مريحة
كونوا لطفاء وقدموا الاحتضان بصدق .. احضنوا أياديهم المبللة بالارتعاش ..ضموا الصغار جدا وابتسموا في وجوههم داعمين ..ترفقوا بحيرتهم وبتساؤلاتهم المضطربة ..
وأن لم تستطيعو فالتزموا الصمت فهذا افضل جدا
فقط دعوا الحزن يتنفس لبعض الوقت ..