الأقباط متحدون - التشويه المتعمد لصورة الأقباط في الدراما المصرية
أخر تحديث ٠٢:٥٤ | الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠٠٩ | ١ توت ١٧٢٦ ش | العدد ١٧٨٠ السنة الخامسة
إغلاق تصغير

التشويه المتعمد لصورة الأقباط في الدراما المصرية


بقلم: عصام نسيم
ظل هناك حاله من التجاهل التام للاقباط في الدراما المصريه وكأنهم لا يعيشون في مصر او انهم جزء من المتجمع المصري يؤثرون ويتاثرون بكل ما فيه ,
ولكن راينا منذ عدة سنوات ان بدء يحدث ظهور للاقباط في بعض اعمال الدراما المصريه سواء من مسلسلات او افلام سينمائيه ولكن للاسف الشديد جاءة صورة الاقباط في هذه الاعمال صوره مشوهه او لنقل ممسوخه لا تمت للواقع بصله صوره لحالات شاذه  لا يعرف المجتمع القبطي الكثير منها وبالتالي حدثت حاله استنفار من جانب الاقباط لهذه الاعمال فهل يليق بعد تجاهل لعقود طويله وبعد حالة الجهل التي يعيشها الجانب المسلم في كل ما يخص الجانب القبطي خاصة فيما يخص عقائدها وطقوس صلواته ....الخ  ان تأتي هذه الاعمال لتملاء هذا الفراغ بمعلومات كاذبه ومشوهه عن الاقباط خاصة في ظل وجود اصلا صوره كاذبه ومشوه عن حياة الاقباط وعقائدهم وطقوس صلواتهم .

وفي الحقيقه لا نعرف ما هو الدافع لكل القائمين علي هذه الاعمال حتي يجتمعوا جميعا علي اخراج صورة الاقباط دائما في صوره نمطيه متكرره وفي الغالب صوره سلبيه جدا او التركيز علي قضيه واحده مكرره.
وهكذا نرى في كل عمل درامي يتناول الاقباط ( رغم ندرتها ) نراها صوره مشوهه  لا تناقش قضايا هامه تمس الاقباط خاصة انهم جزء لا يتجزء من المجتمع تترك هذه القضايا الهامه وما اكثرها وتناقش قضايا تافهه فارغه من اي مضمون او هدف  والغرض من هذا التناول هي اثاره الاقباط والسعي في عمل ضجه للعمل قبل حتي عرضه بعد ان يتناوله الاقباط بالنقد والرفض لانه يتناولهم او يتناول عقائدهم  بصوره كاذبه .
وراينا علي مدار سنوات الكثير من هذه الاعمال وخاصة المسلسلات والتي كان اولها هو مسلسل – يا رجال العالم اتحدوا –   وكانت صوره النساء  فيه اما امراه متسلطه امامها رجل ليس له شخصيه او متدينه بصوره متطرفه مريضه امام رجل ملتو مستهتر الي حد بعيد .
وايضا مسلسل اوان الورد الذي اثار ضجه  عند عرضه ايضا  حيث تناول زواج المسيحيه من شخص مسلم وتركها دينها واهلها للزواج به خاصة ان المؤلف بهذا العمل كأنه كان يروج او يدعوا لمثل هذا الزواج كذلك راينا كيف ان الفتاه المسيحيه التي كانت صديقة البطله كانت في صوره انسانه مستهتره اقرب كثيرا الي الانحلال الخلقي تفعل ما تريد في اي وقت .

ايضا مسلسل محمود المصري والذي تناول قصتان لفتاتان واحده مصريه والاخرى يونانيه  والاثنان يقعان في حب شخص مسلم !( وكان تأثير الشباب المسلم علي المسيحيات تاثير عالمي !) .
واخيرا مسلسل  صاحب السعاده الذي يعرض حاليا ويناقش قضية الزواج والطلاق بصوره  سطيحه جدا  ولا يتناول القضيه بكل جوانبها بل يعرض جانب  واحد فقط  ويركز عي المشكله التي تقع بين الزوجين وتدعو للطلاق  ويظهر الامر كأن  الكنيسه هي التي تظلمهم بفرضها قوانين صارمه علي ابنائها في هذه القضيه .
وبالطبع لا ننسى الافلام السينمائيه والتي غالبا ما تتناول مثل هذه القضايا بصوره مستفزه وغير لائقه  وتساعد في تشويه صوره الاقباط  مثل فيلم  -بحب السيما – وفيلم واحد صفر .
الغريب ايضا في هذه الاعمال  الجهل الشديد  بحياة الاقباط وعقائدهم والذي يصل الي حتى العبارات التي يرددها ابطال هذه الاعمال فنجد ان الانسان المسيحي يردد مثلا القسم بالمسيح الحي في الوقت ان الحلفان والقسم لا يوجد نهائيا في المسيحيه والعجيب اننا نرى ان من يرددون الحلفان او القسم اشخاص من المفترض انهم متدينون ! مثل فيلم الارهابي او المسلسل الحالي  ! ومعظم المسلمون يعرفون جيدا هذه الحقيقه بل يعرف الجميع ان الاقباط مشهورين بالمقوه الشهيره البديله للحفان وهي – صدقني - والتي اصبحت بمثابه قسم لغير المسيحي يصدق بها الشخص المسيحي دون اي حلفان او قسم  فكيف تتجاهل هذه الاعمال مثل هذه الامور البسيطه والراسخه لدى الاقباط ومعروفه للجميع .

كذلك نجد ان هناك حاله جهل تام في الطقوس الدينيه داخل هذه الاعمال وايضا قوانين الكنيسه ونظام وطبيعه الزواج في المسيحيه ورغم ان  هذه الاعمال تحشر نفسها في قضايا مسيحيه هامه مثل الزواج والطلاق نجدها لا تعرض الصوره كامله بل تعرضها من وجهة نظر واحده مثلما حدث في فيلم واحد صفر او العمل الحالي صاحب السعاده فالكنيسه القبطيه الارثوذكسيه لها قوانينها الكنسيه كذلك الزواج المسيحي مختلف عن اي زواج اخر ويجب عند تناول هذه القضيه التركيز علي هذا الامر الهام حتي يكون عرض القضيه عرض منصف ومحايد .
ايضا نجد ان هذه الاعمال غالبا ما تظهر صورة الانسان المسيحي المتدين علي انه اقرب الي المتطرف المسلم فهو شخص متزمت لا يشاهد التلفزيون لا يتعامل مع المتجتمع يعامل امراته بصوره سيئه او العكس كشري لا يضحك ابدا منعزل عن المتجمع وعن الواقع  مثلما ظهر مثلا في فيلم الارهابي في حالة السيده  المسيحيه المتدينه والتي تردد القسم علي الفاضي وعلي المليان ! او فيلم بحب السيما ايضا .
فهل هذه الاعمال تعكس الصوره الحقيقه للانسان المسيحي الملتزم في الحقيقه لا ولا توجد هذه النماذج الي في خيال هؤلاء الخصب والتي ياتي من ارضيه تجهل ابسط الحقائق الخاصه بالايمان المسيحي وطبيعة الانسان القبطي حتي لو كانت هذه الاعمال نتاج انسان قبطي وليس مسلم !

نأتي للنقطه الهامه وهي التركيز الشديد والمتكرر علي زواج او علي الاقل قصة حب تحدث بين شاب مسلم وفتاه مسيحيه  والغريب اننا لا نجد العكس يحدث علي الاطلاق في هذه الاعمال فهل هذه الاعمال تدعو الي هذا الامر ام انها تستسهل حيث ان زواج المسلم من مسيحيه امر يقره القانون ولا يقر العكس فهل هذه الاعمال رغم  مناداة اصحابها بان هذه اعمال فنيه ابداعيه  فلماذا لا يخرجون لنا عمل ابداعي فني يتناول قصة حب بين مسيحي ومسلمه وتنتهي بالزواج وردود الافعال التي تحدث نتيجة هذا الزواج , لو كان الامر فقط فن وابداع ومناقشة قضايا المتجمع  ام ام المناقشه والفن والابداع دائما يكون طعن وتشويه لعقائد الاقباط وحياتهم ؟!
الحقيقه الهامه اننا لا نرفض ان يظهر الاقباط في اعمال دراميه ولا نريد ان يتم عرض الاقباط علي انهم ملائكه لانهم ليسوا ملائكه وهناك البعض منهم من يتأثر بسلبيات المجتمع .

ولكن هناك قضايا اهم واخطر من هذه التفاهات التي تعرض حاليا يجب ان يتم تناولها حتي تساعد هذه الاعمال في علاج الشرخ الحادث حاليا في العلاقه بين الاقباط والمسلمون وليس العكس !
فلماذا لا يتم عرض مسلسلات او اعمال دراميه تظهر العلاقه الجيده بين الاقباط والمسلمون وعرض قصص مؤثره وما اكثرها عن هذه العلاقه وكيف ان الدين لا يفرق بين هؤلاء علي ان يحبوا بعضهم البعض بل ويضحوا من اجل بعضهم البعض ؟
لماذا لا يتم عرض اعمال تناقش التطرف الذي يحدث حاليا بصوره واقعيه حقيقيه ويناقش اسبابه وسبل العلاج له لماذا لا نرى عمل يناقش قضية بناء الكنائس وكيف يذوق الاقباط الويلات ويدفعون الثمن من دمائهم حتي تبنى هذه الكنيسه ؟
لماذا  لا نرى عمل يتناول التطرف ضد الاقباط وكيف ان هناك متطرفون يسعون في اشعال الفتن ليدفع الاقباط الثمن دائما ؟
لماذا لا نرى عمل يتناول الاقباط من الداخل وحياتهم وكيف يعيشون وكيف يصلون وكيف يمارسون حياتهم بصوره حقيقه  بعيده عن المدح  او الذم صوره واقعيه تعكس الواقع الذي يحياه الاقباط ؟
اعمال كثيره من الممكن ان يتم تناولها في الدراما المصريه واعتقد انها سوف تساعد كثيرا علي علاج الشرخ الحادث حاليا في العلاقه بين الاقباط والمسلمون بعيده عن هذه الاعمال السطيحه التافهه البعيده عن اي واقع حقيقي .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع