اراء: الغاء مادة الدين وحلها بمادة القيم للجميع ..واخرين: لا يمكن فى مجتمع بها تيار متطرف والحل هكذا؟
أنور مغيث: لا يجب ان تكون حصة الدين سبب فى هدم الهدف من منظومة التعليم ولابد من ايجاد حلول
 
عماد توماس: يجب الغاء حصة الدين وهذا دور المؤسسات الدينية واستبدالها بمادة للاخلاق والقيم
اسحق ابراهيم: اذا تعذر الغاء مادة الدين فعلينا توفير مكان للاقباط لدارسة مادتهم مع تنقية المناهج لاى نصوص عنف


نادر شكرى
يدخل الطفل البرىء مينا لاول مرة المدرسة ويجلس فى مقعد بجواره محمد ومحمود ، ترتسم على وجوهم الضحكات والفرحة ، يتعلموا معا طوال الوقت ، وفى وقت الفسحة يخرجوا للجلوس معا واللعب معا ، حتى تأتى الساعة لفصل مينا عن محمد ومحمود ، يدخل المعلم وهو يقول" الطلاب المسيحيين يطلعوا بره علشان فى حصة دين اسلامى " ، هنا تتجه نظرات محمد ومحمود الى مينا وهو يحمل حقيبته واخرين للخروج من الفصل ، لا يعروفون السبب ولكن يخرج مينا ليبحث عن مكان ليحصل على حصة الدين المسيحي ، بل يبحث احيانا عن مدرس للدين المسيحي، فيكلف مدير المدرسة استاذ الرياضيات او العلوم ليعطى حصة الدين المسيحى .

يبحث المعلم عن مكان فيجلس بالطلاب فى " حوش المدرسة" والجميع ينظر اليهم ، او يذهب الى غرفة المعمل او اى غرفة غير مشغولة هكذا كان حالنا وحال الكثير من الطلاب الان بسبب حصة الدين التى تبحث عن حل ، ولذا ذهبت مدرسة دمنهور الخاصة للغات لحل هذه الازمة فى تجميع كل الطلاب المسيحيين فى كل مرحلة فى فصل واحد فى اجراء وصف بالجريمة المكتملة الاركان ضد الدولة المدنية والعملية التعليمية قبل تدخل وزارة التربية والتعليم اليوم لوقف هذا الامر وصدر قرار باعادة توزيع الطلاب مرة اخرى على الفصول مع زملائهم المسلمين .

نفتح ملف " حصة الدين المسيحي " التى تمثل أزمة حقيقية فى العملية التعليمة منذ الصغر ونحن نشعر به ، وكم كان قاسيا لحظة خروجنا من الفصل ، والجميع ينظر الينا ، وعند عودتنا كان الزملاء من المسلمين يتساءلون " انتم عملتوا لما خرجتوا بره ، ومن هنا يبدأ الطلاب يتحدثون عن الاديان ، وتظهر علامات الاحتقان والحساسية ، فلقد اصبحنا جماعات بعد ان كنا جميعا واحد لا يعرف مننا الاخر من هو المسيحى ومن هو المسلم .

 فالاسماء احيانا لا تدل على الدين ولكن عندما طالب المعلم ان نقف ونخرج " هنا فقط الجميع علم من هو زميله المسيحى وزميله المسلم " واحيانا يعود الطلاب المسيحيين من الخارج بعد انتهاء حصة الدين ليجلس بجوار  زميله المسيحى بعد ان كان بجوار زميله المسلم ، واحيانا اخر نجد الطلاب المسيحيين جميعها فى طاولة واحدة معا بجوار بعض ، بسبب حصة نجحت فى هدم منهج وسياسية المنظومة التعليمية ...

وفى هذا الشأن قال الدكتور أنور مغيث الخبير التربوى ، انه من المؤسف ان نسمع مثل هذه الاخبار بعزل طلاب فى فصل واحد على اساس دينى ، لان هذا الامر يمثل هدم كامل للعملية التعليمية القائمة على التجانس والتعارف والحوار وقبول الاخر ، 

وتابع مغيث " التعليم المدنى الحديث قائم على صياغة المواطن دون فوارق وهو الهدف من تشكيل فكر النشء الجديد ، وهو ما يعد تشكيل لفكر الوطن ، ولا يمكن ان تتسبب مادة واحدة ف القضاء على العملية التعليمية كلها بسبب حصة الدين ، فلا يمكن الاطاحة بالكل من أجل الجزء ، ولا يمكن ان يكون الحل لمادة الدين هو العزل الكلى للطلاب عن بعضهم .

واشار مغيث ان هذه الازمة طرحت كثيرا وكانت هناك أراء متعددة منها من طالب بالغاء مادة الدين واستبدالها بمادة واحدة للاخلاق ولكن ربما وجود التيار المتشدد منع من تنفيذ ذلك ، واخرين طالبوا ان تكون المادة بدون درجات ولكن جاء تيار اخر ليرفض ان يتم التقليل من مادة الدين ، ولذا الحل المؤقت ان يتم توزيع الطلاب على كل الفصول وفى مادة الدين المسيحي يكون تجميع للجميع فى فصل خاص يتمييز بنفس المستوى مع الاخرين وليس وضعهم فى " حوش المدرسة " .

وكشف مغيث عن موقف معه عندما كان يدرس فى المرحلة الاولى وطلب من الطلاب المسيحيين الخروج ، فخرج معهم وذهب الى حصة الدين المسيحى لانه لا يعلم لماذا خرج الطلاب ، ولكن تم توضيح الامر له فاعاد للفصل مرة اخرى ليدرس الدين الاسلامى ، مشيرا ان لولا هذه المادة  ما كان وقع اى فصل بين الطلاب بعضهم البعض مؤكدا على ضرورة تدخل الحكومة فى وقف مثل هذه السلوكيات .

•  توماس: الغاء مادة الدين
وطالب المهندس عماد توماس، بإلغاء مادة الدين من المناهج الدراسية، مبررا  ذلك بأن الدين يتم تعليمه من خلال الأسرة ودور العبادة، فلا تضمن من يقوم بتعليم مادة الدين متخصص أو متطرف ينشر الكراهية والمنهج الخفى بين الطلاب وهو ضد المواطنة العيش المشترك.

مشيرا إلى ان وجود مادة القيم واحترام الآخر كفيل بزرع القيم الأخلالقية المشتركة بين الطلاب، مثل قيم: العمل والعدل والصدق والتسامح والمحبة والسلام وغيرها فالأخلاق قبل الأديان.

•  تنقية مناهج المواد الدينية
وقال اسحق ابراهيم الباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن الامر يتطالب بضرورة مراجعة فكرة وضع مادة دين بالمدارس لان هذا دور المؤسسات الدينية والاسرة أما المدارس دورها العلم والانشطة والفنون وليس تدريس الدين ، ومن الافضل ان توضع مادة واحدة للاخلاق وهو تتفق عليه جميع الاديان ، وقيم الاحترام والتسامح والعمل والانتماء .

واضاف اما اذا تم الاصرار على مادة الدين فيجب اولا ان يتم توفير مكان ملائم لحصة الدين المسيحى مثل زملائهم فى الدين الاسلامى ، وان يكون هناك مدرس متخصص لذلك ، والنقطة الاخرى ضرورة مراجعة مناهج حصص الدين وتنقية اى مواد تضم اى تحريض على العنف او الكراهية والاهتمام بنصوص دينية تعزز المواطنة والتسامح وقبول الاخر .