كمال زاخر
سرُ  بقاء الكنيسة القبطية حتى اليوم رغم الأنواء والعواصف يقبع فى الإنسان المصرى البسيط الذى تبدل لسانُه ثلاث مرات، بعد أن هجر اليونانية بفعل انحيازه القومى، ومرة عندما أُجبر على التحول إلى العربية فى عصور مصر الوسيطة،

لكنه بقى متمسكاً بزخم لاهوته وإيمانه الذى اختزنه فى صلواته وفى الليتورجيا،

وفى ابداعاته الجدارية
وطقسه الذى ترجم كلَ هذا ليس فقط فى الصلوات لكن فى الممارسات،
فاستنطق المادة، وعمّد الحواس، بين البخور والشموع والأيقونة،
وراح يحوِّلُ صلواتِه إلى نغمٍ يسرى فى وجدانه،

ويعبِّر عن لحظات الفرح والحزن والتوسل
ينقلُ المحفلَ الى السماء ويستحضرُ السمائيين ويتوحدُ معهم،
ويوقِّع إيمانه على الزمن فتتحول السنة بجملتها إلى حضورٍ متواتر يومى للمسيح فى ليتورجية تتتبع خطواتِ المسيح يتأملُها ويذدردُها ويجترُها  ويعيشُها ويعيشُ بها.
:::::::::::::
من كتاب : قراءة فى واقعنا الكنسى ،
شهادة ورؤية كمال زاخر