الأقباط متحدون - هدم كنيسة بمدينة رشيد القبطية (دراسة تاريخية)
أخر تحديث ٠٧:٢٤ | الجمعة ١٢ اكتوبر ٢٠١٢ | ١ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هدم كنيسة بمدينة رشيد القبطية (دراسة تاريخية)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
ـ لمحة تاريخية عن مدنية رشيد
    تعد مدنية رشيد من أهم المدن المصرية،وتتميز بموقعه الجغرافى الساحلى الذى يتخذ شكل مثلث ،حيث يحدها  النيل شرقًا في فرعه المسمى باسمها ، و البحر المتوسط شمالا ، أما الضلع الثالث فهو حدى برى يشتهر بزراعة أشجار النخيل.

 ومدينة رشيد اشتق اسمها من الاسم الفرعوني “رخيت” وهو اسم سكان الدلتا، والذي تحول إلى الاسم القبطي “رشيت”، ثم تحور إلى “رشيد”.

   ومدينة رشيد من المدن القديمة التى يرجع تاريخها إلى ماقبل الأسرة الأولى فى التاريخ الفرعونى،وبدخول الأسكند المقدونى مصر ذات شهرتها حيث أصبت المدينة الثانية بعد الإسكندرية، ثم جاءالفتح العربى(الغزو) فذدهرت المدنية فى فترة الحكم العثمانى،وزارها العديد من الرحالة وسجلوا لنا الكثير عنها.

 وتشتهر مدينة رشيد بكثرة بكثرة آثارها: منها الفرعونية والبطلمية واليونانية والقبطية والأسلامية،وذادت شهراتها بعد نجاح  العالم الفرنسى"شمليون" عام (1799م) من كشف "حجر رشيد"؛ الذى يحتوى على اللغات المصرية القديمة،التى حافظها الأقباط حتى يومنا هذا، ومنها  اللغة  الهيروغلفية "المدونه" واللغة "القبطية" التى تدرس بالجامعات العالمية والكنائس والمعاهد الكليات القبطية،وهى  التى تمتد جذورها إلى اللغات المصرية القديمة.

على أية حال،تشتهر المدينة بإنتاجها الوفير من أنتاج البلح ولذلك أطلق عليها الكتاب والمؤرخون ببلد الـ "مليون نخله"، وعلى مخلفاته ـ نقصد هنا النخيل ـ أشتهرت صناعات نذكر منها منها: الأقفاص والأسبتة،ولموقعها على البحر المتوسط والنيل مارس سكانها حرفة صيد الأسماك وأشتهرت بصناعة الفسيخ،وضرب الأرز،وأصلاح المراكب،وشباك الصيد.

  التطور التاريخى لكنيسة السيدة العذراء بمدنية رشيد
 يرجع تاريخ بناء كنيسة السيدة العذراء بمدنية رشيد ،إلى أواخر القرن التاسع الميلادى، والكنيسة ضمن وقف "داود باشا "،وخصصت للممارسة الشعائر والطقوس الدينية للطائفة الأرثوذكسية،وتبلغ مساحتها نحو ما يقرب من 1068م،وتضم الكنيسة وصحنها ومرافقها، وبعض المحلات التجارية،التى تستأجر لتعطى داخلياً للحفظ على الوقف ــ يجوز أستجائر المحلات للمحافظة على أستمرار الوقف ومتبع فى الوقف بصفة عامة ــ ولتاكيد أستمرارية ممارسة الأقباط الارثوذكس الصلاة بالكنيسة ، يوجد أتفق ما بين الكنيسة القبطية المصرية ويمثله قداسة البابا رقم (117) "شنودة الثالث" وبين كنيسة الروم الأرثوذكس ويمثلها البابا "ثيودورس الثانى" بشأن ممارسة أهل الطائفة الأرثوذكسية الصلوات بالكنيسة ، ومن الثابت تاريخياً أن قداسة البابا "كيرلس السادس" صلى بالكيسة عدة مرات،وتوجد صور وتسجيلات تاريخية، ومستندات تؤكد ملكية الكنيسة المصرية لهذه الكنيسة.

 وتعد الكنيسة من أهم الآثار القبطية فى وقتنا الحالى،وتسهم بشكل مباشر فى الدخل القومى لجمهورية مصر العربية،كما أن الكنيسة تتميز بطابع معمارى فريد فى مدنية رشيد،وتوجد كنيسة على نفس الطراز فى دولة اليونان،بقارة أوروبا.

 وخلاصة القول تعود ملكية كنيسة السيدة العذراء برشيد لطائفة الروم الأرثوذكس،ولكن مع تناقص أفراد الطائفة،قامت بالتنازل للكنيسة القبطية المصرية،حيث أن الكنيسة وقف ولا يجوز أن تخضع للبيع والشراء،ولا يحق طبقا للقانون المصرى بيع المقدسات (الاسلامية- المسيحية)، كما أن إى مبنى يمضى على أقامته مائة عام يصبح آثر، ويخضع تحت قانون حماية الآثار المصرية،كما أن تلك المقدسات تقع بشكل مباشر تحت إدارة وزارة الأوقاف المصرية.

جذور مشكلة كنيسة السيدة العذراء برشيد
ترجع جذور مشكلة كنيسة رشيد إلى عام 1990م،حينما ادعى السيد المستشار" محمد مصطفي كامل التيرانلي" ــ ربما أعتقد أن لقب الترانلى يعود إلى القبائل العربية الى هاجرت من شمال غرب أفريقيا وأستقرت بمدنية رشيد ــ بملكيته لكنيسة السيدة العذراء،بموجب عقد بيع أبتدائى،قام بكتابته بمعرفة محامى طائفة الروم الأرثوذكس،بمبلغ مالى نحو مائه ألف جنية مصرية،وطالب بتمكينة من الكنيسة لهدمها،ولكن بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس رد على مام به بارسال خطاب للمحكمة بعد صح ما نسب للكنيسة،حيث أنها وقف ولايجوز بيعها أو شرائها،كما أنها تعد ضمن آثار مدينة رشيد القبطية.

  ومن هنا دخلت قضية كنيسة السيدة العذراء بمدنية رشيد المحكمة، وعقدت لها العديد من الجلسات منذ عام (2005- وهى كتابة هذه السطور)،كما أن الكنيسة تمارس بشكل يومى الصلاة طبقا لشعائر طائفة اقباط مصر الأرثوذكس،ومن المحلات يتم تحصيل ريعها للحفاظ على الوقف والعمل على استمراره.

تاريخ غزو وهدم كنيسة السيدة العذراء
على أية حال،عندما فشل السيد المستشار" محمد مصطفي كامل التيرانلي" فى تسجيل الكنيسة ونقل ملكيتها إليه كما يدعى (حسب ما ورد بوسائل الأعلام) أستخدم كل الممارسات والأعتداءات على كنيسة السيدة العذراء،بالرغم من محاولة العديد من أهالى مدنية رشيد لأحتواء الازمة،لدرجة أن شهد ضده بالمحمة ما يقرب من (18) شخص من أبناء مصر المسلمين،باحقية الأقباط فى ملكية الكنيسة،وبقيامه بالأعتداء عليها وعلى من فيها.

  وقام السيد المستشار"محمد مصطفى التيرانلى) ونجليه "أحمد محمد مصطفى التيرانلى" و"محمد محمد مصطفى تيرانلى" ومجموعة من معاونيه بمحاولة الأعتداء على كنيسة السيدة العذراء برشيد ومحاولة هدمها منذ عام (2008- 8 أكتوبر 2012م)أو بمفهوم أكبر قبل وبعد أحداث 25 يناير 2011م،ولكن فى 8 أكتوبر 2012م أستخدم شتى الوسائل والالات وعربات النقل واللودرات، واستغلال النفوذ،وتباطىء العدالة، أستطاع بالفعل من هدم أجزاء من الكنيسة، بل ولم يكتفى بذلك بل قام بتهديد القائمين على الخدمة بها بالقتل،وتلفظ بالفاظ باليه،ولم ينفذ اللوائح والقوانين الذى يعمل به سيادته،وآثار الرعب للأقباط  ومسلمى المدنية الذيين لم يكفوا عن مطالبته بالعدول عن هذا العمل المدنية،الذى يعتبر ملكا للمصريين جميعاّ ويعود دخله على المالية المصرية عن طريق السياحة الدينية.

وأخيرا،إلى متى ينتهى مسلسل هدم الكنائس والأديرة وخطف البنات ،وقضايا الأزدراء لدرجة مثول أطفال أمام النيابة ،والسؤال الذى يطرح نفسه إلم يعلم سيادة المستشار القانون المصرى بإنه لأيجوز بيع أو شراء دار العبادة،كما لم يعلم أن أى مبنى مضى عليه مائة عام لأيجوز هدمه لأنه آثر،إذا كنت لا تعلم سيادتكم فهذه مصيبه،وإذا كنت تعلم فهذه مصيبه آخرى لأن سيادتكم لأتنفذ القانون،رجاء سيادة المستشار رحمة بمصر توقف عما تقوم به ودع القضاء يقول كلمته.

  أين الإدارة الهندسية بالمدنية والقائمين عليها وهيئة الآثار ووزارة الأوقاف، ورجال الشرطة الشرفاء الذين نقدر مواقفهم ،بل أين القانون فى حماية ممتلكات وآثار الدولة،ندعو الله الحفاظ على مصرنا الغالية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع