الأقباط متحدون - رساله إلى شهداء ماسبيرو
أخر تحديث ٠٧:٢٦ | الجمعة ١٢ اكتوبر ٢٠١٢ | ١ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رساله إلى شهداء "ماسبيرو"

بقلم: حنا حنا المحامي

أبنائي شهداء ماسبيرو:
لست أدري كيف أخاطبكم, لست أدري كيف أرثيكم, لست أدري كيف أطرح مشاعري وأحاسيسي.
 
إن الكلمات لا ولن تعبر, إن البكاء دموع وقتية لا تلبث أن تجف، وفي حقيقة الأمر، فهي قد جفت منذ زمن مضى. منذ مأساة الكشح التي لا تحدث بين الوحوش الضارية.

كلا وألف كلا.. حاشا للحيوانات الضارية أن تنحدر إلى هذا المستوى، فالحيوانات تحنو على فصائلها. لقد جفت الدموع مند حادثة نجع حمادي، وما بينها وبين الخانكة, ثم حادث كنيسة القديسين المروع إلى آخر هذه المآسي..

أبنائي شهداء ماسبيرو:
آسف, لقد جفت دموعي، ولم أعد أملك إلا أن أرفع كلماتي وتضرعاتي بل وعتابي. نعم.. أحيانًا أضعف.. كيف يسمح حبيبي وخالقي وفاديَّ بهذا الجُرم البيِّن؟! ولكن أسمع كلماته تقول لي "لا تقلق.. فهؤلاء في أحضاني, إنهم مع الملائكة والقديسين, إنه أمر طبيعي أن يحاربكم إبليس وأعوانه".

لقد كنتم عزلًا, مع ذلك كانت السطوة، والجيش يخافكم ويرهبكم، فأراد أن يتخلص منكم. كان عليهم أن يتوهموا الشجاعة، ولكن كانت شجاعتهم أيضًا تتسم بالجُبن. إنكم عزل.

لذلك كانت شجاعتهم وهمًا، فقد تصوروا أنهم إذا اغتالوا الأقباط، سوف ترفع لهم الهامات إجلالًا واحترامًا وتقديرًا.. لقد أقنعهم إبليس أنهم أبطال، فسقطوا في ذِلةٍ لن ينساها التاريخ.

أبنائي.. إنكم في أحضان القديسين والملائكة، وتنظرون إلينا بشفقةٍ وحزن لِمَا أصاب مصر من بلاءٍ تلو البلاء، وانهيار يعقبه انهيار. انهيار أخلاقي واقتصادي وأدبي بل وفي كل مناحي الحياة.

إنكم عزل ومسالمون، فمن ثم يجدونها فرصة لكي يستأسدوا.

أبنائي زهرات الماضي وملائكة الحاضر, لقد تركتم السواد، وذهبتم إلى البياض الناصع, بياض الملائكة وأحضان القديسين الحانية، التي تنتظر المجد العتيد، وحياة الخلود.

وبعد.. فلا يسعني إلا أن أطلب إليكم أن تصلوا من أجل القتلة والسفاحين. لقد قال معلمنا وفادينا أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم.

صلوا من أجلنا كي يتعطف اللله علينا ليمدنا ويمد ذويكم بالصبر والعزاء.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع