الأقباط متحدون - من أين يأكل السلفيون؟
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الجمعة ١٢ اكتوبر ٢٠١٢ | ١ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

من أين يأكل السلفيون؟

بقلم: شريف منصور

من الحيوانات التي لا تقوم بعمل أي شيء مفيد غير أنها تتلف الزراعات وتتلف المخزون من حبوب وأطعمة، المسماة بـ"القوارض". وبعد أن تقضي على المخزون في مكان ما، تذهب تبحث عن المخزون في مكان آخر. وهكذا لا تعمل القوارض والحيوانات من هذا النوع، بل تعيش آفة على غيرها ممن ينتج الغذاء. وفوق كل هذا، غالبًا ما تنشر هذه القوارض الأمراض التي تأتي على الملايين من البشر مثل مرض الطاعون. وتتكاثر القوارض بسرعة كبيرة، والتكاثر هو شاغلها الشاغل.

بدون أية محاولة فلسفية، فإني هكذا أرى أن السلفيين لا فرق بينهم وبين القوارض، فلا فائدة من وجودهم غير قرض مقومات المجتمع وتفتيته؛ للتغذية عليه ونشر مرض النعرة العنصرية الدينية القاتل لروح الوطن.

الذي تقدم هو فكر طرأ عليَّ مرات كثيرة عند محاولاتي المستمرة لكي أفهم لماذا يتصرف هؤلاء بهذه الطريقة البشعة المنافية للإنسان وطبائعه. فالإنسان الطبيعي يتجمل بالشكل والفعل والقول والعمل، وهؤلاء على النقيض تمامًا، يتبشعون شكلًا، ويغالون في إظهار أنفسهم بصورة منفرة، وكلما زاد واحد منهم في الشكل نفورًا، نجد قومه يمجدونه، كأن القبح في الصورة والملفوظ نيشان على صدورهم.

إن انتهت الكراهية والنعرة الدينية، هل سيجد شخص مثل "أبو إسلام" من يُموِّل أعماله الإرهابية العنصرية؟

إن لم توجد الأديان في الأساس ونصوصها المتحجرة غير القابلة للنقاش، لكانت معظم مشاكل الشرق الأوسط حُلت من قرون طويلة. فالدين قسَّم الشعوب وقسَّم العالم. عندما يحكي سياسي سواء غربي أو شرقي أن الأديان هدفها واحد. أجد نفسي متسائلًا عن أي أديان يتكلمون. المسيحية أم اليهودية أم الإسلام أم البوذية أم الكفنوفوشيسة. إن قال كل الأديان أقف معترضًا، وأقول الأديان هي تعاليم يُفترض أنها إلهية. وما تسمى بالأديان السماوية يقال إن إله هذه الأديان الثلاثة هو واحد. في حين أنني أرى تناقضًا غير عادي في تصرفات أتباع هذه الديانات. وبدون أن أكون عالمًا في الأديان أقول لك لا وألف لا. الإيمان بهذه الأديان أي إتباع تعاليم هذه الأديان يظهر وينجلي في تصرفات أتباع أي دين منهم.

فهل ما يُطبقه هؤلاء المتأسلمون يمت لدين الإسلامي دين السلام بصلة؟ وهل هؤلاء الأتباع يتصرفون بطريقة تدل على السلام؟ وهذا ما يجعل الجميع يعتقد، من خلالهم، ومن خلال أفكارهم وتصرفاتهم، أن هذا هو الإسلام! فيتساءل الناس:

هل المسلم مواطن صالح في وطنه؟ هل يحترم عقائد الآخرين؟ هل يضمر كراهية لأبناء وطنه؟ هل ينظر للآخر على أنه إنسان له حق الحياة مثله مثل غيره؟ هل ينظر نظره دونية للآخرين؟ هل يقيس الخير والشر بنفس المعيار؟ هل حُرمة المسلم مثل حُرمة غير المسلم؟ هل ابن وطنه غير المسلم له كرامة في وطنه؟ أم أنه يُفضل عليه مسلمًا من أي وطن آخر عليه لمجرد أنه مسلم؟ كل هذه الأسئلة تدور في عقل أي شخص يعرف ما يضمر المسلم السلفي الوهابي المتطرف لغير المسلمين، وبالمصادفة خلال الخمسين عامًا الماضية، معظم مصائب القتل والمعارك في كل مكان في العالم كان المتسبب فيها هؤلاء المتطرفون. وهذا هو السؤال في حد ذاته، هل هؤلاء المتأسلمون أهل سلام؟ وهل يُعقل أنهم استنفدوا كل الطرق السلمية حتى يعتقدوا أن القتل والعنف وحمل السلاح هو السبيل الوحيد؟ هل لديهم الرغبة في السلام؟ وهل عقيدتهم تبيح لهم أن يُسالموا غير أتباع عقيدتهم؟

وهل شعورهم بالدونية والتخلف عن العالم سببه العالم أم النهج الذين ينتهجونه؟

فلنأخذ مصر على سبيل المثال..

ولا نذهب بعيدًا في الزمن، ونأخذ حادث القديسين في الإسكندرية؟ وما تلاها من تدمير الكنائس وحرقها منذ اندلاع ما أشيع أنه ثورة وهي الآن أبعد ما يكون عن أنها ثورة. وتهجير المسيحيين من قراهم وحرق منازلهم وأعمالهم وخطفهم وخطف نسائهم هل هذا عمل يدل على سماحة دينهم الوسط؟!

الهوية القبطية لم تصبح بعد خلع مبارك مصدرًا للاضطهاد من الدولة فحسب، بل أصبحت هوية للقتل والتهجير والتحقير والاعتداء عليها يوميًّا

بالطبع الكفار هم كل من يختلف معهم في العقيدة. ويأتي في رأس القائمة، الأقباط، ويليهم كثيرون مثل الشيعة والصوفية والبهائيين وغيرهم. ومَن له معالم ووجود بدأوا الاعتداء عليه كالكنائس؛ لأن عليها صلبان، وتليها الأضرحة؛ لأنها رمز للتشيع. هل جامع الحسين في الأزهر، وجامع السيدة عائشة، والسيدة زينب مواقع كفر؟ في نظرهم نعم! يا لها من سذاجة إنسانية وضحالة تفكير!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter