كتب - محرر الاقباط متحدون
شهدت فلسطين واقعة مؤسفة ومحزنة تعكس تشدد البعض واستغلالهم لاي فرصة للاعتداء على دور عبادة الاخر، حيث قام عدد من الرجال برشق كنيسة "الآباء والأجداد" للروم الأرثوذكس في بيت ساحور، بالحجارة .
و قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بالقدس، بأن ما حدث ليلة امس في محيط كنيسة الاباء والاجداد للروم الارثوذكس في بيت ساحور انما هو عمل مسيء يشوه صورة شعبنا ويضر بالسلم الاهلي والعلاقة الطيبة التي تربطنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد.
مضيفا في بيان :
اننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا ورفضنا للتعديات التي حدثت مساء يوم امس امام كنيسة الاباء والاجداد ، مؤكدين بأن لدور العبادة حرمتها ويجب تحييد دور العبادة عن اية خلافات او مناوشات ايا كان شكلها وايا كان طابعها .
ان كنيسة الاباء والاجداد في بيت ساحور ليست مكانا لتصفية الحسابات وليست مكانا لكي يعبر فيه البعض عن شهواتهم الطائفية وغريزتهم لاثارة الفتن والنيل من وحدة شعبنا خدمة لاجندات مشبوهة .
نثمن الدور الذي قامت به الجهات الرسمية والغير الرسمية من اجل تهدئة الاوضاع ولكن هذا لا يلغي حقيقة مُرة ان هنالك ثقافة مسمومة يسعى البعض لادخالها الى مجتمعنا بهدف اثارة الضغينة والفتن التي نحن بغنى عنها .
ان يحدث هذا الامر في بيت ساحور انما هو امر صادم فبيت ساحور هي معقل الوطنية والفكر والثقافة وهي المدينة التي تصدت للاحتلال بالعصيان المدني وهنالك شخصيات وطنية مرموقة في بيت ساحور التي ضحت وخدمت القضية الفلسطينية بكل تفان واخلاص ، ومنهم من رحل عنا ومنهم هو باق معنا.
ان ما حدث ليلة امس في بيت ساحور كان امرا صادما بالنسبة الينا فليست هذه بيت ساحور التي نعرفها فقد كان مشهدا مروعا وانهالت علينا الاتصالات من الداخل والخارج مستفسرة ومستنكرة ومنددة بهذه الاحداث المؤسفة التي حدثت بالقرب من كنيسة الاباء والاجداد والتي تعتبر صرحا روحيا ووطنيا هاما في مدينة بيت ساحور.
نتمنى الشفاء العاجل لكل من اصيبوا ولكن اضافة الى الجراح الجسدية هنالك ايضا جراحا نفسية ادمت قلوب الكثيرين من بيت ساحور وخارجها وهذه الجراح لكي تندمل نحتاج الى جهد ونحتاج الى مزيد من الحكمة والوعي والرصانة والوطنية الحقة في مواجهة تيارات واشخاص يسعون لجرنا الى المربع الذي يتمنى الاحتلال ان نكون فيه.
ان التعدي على كنيسة الاباء والاجداد انما هو عمل اجرامي بامتياز فمن عنده مشكلة فليذهب لكي يحلها في مكان اخر فالكنيسة كما هو حال كافة دور العبادة هي ليست مكانا لتصفية الحسابات وللتعبير عن الروح الانتقامية والكراهية التي اعمت بصر وبصيرة البعض ممن فقدوا انسانيتهم وحسهم الوطني .
لقد خرجت بيت ساحور يوم امس عن بكرة ابيها بمسيحييها ومسلميها لكي تدافع عن كنيسة الاباء والاجداد وتمنع تدهور الامور وتضع حدا للاحداث المؤسفة التي حدثت.
لقد اعتبر اهالي بيت ساحور بكافة مكوناتهم الدينية بأن التعدي على الكنيسة هو تعدي على بيت ساحور كلها وليس تعديا على طائفة او جماعة محددة ، وهذا بحد ذاته شيء صحي يستحق عليه اهلنا في بيت ساحور الثناء والتحية والشكر .
ان ما حدث البارحة في كنيسة الاباء والاجداد ومحيطها نتمنى الا يتكرر ولكي لا يتكرر يجب ان تكون هنالك مبادرات يقوم بها رجال الدين والشخصيات الوطنية والاعتبارية لوضع حد لهذه المظاهر فالتعديات على دور العبادة قد تحدث في اي مكان والمندسين والمشبوهين موجودين في كل مكان ويجب ان نضع حدا لهم بوحدتنا ووعينا وحكمتنا ورصانتنا واستغلال منابر دور العبادة لبث روح المحبة والاخوّة الصادقة بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني.
القيادة الفلسطينية والمسؤولين الامنيين والشرطيين يجب ايضا ان يقوموا بدورهم في التصدي لمثل هذه المظاهر السلبية التي لا يمكن ان يقبلها اي انسان عاقل .
نوجه التحية للاباء الكهنة في بيت ساحور ولابناء رعيتنا وللمؤسسات الارثوذكسية في بيت ساحور الذين قاموا بدور بطولي فيه الكثير من الحكمة والرصانة في معالجة هذه الحالة الغير مسبوقة التي شهدتها المدينة مساء يوم امس .
كما ونوجه شكرنا الى كافة الشخصيات الوطنية والاعتبارية من بيت ساحور وخارجها اولئك الذين تداعوا من اجل المساعدة في حل هذه الاشكالية ومحاصرة تداعياتها ونحيي مجددا اهل بيت ساحور كلهم مسيحيين ومسلمين لانهم وقفوا في خندق واحد دفاعا عن كنيسة الاباء والاجداد باعتبار أن انتهاك حرمتها هو مساس ببيت ساحور كلها بكافة سكانها ومؤسساتها وهيئاتها ودور العبادة فيها .