الفرنسيون أبدوا إعجابهم بالأميرة النمساوية ماري أنطوانيت عند مشاهدتها لأول مرة عام 1770

 
سجلت الألعاب النارية ظهورها لأول مرة بفرنسا خلال العام 1615 أثناء الاحتفال بزفاف الملك لويس الثالث عشر (Louis XIII) والأميرة آنا النمساوية (Anne of Austria). ومنذ تلك الفترة، استخدمت هذه الألعاب بفرنسا لإحياء الاحتفالات الملكية.
 
وخلال العام 1770، اتجهت السلطات الملكية الفرنسية لتنظيم احتفال، حضره عدد كبير من الفرنسيين، للاحتفال بزواج وريث العرش لويس السادس عشر والأميرة النمساوية ماري أنطوانيت. لكن ولسوء حظ الفرنسيين، انقلب هذا الاحتفال لكابوس بسبب الألعاب النارية وعمليات التدافع.
 
بعمر الرابعة عشرة، أصبحت الأميرة النمساوية ماري أنطوانيت زوجة وريث عرش فرنسا لويس السادس عشر البالغ من العمر حينها 15 سنة. وبغابة كومبيين (Compiègne) يوم 14 أيار/مايو 1770، التقت ماري أنطوانيت بزوجها لويس السادس عشر.
 
وبعدها بيومين فقط، احتضن قصر فرساي حفل الزفاف الذي حضره عدد هام من الشخصيات الملكية والنبلاء الفرنسيين.
 
وخلال ذلك، تزاحم خارج القصر عدد كبير من الفرنسيين الذين جاؤوا لمشاهدة ملكتهم المستقبلية. وقد حظيت الأخيرة حينها باستقبال لائق تزامنا مع إبداء الجماهير لإعجابهم بالأميرة النمساوية ومظهرها. وبالقصر الملكي، لم تتمكن ماري أنطوانيت من التأقلم مع حياة وتقاليد الملكات الفرنسيات. وبالفترة التالية، دخلت الأخيرة في عداوة مع مادام دو باري (Madame du Barry) عشيقة الملك لويس الخامس عشر.
 
خلال الأيام التالية، اتجهت السلطات الملكية الفرنسية لإقامة حفل كبير، استدعي له جميع الفرنسيين، لمشاهدة الزوجين الملكيين والألعاب النارية التي ستطلق احتفالا بزواج وريث العرش لويس السادس عشر. وعلى حسب ما تم اقتراحه حينها، اتفق المسؤولون الفرنسيون على إقامة هذا الحفل بساحة لويس الخامس عشر يوم الأربعاء 30 أيار/مايو 1770.
 
عدد كبير من الضحايا
وخلال اليوم الموعود، تجمهر عدد غفير من الفرنسيين، 300 ألف شخص حسب عدد من المؤرخين، عند ساحة لويس الخامس عشر، القريبة من حدائق التويلري (Tuileries)، والمناطق المحاذية لها. وحسب مصادر تلك الفترة، عجّ الطريق الملكي وحدائق الشانزيليزيه بالفرنسيين الذين هبوا لمتابعة أطوار هذا الاحتفال.
 
مع بداية إطلاق الألعاب النارية، لاحظ الحاضرون تصاعد أعمدة الدخان من مبنى خشبي، بموقع الاحتفال، زيّن بلوحات وأقمشة. وحسب تقارير تلك الفترة، تسبب انفجار إحدى الألعاب النارية في اندلاع هذا الحريق الذي لم يكن منظمو الحفل مستعدين لمواجهته.
 
خلال اللحظات التالية، عاشت المنطقة على وقع حالة من الذعر والهلع حيث اتجه الفرنسيون الذين تجمهروا في عين المكان للتدافع أملا في مغادرة المكان. وبالتزامن مع ذلك، اكتظت الطريق الملكية بالأهالي الذين تحركوا بشكل غير منتظم داهسين تحت أقدامهم كل من خرت قواه ووقع على الأرض. وبسبب الأعداد الغفيرة للجماهير المذعورة، عجز رجال الأمن وفرق الإطفاء عن خلق طريق نحو موقع الحريق لإخماده.
 
حسب المصادر الرسمية، أسفرت حادثة التدافع هذه عن مقتل 132 شخصا وإصابة نحو ألف آخرين. وفي الأثناء، يشكك العديد من المؤرخين المعاصرين في هذا العدد مرجحين سقوط ما يزيد عن 1500 قتيل جراء أحداث يوم 30 مايو 1770.
 
بالفترة التالية، اتجهت السلطات الفرنسية لدفن ضحايا حادثة التدافع بمقبرة فيل ديفاك (Ville-L’Evêque) القريبة من موقع الحادثة. فضلا عن ذلك، ناقش وريث العرش لويس السادس عشر مع مساعديه فكرة تقديم تعويض مالي من ماله الخاص لضحايا يوم 30 مايو 1770.