بقلم: د/ صفوت روبيل بسطا
كم نشعر بالفخر بكنيستنا القبطية الراسخة والمثبتة علي صخرة الأيمان التي لا تُقهر حتي ولا من أبواب الجحيم، بإيمانها القويم وطقوسها الروحية وغذائها الروحي كل يوم ، وبشهدائها الذين دائما ما يروون بذرة الأيمان ، وقديسيها الذين يتشفعون دائما عنا كل حين أمام عرش الملك المسيح
وبأبائها الأجلاء ورعاتنا علي مدي الأجيال الذين دائما ما يسهرون علي الرعية وعلي الكرمة ويحمونها من الذئاب الخاطفة ومن عدو الخير بكل حيله
بدأ من مارمرقس الرسولي ، ومرورا بأثناسيوس حامي الأيمان ، ووصولا للبابا شنودة -مثلث الطوبي- وحتي تسلم الراية (كقائم مقام) نيافة الحبر والمطران الجليل الأنبا باخوميوس...أدام لنا الرب في حياته
ولأن وعود الرب صادقة وأمينة أنه ... أبدا لا يتركنا يتامي .. فبعد رحيل قديسنا البابا شنودة للسماء وصدمتنا والأهم خوفنا علي كنيستنا مما يُحاك بها سواء من الداخل أو من الخارج
فإذا بنا رويدا رويدا نجد ضالتنا وتعزيتنا في -أسد مرقسي - أخر ، نيافة الأنبا باخوميوس
الذي سار علي نفس الدرب ونفس الطريق الذي سار عليه القديس البابا شنودة ، ولا أقول- أضاف -عليها الحجة والبيانات القوية والردود الحكيمة علي كل ما تتعرض له كنيستنا بل وبلدنا الغالي -مصر- ، أقول هذا لأن هذه القوة وهذه المواقف والحكمة العالية كانت.. منهج حياة .. قديسنا الراحل ، وهذا لبعض الذين إتهموه في حياته -وحتي بعد رحيله- بالتهاون في حق كنيسته وشعبه ,,, ونسوا أو تناسوا مواقف قديسنا القوية من أيام السادات وحتي رحيله عن عالمنا بالرغم مما عاني من ضغوط ومحاربات وأمراض حتي رحل عن عالمنا الفاني
فإذا بنا نري البابا شنودة في نيافة الأنبا باخوميوس.. في قوته وفي حكمته وفي خوفه علي كنيسته وشعبه ، ودائما ما نيافته ما يؤكد علي هذا ويتفاخر أيضا أنه تلميذ لقديسنا البابا شنودة ... نيح الرب روحه الطاهرة
وظهرت حكمة الأنبا باخوميوس وخوفه علي كنيسة وشعب المسيح من الأنشقاق ومن المشاكل الداخلية بالأكثر في المرحلة الأولي من الأنتخابات البطريركية وهو يتفاعل مع نبض الشارع القبطي، بكل توجهاته وميوله وحقه في إختيار راعيه ( وهو نفس مبدأ قديسنا البابا شنودة) ليجتمع ويترأس اللجنة المسئولة عن إختيار البطريريك
وبعد سلسلة من الأجتماعات والمناقشات ودراسة الطعون وكل صغيرة وكبيرة وقبلها الصلوات والطلبات أن الرب يتدخل ويختار الصالح للكنيسة
خرج علينا نيافته ببيانه المُفرح والمُرضي لكل الأطراف ، والأعلان عن الخمسة المرشحين للكرسي البابوي
والذي لاقي الترحيب الكامل من الجميع ، وقطع الطريق علي المتربصين بكنيستنا الراسخة ، وكل مًن يعاديها ويتندرون لها
نقدم كل الشكر لنيافة المطران والحبر الجليل -الحكيم - القائم مقام البطريركي الأنبا باخوميوس علي محبته وغيرته وخوفه علي الكنيسة ، ونقدم أيضا كل الشكر لأبائنا الأساقفة والمطارنة الأجلاء أعضاء اللجنة ، وكل أبائنا المشاركين معهم في العملية الأنتخابية حتي وصلنا إلي هذه النتيجة من المرحلة الأولي ، ونقدم كل الأجلال والأحترام والمحبة لأبائنا الذين لم يوفقوا في الأنتخابات
ونطلب من الشعب القبطي في كل مكان الصوم والصلاة ، ونثق أولا في إختيار السماء ، ونترك أبائنا المسئولين عن الكنيسة ليستكملوا عملهم من غير أي ضغوط أو شوشرة من أي نوع ، نثق في حكمتهم وخوفهم علي الكنيسة ومستقبلها
ولتكن مشيئة الرب هي الفعالة وهي الأكيدة
ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يخبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده رو 8-28