الأقباط متحدون - فيلم ساعة ونصف
أخر تحديث ١٢:٢٤ | الجمعة ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ | ٨ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩١٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فيلم ساعة ونصف

أفيش فيلم ساعة ونصف
أفيش فيلم ساعة ونصف

نفسي القطر مايوصلش

بقلم: عماد حنا
عندما شاهدت هذا الفيلم لم أعرف ماذا أفعل أصفق لصناعه أم ابكي لحال أبناء بلدي ... هل أقول فيلم رائع أم اقول حال سيء ...فيلم يحمل صرخة ... لأناس يعيشون في بلدنا في مفرمة ... شعب منهك متهالك ... ووجوه تعبانة مثقلة ... أحمال أصعب من أحتمال اصحابها لذلك نشاهد الأنين بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...

والقصة ببساطة ناس تتجه الى القطار لتسافر ... كل واحد له قصة، وكل واحد لديه مشكلة، ويجتمع الكل على شيء واحد ... احباط ... فشل ... يأس.

والسؤال الصعب لهذا الفيلم هو ...هل من علاج... ؟
-    ما العلاج في شخص يعتصر عائلته حتى يحصل على ليسانس أداب ويجد نهايته معدم يبيع قصص الحب البسيطة للناس. ثم يفاجأ بزميله متزوج وله ابن، زميله يحزن له، ويريد أن يتكلم معه ... ويريد أن يساعده، ولكن كلاهما يعلمان أنه لا حل.

-    ما العلاج في ابن لا يجد ماوي له أو لأمه ولا يجد كيف يعطيها دواء السكر فيتركها لقدرها مع ورقة تفيد ان من يجدها يتصرف ويرسلها لدار مسنين.
-    ما العلاج لأب وأم يعلقان كل أملهما في ابن يتغرب سنتين ويظنان أنه سيأتي بأموال تكفي لتجهيز اخواته البنات بينما هو في واقع الأمر يأتي وهو لا يحمل في جيبه ولا قرش مع صديقه، مصحوبا بكل اليأس والأحباط ... والمستقبل المظلم ... والرغبة الشديدة في ألا يصل القطار به حتى لا يواجه أهله.

-     ما العلاج لشاب راجع من الخارج ويمُسَك وهو يقبل صديقته في الشارع ويقتاد داخل قطار مكبلا بالقيود، ويصُدم بحال الرشوة والغيبوبة والكذب الموجود بالبلد. بل أن العسكري يلومه على عدم كذبه ولا يجد الشاب الا ان يعتذر لأنه لم يكذب.

-    بائع الشاي الذي يعيش داخل القطار يحرم نفسه حتى من البكاء على زوجته، عالمه الوحيد ابنه الذي يتمناه أفضل الكل، فيفكر في أن يعطيه لجدته لكي تعلمه.
-    سيدة مكافحة تزوجت من ابن عمها الذي لا يعرف القراءة والكتابة ولكنها يساعدها حتى تكمل تعليمها لتصير طبيبة ... يصاب بالغيرة منها ولكن عند أول محك يمتليء فخرا بها رغم كل مشاعره التي لابد أن تقدر.

قصص كثيرة كلها حقيقية ... من أناس اجتمعوا داخل قطار ... وفي الخارج نجد متابع الخط الذي لديه سيدة شابة تخونه، وهو اب لبنات وصلوا لسن الزواج وليس لديه أي حل تجاه هذا الأمر.

وشباب ضائع يبيعون الحديد الذي يسير عليه القطار مقامرين بحياة الركاب ومعتمدين على حسن تصرف متابع الخط الذي أسكرته الهموم ليكون في عالم آخر فلا يرى الحديد الغير موجود.

ما الحل؟
هل الحل هو ما وجدته تلك الام الثرية التي علمت ابنها ولكنها رأته خارج الزمن ولا تعرف ما مشكلته فتذهب للمحطة وتتعلق بوصول أخيها داخل القطار وتتعشم أن يوجد معه الحلول. ولكنه يفاجئها أن القطار فاته. فتصرخ "الحل عندك يارب ... نحوك أعيننا ... ليس لنا ملجأ غيرك ... أنت الوحيد الذي تعطي المنفذ والحلول".

ربما يكون هذا هو الحل، ولكن في الواقع على الرغم من أني أنصح كل الناس أن يسلموا ذواتهم لله، ‘لكني لا أحبذ أن يكون الاستسلام لله جزء من بالوعة يأس ... بل أن يكون مصدر أمل ...

الحل في الله، ليس في الدروشة، لأن مجتمعنا المصري أكثر مجتمع متدين يتقن الكذب والرشوة والخداع، والبلطجة، وعدم الرغبة في العمل واكتشاف نفسه ومواهبه ...

الحل في الله، ولكن أن يحررك الله من قيود الأهمال والتسيب، فتبدأ في وضع خطط لنفسك، وصنع مستقبل لك بصورة فعالة

الحل في الله، أن يحررك من قيود الادمان والتعصب فيصبح الانسان واعي وقادر على التفاءل وإيجاد حلوله بنفسه

الحل في الله لكي يساعدك أن تقول لا للغلط، لا ان تساير الخطأ، أو أن تعتذر عن الصواب الذي تفعله، ان تتمسك بحقوقك، وتصر عليها ... وأول حق هو حق الحياة.

في هذا الفيلم رأيت صورة لمجتمع مصري شاخ من هول ما رآه ... ولم يجد صناع الفيلم  علاج لتلك  المفرمة التي يعيشها الناس إلا حل واحد ... الموت، ولكن هذا القطار يوميا ما يذهب ويجيء بقصص الغلابة ، وليس دائما الحل الذي أوجده صناع الفيلم متوفر ... ولابد من البحث عن حلول أخرى.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع