الأقباط متحدون - الرئيس الطائر .. والشعب الحائر
أخر تحديث ٠٧:٥٥ | الجمعة ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ | ٨ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩١٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الرئيس الطائر .. والشعب الحائر

الرئيس محمد مرسي
الرئيس محمد مرسي

بقلم: سمير حبشي
فى يوم خمسة وعشرين من يناير ، قام الشعب المصرى بإنتفاضة ، ليزيح حزنا كان مكتوما  لتسعة وخمسين عاما ، عاشها تحت حكم العسكر .. وقد أصبح الحزن فى أيامها هو قلب حياته .. فى إندفاعه ظن أن هذه الأحزان ستذوب سريعا ، فقد توهم أنه قادر أن يفتح كل طاقات المستقبل الذى يشتهى بعد خلع رأس النظام ، وأنه قادر على أن يحقق أحلاما دفنت سنين طوال  .. وظن الشعب الثائر أنه يستطيع أن يصنع لنفسه لحظة خاصة بمداد القلوب .. ولكن فى الحقيقة لقد صنعوا لأنفسهم عالما جميلا من الوهم ، فكان الواقع شرسا وقاسيا وأبعد ما يكون عن تخيلهم ..  فاستشهد منهم من استشهد ، وفقد الكثيرون من طالبى حقوق الإنسان حريتهم وراء القضبان ، وتبدل الحلم الوردى إلى كابوس مخيف ، وأختفى نور الأحلام وراء لحى كثيفة فى كل مكان .. وظهر الجلباب القصير والسروال ، والخيم السوداء المتحركة بأرجل من بداخلها من نساء ، كلباس عام قومى لشعب مصر الحضارة والتاريخ – وسرقت الثورة – وأفاق الشعب من الكابوس ليجد مرسى إعتلى الكرسى رئيسا ..

وطار مرسى متجولا  على بلدان العالم ، متمثلا برؤساء الدول الكبرى المتحضرة ، دون أن يعرف عن جولاته الكثيرون ، ولم يعد يهتم بما يقوله أحد حتى أنه في الزيارات الاخيره لم يعرف بها تسعون فى المائة من الشعب .. وكانت جولاته وحركاته وكلماته عارا للشعب المصرى .. فقد كان ما أبعد مسلكه وتصرفاته عن الشكل الحضارى للإنسان .. أما عن الرئيس الطائر فهو طائر بالفعل بعيدا عن إحتياجات الشعب الذى يواجه كل مصائب الدنيا ، ولكن وهو المسئول والقادر على إجتثاث الفساد وقطع دابره لم يحرك ساكنا .. لأن شريعته الإسلامية السمحاء كما يدًعون هى القفص الحديدى لكل حقوق المواطن ، والمصدر الأساسى للإستبداد والتعالى على جميع القوانين .. فيساق الناس إلى الإعتقاد بأن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مُطيع، والمُشتكي المُتظلم مُفسِد، والنبيه المُدقق مُلحد ، والغيرة عداوة ، والحميّة حماقة ، والرحمة مرضاً ، كما يعتبر أن النفاق سياسة والتحيل كياسة .. ألا توجد لديهم وصايا القرآن الكذب فى ثلاث وآية التقية .. وسقطت مصر وشعبها فى مستنقع الحيرة ..

أين وعود المائة يوم وقد مرت الأيام ولم يفعل مرسى شيئا غير الجولات الطيرانية .. لقد تم تكوين الحكومة الجديدة في 2 أغسطس الماضي أي منذ شهرين تقريبا ، بعد أن سلمت القوات المسلحة السلطة حسب الإتفاقيات السرية المبرمة بينهما " السلطة للأخوان والخروج السالم بلا محاكمات للعسكر " .. سُلمت السلطة لرئيس قالوا أنه منتخب بإرادة المصريين .. الشعب حائر متى يتم تحديد موعد نهائي لصياغة دستور جديد ، يجد فيه كلّ المصريين أنفسهم ،ويضمن لهم حقوقهم وواجباتهم ويحقّق لهم جميع استحقاقات وأحلام الثّورة .. الشعب حائر وطال إنتظارهم وتطلّعاتهم والوقت يمرّ والشعب مازال ينتظر في حيرة من أمره ،  إلى أين المسير؟ .. يريد  الشفافية المطلقة !.  يبحث عن الحقيقة ، فمن يجيب عن أسئلته الحائرة ؟ …لقد عبّر شعبنا في أكثر من مسيرة و أكثر من حراك عن استعداده  للثورة من جديد .. وخاصة أن الحكومة الإخوانية لا تعمل على تحقيق  أولويات عملها..

الشعب حائر عندما وجد أن أهم إنجازات مرسى  هى العفو عن المجرمين ، والقتلة من صفوف الإخوان ، وخروجهم من السجون ليعيثوا فى الأرض فسادا وإجراما .. الشعب حائر من أمر الرئيس مرسي .. كيف أحال عدداً من قادة الجيش - من بينهم طنطاوي وعنان - إلى التقاعد؟؟ ! . كما قرر منحهما وسامين تكريماً لجهودهما ، مما أثار غضب الشعب المكلوم والحزين على شهدائه ، والذى يطالب فى كل لحظة بمحاكمتهما على تورطهم في قتل شباب الثورة .. الشعب حائر أمام الوضع الذي تمرّ به البلاد حاليا ، والذى لا يحتمل الانتظار والتّباطؤ واللعب بأحاسيس أفراد الشعب ، ويطالب بتوفير الأمن .. وتطهير سلك القضاء  .. وتطهير  سلك الأمن .. وتحقيق التنمية  القومية  .. وتوفير فرص العمل .. وإنهاء المعاناة والنصب والاحتيال ، والفساد واللهث وراء لقمة العيش دون طائل ..

فحقيقة الامر ان الشعب حائر بالفعل وحيرته وصلت الى درجة خروجه بهتافات تعبر عن قمة الحيرة والمعاناة مثل " مرسى يا مرسى – يا العدالة يا إما الكرسى .. إحكى كمان عن سينا كتير – عن الإرهاب وعن التهجير .. قال جاى يحكم بإسم الدين – حط إخوتنا فى الزنازين .. قال مش جاى بقميص وحراسة – ناقص يمشى معاه قناصة .. أخون أخون فيها كمان – 100 يوم بيعين إخوان .. القصر العينى وفى ماسبيرو – القصاص ومفيش حاجة غيره "..
وهذه عينة من مئات الهتافات التى تخرج من قلوب الشعب الحائر ، وجميعها يحمل علامة إستفهام لا جواب لها .. ولن أتكلم يا إخوتى عن ماذا كان يجب عليه أن يفعل حيال قضية شهداء ماسبيرو .. لو كان رئيسا يحمل ذاته ويتصرف حسب ما تمليه عليه . ولكن فى الحقيقة فهو ليس إلا " خيال مآته " عينه سيده المرشد العام .. وكما تنص شريعتهم فإن من قُتل من غير المسلمين فمثواه النار وبئس المصير .. ولكنى وأنا أعيش ذكرى هؤلاء الشهداء الأطهار النبلاء أقول له ولأمثاله وأنا أشعر بما فى قلوب أهاليهم وذويهم :

هناك أرواح هائمة حول مبنى ماسبيرو مازالت تنشد العدل والقصاص من القتله .. هم أناس كانوا معنا ورحلوا ، سيظل نورهم الساطع يضئ سماء مصر أم الشهداء ، إنه نور الشهادة على اسم المسيح ، ذلك النور الذي جدد فينا العزائم ، وغرس فينا حب التضحية والفداء ، إنهم الشهداء الأكرم منا جميعا ، إنهم العظماء الذين كتبوا بالدم ملامح شخصيتهم ، لتعيش من بعدهم الأجيال  على منابر من نور ، فما أجمل الكلام عن هؤلاء ، وما أروع الحديث عن سيرتهم المليئة بالعطاء يا مرسى أنهم أمام عرش النعمة يصلون من أجلنا .. وستظل أنت طائرا بعيدا عن الواقع ، وللمرشد العام عبدا راكع ..
التبلد وانعدام الفهم لتصرفات الرئيس التي لم نعد نفهم لها اصل من شكل من لون فقد جمع المتناقضات في كل اوجه الحياة فاصيب المواطن بالاضافه الى ما اصيب به من فقر وجوع اصيب بانعدام الفهم وبا لا مباله اما وكثير التردد على دول العالم

بوجد كل مصائب الدنيا انه الرئيس الطائر وشعبه الحائر

سجن الادمن لن يعيد لنا كرامتنا وحريتنا ولن يصلح حال اقتصادنا المنهار ولوكان كذلك مرحب بالسجن مالكم كيف تحكمون

اعجبني هذا الكلام واتمني ان تقروءه بتمعن
(الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان، والدنائة لُطْف والنذالة دماثة
واذا لم تفهموه سنظل في نفس هذا الحال المتردي.

كنت أكذب عليك حتى اكتشفت في يناير الماضي حبي الأكبر وعمرها خمسة آلاف عام، وهي عذراء ولو تبادل اغتصابــَها طــغاةُ وكلابٌ وذئابٌ في كل العصور والعهود، فقد رأيتها في الخامس والعشرين من يناير الماضي حورية من البحر لم يلمسها إنس ولا جان، وهي تختفي ثم تعود.. وتظــهر فجأة عندما يغلي جهازي العصبي على لصوص يريدون سرقتــَها، وعلى ضــِباع يظنون أنها غنيمة شهية، وعلى كارهين لها كأن قلوبــَهم خــُلقت من شــُهــُب ناريةٍ تــُطلق بغضاءَ مع كل شرارة.

في يناير الماضي خدعني الكبارُ بعدما أوحوا لي أنني وعشاقــَها الآخرين من شباب مصر نجحنا في تخليصها من براثن حيوانات مفترسة، وهم سيتولوّن مهمة علاجها، والحفاظ عليها في فترة نقاهتها، وتنظيف كل ما علــَق بها من أوساخ مُغتصبيها، وأقنعوني بآلة كذب عملاقة اسمها الإعلام أن كارهــَها الأكبر تعرضه العدالة المصرية في قفص شبيه بأقفاص القرود، وأنَّ رئيس المحكمة يُمــَثــِّل عدالة السماء على الأرض.

نملك أسلحة أثبتت فعاليتها في كل المعارك بين الظلم والباطل! نملك حب الوطن وضميراً تصطك منه رُكـَبُ الذين يطلقون علينا الغازات المسيلة للدموع، ويهوون على رؤوسنا بهراوات مطاطية، فهم لا يعرفون من أين يأتي الإيمان بالوطن، ويظنون أن مصر هي القصر، والإلــَه هو الزعيم.

لا أكره الغباءَ المتوارَث فلا ذنب علىَ صاحبـِه، أما الغباء الطوّعي فهو أُسُّ البلاء و .. مصيبةُ الأمَّة.

كتب كلمة ... يشطبها .. يكتب غيرها . ثم يشطبها ... ويكتب الثالثة ثم يتأملها بعمق يثور و يمزق الورقة .ياخذ القلم يضعه خلف اذنه .. ينزعه و يحشره في انفه .يدخله في فمه يلوكه ثم يكسره ويلقيه في السله ..يضع يديه المتشابكتين مخدة لقفاه ويستند للكرسي وينسى نفسه ...يعود ثانية يكتب سطرا ثم يشطبه ... ويكتب غيره ثم يشطبه .. يكتب بسرعه دون تفكير يكمل الصفحة يعود لقراءتها... يمزق الورقة ويعود.يكرر التمزيق والتكسير والحشر ... ..لانه في حيرة هل يرضى ضميرة .. ام يرضى حكومته.. هل ما كتبه فيه مخالفات ستجعله من زوار المحاكم والسجون ام انه تجنب المنزلقات الخطرة ... تتملكه هذه الحيرة كلما حاول كتابة مقال لانه صحفي يريد أن يقول كلمة حق

الانتهازية السياسية وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع عندما تركوا الثورة والثوار والميدان وتحالفوا مع المجلس العسكري وبقايا نظام مبارك، لدرجة انهم لم ينبسوا بكلمة واحدة اتجاه الاقتصاص لشهداء الثورة والذي قام المجلس العسكري وقضاته بتبرأة القتلة بحجة دفاع القتلة من الجيش عن النفس وبهذا اصبح الشهداء من ناحية قانونية هم المعتدين.

الرئيس يشرفهم والنائب يتهمهم ... والشعب فى حيره من أمره

يشار إلى أن النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، قرر في التاسع من سبتمبر الماضي إحالة ما يزيد على 30 بلاغاً، تتهم طنطاوي، ونائبه رئيس الأركان السابق، الفريق سامي عنان، بقتل المتظاهرين، و الكسب غير المشروع، إلى القضاء العسكري.
اسلوب حكم يقود إلى مستقبل آمن مستقر ومعطي .. حكم ينبنى على مؤسسية تساندها مساواة وعدل.

يؤكد لنا أنه لن ينسي حقوق الشهداء ولن ينسي المعتقلين وأن بابه مفتوح أمام جميع القوي الوطنية لنتوحد لنبني مصر الحديثة وننهض بالصناعة والزراعة والتعليم، لاقي خطاب مرسي ارتياحا شعبيا واسعا بين جميع القوي الوطنية خاصة بعد إعلانه احترامه لأحكام قضاء مصر الشامخ واحترامه للقانون وهذا يعني ضمنيا قبوله الإعلان الدستوري المكمل بدليل حلفه اليمين أمام الجماهير في الميدان ثم في المحكمة الدستورية العليا.

مصر تواجه مصيرا مجهولا ولا بد من ثورة جديدة كأننا على أعتابها،
بيشدو فينا يمين وشمال مفيش في الوسط مكان شعب محتار خايفين من كل الاتجاهت
بيشدو فينا يمين وشمال مفيش في الوسط مكان


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع