نادر شكرى
سادت حالة من الغضب بين اقباط قرية أبيس التابعة لمركز كفر الدوار بالبحيرة بسبب قيام مجلس مدنية كفر الدوار بوقف استكمال عملية صب سقف كنيسة العذراء والانبا صموئيل بقرية أبيس بعد صب 70 متر فقط ، بحجة ان هذا هو المسموح به ، علما ان التصريح الصادر برخصة 149 متر ، وتم سحب المعدات والقاء الخرسانة المتبقية من عربات البمب ، مما أثار غضب الاقباط ، لان سقف الكنيسة اصبح جزء منه تم صبه والاخر مازال كما هو بالشدة الخشبية.
واثار قرار وقف استكمال صب الخرسانة سعادة كبيرة بين المتشددين بالقرية ، لنجاحهم فى تحقيق هدفهم بوقف استكمال السقف ، فى الوقت الذى لم يتم القبض على اى منهم سوى اثنين فقط وتم الافراج عنهم بعد ساعات ، ولم يتم محاسبة اى متهم على التجمهر وتكسير اتوبيس الكنيسة وسيارتين وحرق احدى عشش يملكه قبطى يدعى ميخائيل . "
وتدخل بعض اعضاء مجلس النواب ، وحاولوا عقد جلسة صلح والتعهد بالعمل على استكمال صب الجزء الاخر من السقف ، ولكن كانت مطالب الاقباط تطبيق القانون واستكمال السقف والقبض على المتهمين .
وكان قرار ترميم السقف الصادر من المجلس المحلي، ممهور بختم النسر. ينص على ترميم الوجهتين البحرية والجنوبية بطول 17,50 مترا لكل واجهة، والوجهتين الغربية والشرقية بطول 7,80 مترا لكل واجهة، ليصبح إجمالي المساحة المقرر ترميمها 132 مترا مربعا.
وادانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تعسف الجهات المسؤولة في محافظة البحيرة، بمنع كنيسة العذراء والأنبا صموئيل من استكمال ترميم وتدعيم سقفها وحوائطها، موضحة أنه من غير المنطقي أن يتم ترميم جزء من السقف وترك الجزء الآخر، خصوصا أن قرار الترميم الصادر من المجلس المحلي يخص كامل المساحة.
وأضافت المبادرة المصرية أنه كان على أجهزة الدولة أن تسارع فور الاعتداء على الكنيسة وممتلكات الأقباط ورشقها بالحجارة أولًا بالقبض على المتورطين في هذه الأحداث، وثانيًا بضمان وحماية الكنيسة في إجراء التوسعات والترميمات التي تحتاجها خصوصا أن السقف تآكل بفعل الأمطار ويمثل خطورة على المصلين.
• كنيسة منذ 1979 تخدم 17 قرية
قال احد الاقباط بالقرية " ان الكنيسة بنيت 1979 وهى تقع بين الإسكندرية والبحيرة ، وتخدم 17 قرية ، اجمالى 600 اسرة قبطية ، ومساحتها لا تزيد عن 170 مترا ، وكان سقفها من الخشب والصفيح وتعرضه للتأكل ، حتى ان الأمطار تسببت فى أضرار بالغة بالمبنى وسقوطها على المصلين .
وكان القس بافلى موسى كاهن الكنيسة تقدم بطلب لترميم الكنيسة قبل عامين وقدم تقارير هندسية تفيد بتصدع وسقوط أجزاء من سقف الكنيسة وتحتاج للترميم، خوفا من سقوط أجزاء أخرى على المصلين خاصة فى فصل الشتاء ومعاناة المصلين من البرد الشديد والأمطار ، وحاول الحصول على موافقة لتوسيع الكنيسة والترميم ولكن وجد صعوبة خلال عامين ماضيين فى الحصول على قرار التوسيع للمبنى الضيق الذى لا يسع عدد الاقباط ، وتم الموافقة على قرار ترميم السقف واحلاله ، وتم العمل فى خلال الاسبوعين الماضيين فى ازالة السقف القديم ووضع الشدة الخشبية لسقف الكنيسة ، وكانت الامور تسير بهدوء ولم يحدث اى اعتراض ، حتى جاء موعد صب الخرسانة مساء امس ، وفوجىء الاقباط بتجمهر للمتشددين وهجوم على المبنى والعمال بقذفهم بالطوب وتم وقف العمل حتى وصلت قوات الشرطة .
واشار احد الاقباط ان كاهن الكنيسة يتمتع بعلاقات طيبة ويقدم خدمات للأقباط والمسلمين ويعمل على تعزيز الإخاء طوال السنوات الماضية ، وان الاعتداء الذى وقع على الكنيسة يجب الا يمر مرور الكرام ، وضرورة محاسبة المحرضين والمعتدين لاسيما ان الكنيسة معها الأوراق الرسمية لقرار الإحلال والتجديد لسقف الكنيسة التى بنيت قبل 40 عاما ، وتساءل ما الذي أثار حفيظة الاخوة المسلمين للاعتداء على الكنيسة الآن وهى تخدم منذ سنوات دون اى أزمة وتتمتع بكل حب مع الجميع .
يذكر أن كنيسة السيدة العذراء والانبا صموئيل يرجع تاريخ إنشائها إلى 9 مايو من عام 1974 وتقع وسط قرية ابيس الثورة التي تتميز عن غيرها بالهدوء والسكينة والطمأنينة لكافة سكان القرية والقرى المجاورة، وبها مركز لرعاية المعاقين ومشفى طبي ودار ضيافة وتمتلك قطعة أرض ترغب في بنائها مجمع مدارس لخدمة قرى كفر الدوار.
• تقيم قانون بناء الكنائس
وقالت المبادرة المصرية إن هذه الحالة نموذجً جديد لفشل قانون بناء الكنائس رقم 80 لسنة 2016 في حل مشاكل بناء وترميم الكنائس في مصر، وأن الممارسات التي طالما انتقدت لبعض الأجهزة التنفيذية والأمنية التي تتعنت في منح التصاريح لا تزال مستمرة، خصوصا في المناطق الريفية والعشوائية البعيدة عن اهتمام المسؤولين ووسائل الإعلام.
وجددت المبادرة المصرية مطالبها بصدور قانون موحد لبناء دور العبادة يتضمن شروطًا موحدة خاصة بكود البناء في المنطقة، ولا يتضمن أية اشتراطات قاصرة على الكنائس دون غيرها من المباني الخدمية والإدارية ودور العبادة الأخرى، وكذلك بصدور قرار واحد لتقنين أوضاع جميع الكنائس التي تقدمت بأوراقها منذ ما يزيد عن خمس سنوات.