الأحد ٢١ اكتوبر ٢٠١٢ -
٥١:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: أشرف عبد القادر
شن إعلام الإثارة ،من صحافة مقروءه ومسموعة ومرئية بالإضافة إلى الفايس بوك ـ مع الأسف إعلام الإنارة العقلاني مازال غائبا ونادرا ـ حملة شعواء وظالمة على رسالة رئيس مصر د. مرسي لنظيره شيمون بيريز الذي بدأها بقوله: "عزيزي وصديقي العظيم" وختمها بقوله"صديقكم الوفي"كما تقتضي البروتوكولات الدبلوماسية المتحضرة.
أنا كما تعلمون خصم للإخوان لكني ـ والحمد لله ـ لست خصماً لأشخاصهم بل لأفكارهم المتعارضة مع أفكار عصرنا،وإلى مشروعهم الديني الاجتماعي الذي يريد ، غباءً طبعاً،العودة بمصر من القرن الحادي والعشرين إلى القرن السابع،وهي عودة مستحيلة عملياً وانتحارية سياسياً،فالماضي مضى ولن يعود،والحاضر يأخذ بخناقنا والمستقبل ينادينا.مسؤليتنا هي أن نخفف خناق حاضرنا وضغطه علينا،وأن نلبي نداء مستقبلنا.
استراتيجتي مع قادة الإخوان المسلمين ـ وأتمنى أن تكون استراتيجية قرائي وأصدقائي المفكرين والسياسيين والدينيين ـ هي تشجيع كل بادرة حسنة من قادة الإخوان المسلمين تتجه نحو الواقعية والعقلانية والتخلق بأخلاق عصرنا ودبلوماسيته وعلاقاته الدولية.
الذين شنوا الحملة الغبية والظالمة على رئيس مصر المنتخب لمجرد أنه طبق البروتكولات الدبلوماسية مع رئيس دولة إسرائيل التي نرتبط معها بمبادرة سلام وباعتراف دبلوماسي كامل،وبمعاهدة دولية تنص على أن نقضها هو إعلان حرب.
الجوقة الغبية،والتي ربما كان هدفها إحراج الرئيس مرسي ودفعه إلى التراجع إلى الوراء وأن يطبق لهم آية( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد : 4] ،أو غباوات فقه القرون الوسطى الذي يوصينا بألا نبادر مواطنينا من النصارى واليهود بالسلام،وألا نقف احترماً لهم و لجثمانهم،بالرغم من أن رسول الله(ص)قام لما مرت به جنازة يهودي.فقال له أبو بكر مستغرباَ:"يا رسول الله إنه يهودي"فرد عليه من جاء "ليتمم مكارم الأخلاق" قائلاً:"أليس نفساً" بشرية جديرة بالاحترام مهما كان دينها ولونها.
قرائي الأعزاء ساندوا الرئيس مرسي في هذه المبادرة الحضارية واطلبوا منه المزيد، وإذا كانت زيارته لإسرائيل تخدم السلام مع مصر واقتصاد مصر ونهضة مصر فكونوا أول المهنئين.
الخلاصة أن كل مبادرة سياسية ودبلوماسية حضارية من الرئيس مرسي أو من جماعة الإخوان نرحب بها ونطلب منها المزيد، ونترك الهمج ،مثيري الفتن والديماغوجيين والمنافقين والباحثين عن الإحراج للإحراج، والمعادين لأشخاص الإخوان وليس لأفكارهم المتخلفة عن العصر، أن يصفقوا لمحمد بديع الذي قال :إن الخلافة أصبحت قريبة،وأن الجهاد هو الحل الوحيد لتحرير فلسطين!.
يا من ضيع في الأوهام عمره.
ashraff3@hotmail.fr