بقلم شريف منصور
النظرة الحزينة التي تراها في عيون المصريين أينما وجدتهم لا جدال علي أسبابها. وكم من المحزن أن تري نظرة الشفقة و الحزن في عيون أشقاؤنا من الدول العربية عندما ينعون مصر الحضارة و مصر قلب الشرق الأوسط وهي تنهار أمامهم.
لم يكن التشاؤم و التفاؤل عادة من عاداتي ولم تكن النظرة السلبية تعرف لطريقة تفكيري أي سبيل . إلي أن وصلنا إلي نهاية خط حضارة مصر في كفر العياط .
لم يكن أمامي قبل الانتخابات غير تاريخ الجماعة العنصرية الخارجة علي القانون وممارستها الغير شريفه في التحرك في الشارع المصري السياسي. و كم من مرات طالبت الدولة أن تفصح لنا عن سبب عدم ملاحقة هذه الجماعة الخارجة علي القانون ملاحقة قانونية شفافة. وكان اغلب ظني و هذا ما ثبت بعد انهيار دول مبارك أن الأخوان و النظام بينهم اتفاقات ومعاهدات تضمن للطرفين الحياة جنبا إلي جنب.
و ما كتبت شاهد لكم و عليهم وهو موجود في العديد من المواقع الاليكترونية و أتذكر أنني قلت للرئيس السابق محمد حسني مبارك انه يحفر قبره بيده مرتين . المرة الأولي بتجاهله لما يقوم به المحيطين به من فساد و المرة الثانية لتجاهله لما تقوم به الجماعة العنصرية الأخوان الخونة في حق مصر.
و كما توقعت وان كنت أحاول جاهدا أن أنكر إحساسي الأول بتواطؤ قيادة الجيش مع الجماعة الخائنة في التمهيد لتسليم الجناح السياسي في الجماعة الخائنة لمقاليد الحكم في مصر. و أنني اذكر أن الأستاذ الدكتور ميشيل فهمي كان احد الأسباب الرئيسية أن أغير رائي في قيادة الجيش المصري و اعتبرهم وطنيون و شرفاء لأنه هكذا اقنع الكثيرين و أنا من ضمن. ففي مقالات عديدة دافع الدكتور ميشيل فهمي عن مجلس قيادة الجيش و عن شرف العسكرية المصرية لدرجة أنني كتبت إلي قيادة الجيش خطاب تأييد لموقفهم من بعض الأمور التي بدت لي أنهم يحاولون السير بالبلد إلي بر الأمان دون إشعال للحرب الأهلية.
ولكن أثبتت الأيام أننا كلنا كنا مخطئين خطأ عظيم لان الجيش أو لنقل مجلس قيادة الجيش سلم مصر للإخوان الخونة تسليم مفتاح. في نظير أن يتركهم الأخوان يمرون بسلام إلي مثواهم الأخير ولا يحاسبهم احد علي الجرائم البشعة التي ارتكبوها في حق هذا الوطن .
فكان قطار العسكر يسير بمصر إلي هاوية حذرت منها ولكن لم يكترث لها احد . في أول وهلة عندما سمح العسكر بعودة الإرهابيين علي كافة أشكالهم و من كافة بقاع الأرض التي ترعي الإرهاب كانت هذه أول إشارة لا جدال عليها أن هناك اتفاق ما علي عودة هؤلاء إلي مصر. وما هو السبب او لنقل الأسباب التي تجعل دولة في حالة شتات أمني غير عادية تفتح أبواب جحيم عودة المتطرفين المدربين علي حروب العصابات الذين دمروا وفجروا وقتلوا المئات من البشر بحجة الدفاع عن الدين.
اكثر من 7 ألاف إرهابي مدرب علي حمل السلاح و إنتاج القنابل و استخدام كافة الطرق الغير مشروعة لتمويل أعمالهم! لماذا تفتح لهم مصر أبوابها في الوقت الذي كانت الشرطة المصرية تعاني من انهيار واضح. ما الحكمة في هذا و ما هو السبب ؟ وبعدها توالت الأعمال الإرهابية المنظمة ضد الشعب القبطي في مصر . حرق و تدمير و خطف وتزامن معها في تلك الفترة انتهت بسحل المتظاهرين الأقباط تحت عجلات المصفحات و قتلهم بواسطة القناصة و رمي جثثهم في نهر النيل ؟ هل يعقل ان كل هذا يحدث ويمر مرور الكرام دون أن يعاقب شخص واحد علي كل هذه الجرائم ؟ أن قالوا السبب هو انهيار الأمن فسؤالي الأساسي أن كانت حجتكم هي انهيار الأمن ! فلماذا سمحتم أذن بعودة كل الإرهابيين إلي مصر. ولماذا لم تعيدوا من هرب منهم من سجون مصر الي مكانهم الطبيعي. هل لأنكم كنتم متيقنين من أن بقية الصفقة هي ان يفرج محمد مرسي العياط عن كل المجرمين القتلة السفاحين بل يجلسهم بجواره في احتفالات أكتوبر و أياديهم ملوثة ليوم الدين بدماء أبناء مصر وأولهم الرئيس محمد أنور السادات وهو الزميل الاخونجي حتى النخاع صديق الشيخ حسن البنا .
أين اللهو الخفي الذي لصقت به كل المصائب التي مرت بها مصر؟ هل اختفي اللهو الخفي لأنه أصبح في الحكم ؟