بقلم: إدوارد فيلبس جرجس
عيد الأضحى المبارك ، وكل عام والجميع بخير وصحة ، ومصر ترفل في ثوب العافية مع كل ابنائها ، وكما قلت وسأقول دائماً وحتى النهاية ، أن مناسباتنا الدينية ، هي خير فرصة ، لأن يشارك الأبناء جميعاً بعضهم البعض في الفرحة بها ، لتندمج القلوب في نداء واحد " اللهم احفظ وطننا العظيم ، الذي منحتنا أرضه المقدسة لنرقد فوقها ونكون غطاءً وستراً على بعضنا ، وظللتنا بسماء هي مسكنك وعرشك ، لتطل علي عبيدك الذين خلقتهم من أب واحد وأم واحدة ، ولم تميز أي واحد عن الآخر في أي شيء ، وأنزلت عليهم العقائد لكي تكون طريقهم إليك ، لا كمصدر للتنابذ والإنشقاق ، والكره والبغضاء ، لأنها جميعاً تدعوا لعبادة الله الواحد الأحد . اللهم اهدي كل من يسيء إليها بالقول أو بالفعل ، وأعده إلى عاقل الفكر ، ليعرف أنك الدين والديان ، ومن يسيء إليها فهو أساء إليك ، وأنك أنزلت العقائد سماحة ومحبة ، لتكون مظلة فوق رؤوسنا ، لتحمينا من شرور أبليس ومكائده ، ومن هجير شمس حارقة ، يمكن أن تحرق أخضر النفوس وأبيض القلوب وتحولهما إلى هشيم وقود يشعل الفتن بين عبيدك الذين خلقتهم ليعبدوك كل حسب عقيدته لا ليتنابذوا عليها " .
اللهم اجعل من مناسباتنا الدينية يوم سعادة ، نلتف جميعاً حول مائدة الرحمن وطعامها المحبة ، محمد ومحمود وفاطمه ، وبطرس وعبد المسيح وتريزا ، الأغنياء والفقراء ، الكبار والصغار ، الشيوخ والأطفال ، النساء والرجال ، أنت خلقت أرواحنا جميعاً ، ولا يملك عليها سلطان أحد سواك ، فاهدي أرواحنا جميعاً لنختم اليوم كل واحد في دار عبادته لنشكرك على أنك أهديتنا العقل ، الذي لم تهده لسوانا من المخلوقات ، لأننا البشر الذي ستحاسبه بميزانك الخاص ، وليس بميزاننا ، كل الموازين باطلة إلا ميزانك " .
أساءني أيَّما إساءة ، ما بدر ولا يزال ، من البعض ، الذين ارتدوا نظارة سوداء فوق عيونهم ، فلم يروا سوى الظلام في الدنيا والظلام في الآخرة ، وخرجوا بكل صنف ولون من ألوان وأصناف الإساءة إلى الأديان والعقائد ورسلها وأنبيائها ، رموزها وشاراتها ، لست أعلم من أي مادة خلقت هذه العقول ، كلمات أود أن أوجهها إليهم من خلال قلم قد يملك الفكر أو لا يملكه ، لكنه قلمي ، ولن أتبرأ منه حتى يجف مداده بالنهاية المحتومة على كل البشر ، أحترمه جداً لأنه يكتب ما يعن له وما يخطر بخاطره ، إلا عند باب العقائد ، يقف وينحني ، ليدون عبارته ، مع عظيم تحياتي واحترامي ، وينسحب ووجهه إليها تقديراً وتبجيلاً ، يهاجم دون رحمة أي شخص من أي عقيدة يرى فيه الجسد وقد خلا عقله ، وحول العقيدة إلى خناجر يطعن بها الآخر ، أقول لكي يعود هؤلاء إلى جادة الصواب ، أنظروا إلى العقائد من خلال النصف الممتلئء وليس النصف الفارغ من الكوب ، ستجد في النصف الممتليء كل ما يريده الله من البشر من طاعة ووصايا ، واحدة في الجميع ، واتركوا النصف الفارغ فهو ليس من شأنكم ، أتركوه لمن يملك الحساب على ميزان العدل ، ميزانكم باطل .
وأنهي بكل عام وأنتم بخير وعيد سعيد على الإخوة والأحباء .
كاتب وروائي _ نيويورك _ أمريكا
edwardgirges@yahoo.com