الأقباط متحدون | لقاء في قرية ساندوريني
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٠٤ | الاثنين ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ | ٤ توت ١٧٢٦ ش | العدد ١٧٨٣ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لقاء في قرية ساندوريني

الاثنين ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٥٣: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سامى حرك 
 النقاش والحوار بيستدعي المعلومات بشكل أسرع
على هامش لقاء مصري , إحتفال برأس السنة المصرية 6251 , لقيت نفسي مضطر للإجابة عن سؤالين أصعب من بعض :
 
السؤال الأول : إذا كان إحتفالكم برأس السنة المصرية وإختراع التقويم جزء من إهتمامكم بثقافة القومية المصرية , طيب وهي ثقافة القومية العربية عيبها إيه ؟؟؟
 
بصراحة ما كنتش مستعد , في لقاء مع جرنال اجنبي , إني أدخل في مقارنة بين الثقافتين المصرية والعربية , لكن السؤال كان مباشر , والوقت ممتد , والجلسة الدائرية على حمام السباحة , والعيون مترقبة للإجابة , فقلت :
 
خلونا نقارن بين رؤية الثقافتين في ثلاث حاجات
 
• المرأة
• الفن
• العمل
 
الثقافة العربية موقفها مقيد لحرية المرأة في ملابسها وخروجها وتعليمها وعملها وإختلاطها وإستقلالها , وبالتالي بتستبعد بضربة واحدة طاقة نص المجتمع , أو بتحجمها في أدنى حد , على العكس تماما من الثقافة المصرية , اللي بتعترف بالمرأة كإنسان كامل وناضج ومنتج , ونظرة واحدة على مشهد فلاحة في أعماق الريف المصري وهي مقرفصة عارية الساقين وسط الغيط تحش البرسيم أو تنقي شتلات الأرز , ممكن يلخص الموضوع .
 
الثقافة العربية تكبل الفن التشكيلي بقيود البعد عن عناصر الحياة , ولا ترى الموسيقى بعيدة عن ألات الإيقاع , وتنظر بشك لعالم الطرب والغناء , فضلا عن الرقص , خاصة للأصوات والأجساد النسائية , وتنفي الفن عموما إلى فضاء عالم الليل السري , أما الثقافة المصرية فلا تضع للفنان إلا شروط الجودة والتحسين , ونظرتها للفن أنه ضروري وتعترف وتهتم بعناصره وتكرمها في العلن والنور .
 
الثقافة العربية لا تعترف بقيمة العمل والإنتاج , فهي إبنة سلوكيات السلب والغزو في القديم , وأنتجت إقتصاديات الريع في الزمن الحالي , بينما تحترم الثقافة المصرية العرق والكفاح ونيل الأجر المستحق بالجهد .
 
السؤال الثاني : إزاي إختراع التقويم المصري وإختراع "السنة" يعتبر إنجاز كبير , وأنا مش مصدق حكاية إن الإنسان القديم مكنش يقدر يعرف الدورة الكاملة للنجوم , طيب اليونانيين والصينيين كانوا فين ؟؟؟
 
السؤال ده رد على محاضرة تشرفت بإلقائها على الحاضرين , عن أهمية إختراع "السنة" كأكبر مقياس للزمن , وإن الإنسان القديم قبل الإختراع ده كان "الشهر" القمري هو أكبر مقياس للزمن عنده , وإن إختراع "السنة" مش ممكن كان يتم في أي مكان تاني غير مصر , على أساس إنه نتيجة رصد ثلاث ظواهر طبيعية مرتبطة بمصر , وهي ظهور النجم "سبدت" قبل شروق الشمس مع قدوم الفيضان لضفاف نيل العاصمة "أون" , وعشان كده كان أول إسم للمقياس ده إنه "فيضان" , وحسبوا عدد سنوات حكم الفراعنة بعدد الفيضانات .
 
خلونا ننقل شوية من "الموسوعة الفلكية" (أ . فايجرت / ترجمة عبد القوي عياد) ,,, "تبعا للعالم السكندري "بطليموس" في القرن الثاني قبل الميلاد أسس نظرية "مركزية الأرض" للكواكب , حيث تدور الكواكب المعروفة حول الأرض كمركز ,,,,,,,,, أما "نيكولاوس كوبرنيكوس" (1473-1543) فأسس لنظرية "مركزية الشمس" حيث تدور الأرض والكواكب حول الشمس , حتى صححها "كبلر" بنظرية "الكوكبية" حيث الكون كله في حركة من مجموعات نجمية ودروب ومجرات تدور حول نفسها وحول بعضها ,,, "
أما كتاب "قصة العلم" (ج ج كراوثر- ترجمة يمنى الخولي) فيحسم الأمر ... "لم يكن الإنسان القديم على معرفة بدورة النجوم , ولا يستطيع , ولم تتوفر هذه المعرفة للإنسان إلا في القرن العشرين بعد الميلاد بوجود المراصد الضخمة وبغزو الفضاء)
 
النصوص دي شرحت معناها بس في الحوار , عشان أبين إن الإنسان القديم كان بيرصد الظاهر من شكل النجوم , مواعيد شروقها وغروبها ولمعانها , ومسارات كواكبها الظاهرة المكشوفة (الأبراج) , وبالتالي كانت عبقرية المصري القديم في توظيف رصد الظواهر الطبيعية , اللي هي مواعيد شروق الشمس وسبدت والفيضان عشان يحسب ايام السنة ودي عبارة عن زمن دورة كاملة دقيقة للنجم "سبدت" بدون مراصد أو أقمار صناعية !!! .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :