كتب: ماجد الراهب
فليسمح لى الدكتور نصر أبو زيد لأستعير منه عنوان هذه المقاله لأننى لم أجد عنوانا مناسبا أكثر منه وخاصة أن هذا العنوان كان سبباً فى إصدار حكم بالتفريق بينه وبين زوجته ليوضح الحاله التى وصلت إليها مصر آن ذاك وكنا نعتبر ذلك حكما شاذا لرجل مفكر يريد الاصلاح والتجديد .
ولكن كلامى سوف ينصب على نقد الخطاب الدينى فى الكنائس - وأرجوا ألا يصدر ضدى حكم بالتفريق أنا أيضا - وعلى مدار أكثر من عشرين عاما أو اكثر كنت أبحث وأدرس فى فكر الآباء ثم أصدرت من خلال دار نشر فيلوباترون عدة إصدارات لترجمة أقوال الآباء حسب ترتيب موسوعة مينى اليونانية وتكبدنا خسائر فادحة أنا ومن شاركنى فى هذا العمل حتى توقنا تماما .
وفى خلال هذه الفترة ومن خلال خدمتى فى كثير من محافظات مصر والأسر الجامعية والخدمات المختلفة بالكنائس كان الجميع يبهت من تعاليم الاباء وأفكارهم ويتعجبون كيف لا ينتشر هذا الفكر ويكون هو الفكر السائد فى خدماتنا بعد أن ظل حبيس الكتب والموسوعات لمدة طويلة .
وربما يرجع الفضل للقمص تادروس يعقوب ملطى الذى قام بعمل جليل سوف يذكره له التاريخ بترجمة ونشر تفاسير وأقوال وفكر الآباء .
ونعود إلى صلب الموضوع وأسلوب الخطاب الدينى وما أسباب نقده .
ولنبدأ من خدمه مدارس الأحد خلال مناهج مدارس الأحد فى المراحل الدراسية المختلفة لا نجد أى سيرة لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية أو التاريخ الكنسى أو أقوال الآباء .
ونجد إشارات ضعيفة جدا للمجامع والهرطقات التى ظهرت وبالطبع لا تأخذ مدارس تفسير الكتاب المقدس أى قدر من الأهمية ويقدم شرح الثالوث ولاهوت المسيح على آستحياء .
لكن نجد تركيز كبير على إكتساب الفضائل وحياة القديسيين وخاصة الرهبان وتمجيد حياة الرهبنة والاستشهاد وقصص العهد القديم بدون أن يقدم على إنه إستعلان لمجد المسيح .
وطبعا ينعدم الإهتمام باللغة القبطية لعدم توافر كوادر تستطيع تقديم هذه اللغة بالرغم من أهميتها فى المخطوطات والدراسات المقارنه وآداب اللغة .
ونأتى إلى نقطة ثانية وهى الوعظ المباشر من الآباء الكهنة أثناء القداسات وخاصة قداسات الآحد وللأسف يلجا معظم الآباء والكهنة لمدرسة التفسير اللفظى والسماعى مؤكدين على عظم الخطية والحاجة الى التوبة والأعتراف والجنوح إلى تأكيد الضعف البشرى والنفس الأمارة بالسوء والسقوط المتكرر فى الخطية ، ولا تخلو موعظة من أهمية دفع العشور والنذور والبكور لتكملة الكسوة الرخام والمنارة المضيئة والقبة المزركشة وإقامة المدافن وشراء لحم العيد لاخوة الرب .
ويأتى فى المرتبة الثالثة الإجتماعات العامة أو المتخصصة للسيدات أو الخرجيين أو الشباب .... إلخ وهى لا تختلف كثيرا عن ما سبق وأصبحت العظات أو الندوات حتى من الآباء الاساقفة سابقة التعليب ومحفوظة من كثرة تكرارها ، ولا نجد أسقف أو أب كاهن يجهد نفسه فى تحضير وعظة أو ندوة إلا ماندر .
ولجذب رواد هذه الاجتماعات تلجأ الكنائس الى المسابقات والاسئلة لتقديم هدايا وكنائس أخرى تلجأ للرشاوى فى صورة هدايا للمواظبة والحضور وما شابه وأصبحت الهدايا عبارة عن أشياء تصلح للبيوت حتى لا ينفر منها الشعب ( اكواب – حلل – ملابس - .......إلخ أو CD لبعض عظات البابا أو تراتيل ومدائح ) وطبعا الصين تقدم خالص شكرها لكنائسنا التى تتولى الترويج لمنتجاتها وطظ فى المنتج المصرى .
والغريب والعجيب فى آن واحد أنه عندما يهجر شبابنا كنائسنا أو ويذهب للطوائف الآخرى يشتعل الآباء الكهنة غيظا وحنقا على تلك الطوائف وعلى شبابنا الذى سوف يخسر الملكوت بسبب تركه كنائسنا ( وأبن الهلاك للهلاك يدعى ) .
أعزائى ربما تجدوا نقدا لاذعا وحقيقة مرة فى ما أكتب ، ولكن لقد توارى السيد المسيح خلف أجساد القديسيين التى تحرص كل كنائسنا على إقتناء أكبر قدر منها سواء من الداخل أو من الخارج وخاصه ايطاليا ولا أريد أن اصدمكم بما تحتويه هذه الأنابيب والمقصورات المخصصة للقديسيين وكيفية الحصول على الشهادات التى تصدر مع كل ذخيرة من أجساد القديسيين .
لقد توارى السيد المسيح خلف حاجز الخوف من خطايانا وعدم إستحققنا .
لقد توارى السيد المسيح خلف تعاليم بعيدة تماما عن تعاليم الأباء وتعاليم مدرسة الأسكندرية اللاهوتية .
لقد توارى السيد المسيح خلف طقس تجمد مئات السنين وصلوات تخاطب الذين يسافرون بالدابة وتستجدى عطف المتولين علينا ، وتطلب صونا للحريم .
لقد نسى الشعب السجود للمسيح فى غمرة سجوده للأساقفة والمطارنة .
لقد توارى كهنوت السيد المسيح خلف اكليروس يسعى لفرض سيطرته وهيمنته بسلطان لم يمنح لهم أصلا .
هناك الكثير ولكن نكتفى بهذا القدر ونلتفت لنتعرف على مسيحنا ربما نسعد بلقياه .
المسيح زخيرة حب
تحوُّلنا الى حياة المسيح لا يعني أننا نصبح المسيح نفسه ، ودعنا نكتشف حلاوة الأسرار وصلواتها فى الكنسية ولنبدأ بسر المعمودية .
يقول الأب الكاهن فى صلوات المعمودية
" لينالوا من روح قدسك ، ويمتلأوا من قوتك الإلهية محفوظين بنعمة روحك القدوس ".
"أنت دعوت عبيدك هؤلاء الداخلين من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة ومن الضلالة إلى معرفة الحق ".
" خرافاً ضمن قطيعك .. ووارثين لملكوتك السماوي".
" جدد حياتهم ..... لكي لا يكونوا بعد أبناء الجسد بل أبناء الحق ".
" إذ تعدهم هيكلاً لروحك القدوس "
" عَرِّهم من الإنسان العتيق .. جدد ميلادهم بالحياة الأبدية ، أملأهم من قوة روحك القدوس .. لكي لا يصيروا بعد أبناء الجسد بل أبناء الملكوت ".
" نسألك يا ملكنا عن عبيدك: أنقلهم وأبدلهم وقدِّسهم وقوهم ".
نحن دائما نفتخر أننا كنيسة أسرار هل نعلم أولادنا هذا الفخر الذى نناله فى المعمودية !!!
هذا على سبيل المثال وسوف أفرد مقالة أخرى لباقى الأسرار .
وحيث أننا كنيسة إنجيلية تقليدية نستكشف معا علاقتنا بالسيد المسيح من خلال رسائل بولس
يقول القديس بولس
" نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح " ( 2 كو3 : 1)
" لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَة هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً. لأَننَّا جمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يهَودا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيد اً أَمْ أَحْرَاراً. وَجمِيعُنَا سُقِينَا رُوحا وَاحِد ا " ( 1 كو 12 : 12 – 13 )
" ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمةً هي من الله وبراً وقداسة وفداء "
( 1كو : 1 – 3 )
"... الرأس الذي منه كل جسد " ( كولو 2: 9 )
نحن لن نصير المسيح ، لأن الرأس الذي تنمو منه كل أعضاء الجسد هو المسيح ، ولا يوجد رأسٌ آخر ، نحن أخوة له ، وبسبب تجسده لا يستحي أن يدعونا أخوة قائلا :
" أخبر باسمك أخوتي وفي وسط الكنيسة أسبحك" ( عب 2 : 7 )
يطول الحديث وأكيد لنا لقاء آخر ولكن أختم برجاء حار كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس هل نبدأ فى إقراره فى مدارس الأحد ونبدأ به عهدا جديدا فى التجديد والتعليم !!