الأقباط متحدون - صلوات الرئيس على الهواء مباشر
أخر تحديث ٠٣:٢٩ | الاثنين ٢٩ اكتوبر ٢٠١٢ | ١٨ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٢٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

صلوات الرئيس على الهواء مباشر


بقلم: سعيد السنى
جاء أل"عيش" فى مقدمة الشعار الأساسى لثورة 25 يناير(عيش – حرية – كرامة) , بما يعنى أنه  أولوية قصوى لدى جموع الشعب الثائر.. و"العيش" هو "الخبز" ,  و يرمز فى الوعى الجمعى للمصريين , لمجمل مستلزمات الحياة , فالمصرى يقول "أكل عيشى" مشيراً إلى  عمله  أو وظيفته أو مهنتة , التى يرتزق ويتعيش منها , وفى الامثال الشعبية  : "أكل العيش مُر" , وصفاً للمعاناة فى الحصول على لقمة العيش أو الرزق,  العيش إذن فى الشعار الثورى المرفوع هو مرادف ل"الحياة",  مع "الحرية" و"الكرامة" , أى  "العيش الكريم" , فى ظل حياة ديمقراطية حرة , يتمتع فيها الفرد بالامان , والرفاهية , وهنا يمتلك"الإرادة الحرة" , دون خشية على مصدر رزق , او التعرض للقهر والظلم والعقاب , أو شراء صوته ببعض السكر والزيت .. فهل تحقق شئ من هذا على مدار 21 شهراً مرت منذ قيام الثورة ,  وقرابة العام على الصعود الإخوانى السلفى للبرلمان , وأربعة أشهر للرئاسة الإخوانية لمصر؟ .. بل .. وهل ثمة مؤشرات لحدوث تقدم أو نجاح ؟.  
 
لا أريد تكرار الحديث الممل  عن مشروع الفنكوش أو النهضة سابقا , ولا أل100 يوم  .. لكن نظرة سريعة على "مجلس الشعب" ,خلال عمره القصير, تذكرنا بأن أحد إنجازاته هو "قانون العزل" الذى تم أبطاله دستوريا , و كان مُشَرعاً لحرمان الفريق أحمد شفيق من  منافسة الإخوانى خيرت الشاطر على رئاسة الجمهورية , قبل   إستبعاده وحلول مرسى محله , كما نجح مجلس الشعب مع الشورى فى إختطاف "الجمعية التأسيسية" لكتابة الدستور , لحساب الإخوان بالتعاون مع السلفيين ,ومع انه تم إلغائها قضائيا ,فقد تكرر الإختطاف ثانية بنفس الطريقة , وأما باقى إنجازات "المجلس"  فهى "مشروعات قوانين" أحدها لضرب المحكمة الدستورية العليا, إستباقاً لحكم المحكمة بحل المجلس ,وعدة مشروعات اخرى , من المؤسف  أنها تدور حول النصف الأسفل من المراة ,بإلغاء الخلع , وتخفيض سن الزواج إلى 12 سنة وربما ينزل بالدستور الى 9 سنوات ومضاجعة الزوجة  المتوفية , وإعادة تقرير الختان للإناث ,و منع المواقع الإباحية ,وغير ذلك من توافه الامور و وكأن البلاد لاتعانى إنفلاتاً أمنياً , وغلاء اللأسعار يفوق طاقة  السواد الأعظم من الشعب , ولا ملايين العاطلين الحالمين  بفرص للعمل , ناهيك عن الشلل الذى ضرب ,ولايزال, قطاعات السياحة و"الإنتاج" الصناعى وطال الزراعى بفعل أزمة المواد البترولية المزمنة , وبالجملة تدهور الأحوال المعيشية لعموم الناس إلا من رحم ربى ..أما مجلس الشورى فقد نجح فى أخونة 55 مؤسسة صحفية قومية , بتنصيب أعضاء الجماعة والموالين لها على رأس هذه المؤسسات , وكذلك تشكل المجلس الأعلى للصحافة .
 
ومع مجئ الرئيس مرسى الإخوانى إلى المقعد الرئاسى أول يوليو الماضى تزامنا مع إنصراف مجلس الشعب الإخوانى السلفى , فإنه سعى منذ اللحظة الأولى إلى إحكام سيطرة الجماعة على مفاصل الدولة وأخونة كل المواقع التنفيذية ومراكز صنع القرار , وتسكين أهل الثقة من أبناء الجماعة ودارويشها , دون إعتماد معيار الكفاءة , بل إن كثرة فقهاء القانون حول الرئيس , لم تمنع من وقوع الرئاسة فى  خطيئة  التعدى على إستقلال القضاء , بالمحاولة الفاشلة ل"عزل النائب العام" , والمفارقة المثيرة هى تورط رجاله الاخوين مكى والمستشار حسام الغريانى إخوانى الهوى , بشكل مباشر , فى محاولة العزل , وكأنهم لايفقهون شيئا فى القانون (!!!) .
 
إن الحديث عن مساوئ الحكم الإخوانى ولا أقول الإسلامى , لمصر يصعب حصرها   , رغم قصر المدى الزمنى .. بيد انه يكفينا ان نخلص مما سبق أن الجماعة , تُجيد التسلط .. لكنها بالتأكيد غير قادرة على إدارة الدولة ,بل ولاتملك كفاءات لهذه المهمة الشاقة , وهى أيضا لاتريد الإستعانة بمن هم خارجها من الأكفاء ,بإعتبار الشعب المصرى الآن ينقسم إلى إخوان , وسلف فى المرتبة الثانية , وما عداهم فهو بلا حقوق ,ولن نتطرق لتكريس الطائفية بمشروع الدستور , ولا الإنتقاص من حقوق المرأة .
 
على أن الإنصاف يقتضينا الإشارة إلى كثرة صلوات الرئيس على الهواء مباشرة وتاكيده الدائم لقيامه بصلاة الفجر حاضر, ومعايرته لمن ينتقدونه , بأنهم لايصلون الفجر, وكأنه الوحيد الذى يفعل ذلك مع "إخوانه المسلمين" , ولا يفوتنا الإشاده بإنجازه العظيم للكثير من  الخطب الرنانة ,التى يصعب حصرها عددياً , خلال تلك الفترة القصيرة التى تدور حول أل100 يوم , فضلا عن البلاغة  الخطابية التى يتمتع بها , فهو والحق يقال خطيب مفوه , بغض النظر عن انه لايقنع سوى أعضاء جماعته الإخوانية , وهم الأهم على كل حال , فى هذا الزمن الردئ , الذى صار زمنا للإخوان .. إلا أن كل هذه الصلوات على "الهواء" مباشرة , وبدون بث فجراً.. للأسف  لن توفر " العيش الكريم" الذى خرج من أجله الشعب ثائراً .. وإختصاراً فإن مصر كبيرة على الإخوان, والثورة الثانية ليست بعيدة , و قد تنفجر كالبركان من جديد , وعلى الإخوان أن يعوا ذلك ويفهموه قبل فوات الآوان .  
Saidalsonny2@gmail.com 
  
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع