-هم لا يعرفون شيئًا عن صحيح الإسلام الذين يتسترون بعباءته لكسب تعاطف البسطاء!
- الشعوب تثور "مرة" وتخضع "آلاف المرات"!
- ثورة يناير "هبة من الله" هدمها المصريون بـ"نعم" للتعديلات الدستورية!
- الشعب هو المسؤول الأول عما يحدث له الآن!
هو واحد من القلائل الذين لهم بصمة في العمل السياسي والفكر الحر الذي يرسِّخ العدالة الاجتماعية، واحترام الثقافات المختلفة، والعمل من أجل الديمقراطية التي هي محور معاناته مع النظام السابق، فهو ذو فكر خاص يتمتع بالحرية والدبلوماسية والاستنارة، تجاه كثير من الأحداث التي شكلت وجدانه، وتفاعله مع المجتمع. فتراه يتألم لصرخة المظلوم أمام ديكتاتورية وطغيان الظالم، ولمَ لا وهو صاحب القلم البارع في رواية "العزبة" التي عبًّر بداخلها عن معاناة الشعوب مع نظم الاستبداد وتاريخها حول العالم، وهو أيضًا مَن عانى قسوة السلطة والنظام السابق؛ لتصحيح ما بها من أخطاء.
هو الدكتور "محمد محفوظ"، الحاصل على درجة "الدكتوراه" في الإعلام من جامعة القاهرة، والناشط السياسي، الذي سيشهد له التاريخ، ويتحدث عن أفكاره ومبادرته بأحقية تصويت الشرطة في الانتخابات، ويتكلم عن دوره في "حركة ضباط لكن شرفاء".
فتحنا معه ملفاتٍ شديدة الجرأة.. فكان لـ"الأقباط متحدون" معه هذا الحوار الشيق..
حاورته: اسبرانس مراد
بدا جليًّا في عرض أفكارك أنك عانيتَ كثيرًا من قسوة النظام السابق، خاصة عقب رواية "العزبة" التي تحدثت عن الطغيان.. فما صور المعاناة التي عشتها؟ ومن أين ابتدأت؟
-أنا من الضباط الذين كانوا يعملون في وزارة الداخلية. كنتُ ضابطًا بقسم العلاقات العامة بمديرية أمن الإسكندرية، وفي منتصف عام 2009، قمتُ برفع دعوة قضائية للمطالبة بأحقية "تصويت الشرطة في الانتخابات"، في الوقت ذاته، كنتُ قد ألفتُ رواية سياسية تتحدث عن الظلم والطغيان الذي يعيشة العالم، وتاريخه، ومدى أثره على مستقبل الشعب.
-فصدر بعدها مباشرة أمر ضدي، بنقلي من قسم العلاقات العامة بمدرية أمن الإسكندرية، إلى ضابط بقسم التخطيطات، عقب ذلك، تم تحويلي إلى مجلس تأديب، ثم تمت إحالتي إلى الاحتياطي، ثم صدر قرار بعزلي تمامًا من وزارة الداخلية، منذ أواخر عام 2009، فتلقيتُ هذا كله في فترة وجيزة، لا تتعددى الأشهر الستة؛ وذلك حتى يتم حصار أفكاري وتضييق الخناق عليَّ، لكن وفقني الله، سبحانه وتعالى، بتعييني عضو هيئة عُليا في حزب "الغد"، بقيادة د. "أيمن نور"، الذي أصبح عقب الثورة حزب "غد الثورة"، وتم عرض أفكاري داخل المجتمع بشكل أوسع وأشمل، وفي أعقاب ذلك، انضممتُ إلى حركة "ضباط لكن شرفاء".
كيف بدأت "حركة ضباط لكن شرفاء"؟ وما الهدف الذي أنشئت لأجله؟ ولماذا هذا الاسم بالتحديد؟
-بدأت حركة "ضباط لكن شرفاء" على "الفيس بوك"، وهدفها كان إعادة الإصلاح لوزارة الداخلية؛ لأننا كنا أكثر الناس علمًا بمساوئها، ومدى ولائها للنظام الحاكم أيًّا كان، لا للقانون. فشاركتُ بها عندما طلب مني ذلك، العقيد "محمد عبد الرحمن"، الضابط بمدرية أمن الدقهلية، هذا عقب قرأته لروايتي "العزبة"، على صفحات "النت"، فعملنا، بعد ذلك، جاهدين على هدف واحد، وهو إصلاح وزارة الداخلية.
-وسميت الحركة بهذا الاسم؛ لأننا طلبنا الإجابة على بعض الأسئلة، وهي:
•هل التعذيب، وانتهاكات حرمات المواطنين وحقوقهم، وتزوير الانتخابات، والولاء المطلق للنظام الحاكم، يوضع تحت بند الشرف؟!
•من الطبيعي أن يحمل كل نظام الشرفاء وغير الشرفاء، لكن هل يُرضي هذا الفساد الواقع أحدًا؟!
-لقد حاولنا أن نرسل رسالة للمجتمع وللضباط زملائنا، أن الشرف ليس "مجرد كلمة"، بل فعل، فيجب أن نؤمن بإصلاح وزارة الداخلية من أجل خدمة المواطنين، لا الولاء للنظام.
ما هي الخُطة المقبلة للحركة؟
- لقد تقدمنا بمشروع "الإجرات الخاصة بإعادة إصلاح وزارة الداخلية"، وتداولناه في عدد كبير من المؤتمرات. وأخيرا قيَّده معهد "دراسات السلام"، بـ"الكونجرس الأمريكي"، وأشاد به، موضحًا أنه يجب الأخذ به للتطوير وإصلاح العيوب بوزارة الداخلية. ومن جانبنا، فنحن سوف نستمر جاهدين في العمل بهذا المشروع.
جاءت ثورة يناير بعد معاناةٍ مريرة واجهها الشعب طيلة ثلاثين عامًا متتالية هي عُمر النظام السابق.. فما تقييمك لثورة يناير، وما ترتب عليها من أحداث؟
- برأئي.. ثورة يناير "هبة من الله"، سبحانه وتعالى، وهي "عطية" وهبها الله للمصرين، فلا أحدَ كان يتخيل أن يزول نظام "مبارك"، وتسقط "إمبراطوريته". لكن الشعب المصري، للأسف، هدم تلك الثورة، بـ"الغفلة"، التي وجدناها في التصويت على التعديلات الدستورية، فكان الثوار يهتفون بـ"لا"، والشعب الذي قام بالثورة يصوِّت بـ(نعم)، وبذلك هدمها!
وما تفسيركم لذلك الموقف؟
-أنا أومن أن الشعوب تثور "مرة"، وتخضع "آلاف المرات"! فالشعب المصري حُكِم بنظام الاستبداد سبعة آلاف سنة، ولم يعِش فترة الليبرالية إلا بعد ثورة 1919 وحتى عام 1952، وكانت فترة بسيطة قياسًا بالسبعة آلاف عامًا.
-على الشعب المصري أن يستيقظ؛ حتى يحترمه العالم أجمع، وعليه ألا يُسلم فكره لمَن يستغل الظروف التي يُعاني منها كالفقر والجهل. فكثيرون عقب نجاح "الثورة"، استغلوا عقول المصرين بـ"اسم الدين"، منهم "الملتحون" الذين ادعوا "أن مَن يقول "لا" على التعديلات الدستورية، هو مخالفٌ للإسلام والشريعة"!
-وأنا أقول إنهم لا يعرفون شيئًا عن صحيح الإسلام الذين يتسترون ويكسبون تعاطف الشعب باسمه. وهم لا يعرفون غير مصلحتهم الشخصية فقط؛ لذا فالشعب هو المسؤول الأول عما يحدث له الآن!