الأقباط متحدون - الرسالة الثالثة إلى القائمقام
أخر تحديث ١٣:٠٣ | الاربعاء ٣١ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٠ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الرسالة الثالثة إلى القائمقام


بقلم: د. عاطف نوار

أبى القائمقام البطريركى
قبل أن تترك الكاتدرائية لتسلمها للبابا الجديد .. و من منطلق مسئوليتك عن الكنيسة فى هذه المرحلة الحساسة والتى فيها تضع أساسات الكنيسة فى المرحلة المقبلة .. نطلب إليك و نطالبك أن تضع معه أساسا أجمع عليه الكل .. و هو تنمية الناحية الروحية فى الكنيسة و التى غابت كثيرا وافتقدها الكثير .. و الروح لن ينمو فى غياب القدوة العملية .. و القدوة العملية تتمثل أولا فى الرعاة .. و حينما توجد القدوة العملية .. ينمو الإيمان و يزدهر .. و لكن إذا اقتصرت الخدمة الكنسية على الوعظ دون القدوة العملية .. فالإيمان حينئذ يكون ميتا لأن الإيمان بدون أعمال ميت .. وليس كل من يقول لله يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذى يعمل مشيئته .. و من هنا كيف ينمو إيمان ومعلمه لايؤمن به و لايعمل به ..
 
كيف نصدق أب ينادى و يعلم بمناصرة الحق مثل يوحنا المعمدان و هو نفسه لا يناصر الحق بل يحابى و يطرمخ من أجل أهوائه و شهواته .. كيف نقتاد بأب يعلمنا ألا نحب العالم و لا الشهوات التى فى العالم و هو منغمس فى شهوات العالم ..
 
كيف نؤمن بتعاليم راعى عن الصدق و عدم الكذب و هو يكذب و يضلل وصولا لمكاسب مادية .. كيف نصدق خادما يكلمنا عن المحبة و البذل إلى الميل الثانى و الرداء و هو يسلك بشعار "أخطأت ياحبيبى مقدرش أعمل ".. كيف نقتاد بمعلم يعلمنا أن نكون عادلين و هو يحابى و يميز بين رعيته .. كيف نؤمن بعظة لأب عن " كل من يستطيع أن يعمل حسنا و لا يعمل فتلك خطية له " و هو يعزف عن العمل الحسن تجاه غير مختاريه رغم مقدرته الفائقة على فعله .. حين يحثنا ذاك الراعى على فعل الخير بلا حدود وهو يحدد من جدير بالخير و من جدير بالتجاهل.. حينئذ فتعاليمه باطلة .. و حين يغرس فينا أن محبة المال أصل لكل الشرور و انه تراب وهو فى الوقت نفسه يعشقه ويلهث ورائه فى كل وقت .. حينئذ فكلامه بلا قيمة ..
 
كيف نؤمن بقوانين و شعائر الكنيسة فى وقت لايحترمها و لا ينفذها هؤلاء الرعاة .. لقد تحولت الكنيسة إلى منبر فقط للعظات الرنانة المستحفة للمديح و التصفيق .. أما فعليا فهى ساحة للصيارفة و الباعة يشجعهم و يباركهم الرعاة المباركين..
 
لقد غابت القدوة فى الكنيسة فلم يعد هناك غنمات نقتفى آثارها بل هناك و حوش ضارية نتقى شرها .. لذا وجب على نيافتك أن توصى البابا الجديد بتنمية القدوة فى الأساقفة ليكونوا قدوة للكهنة الذين حادوا عنها و أصبحوا عثرة .. يجب أن يهتم بالتشديد على تفرغ الكاهن للرعاية و السلوك بخوف الله ليكون فدوة و سبب بركة لا عثرة .. فالبزنس يعطل الراعى عن الرعاية و يصبغه بصبغة العالم .. فلا يصح أن يكون كاهنا رئيسا لمجلس إدارة مشروع حتى لو كان مشروعا كنسيا .. فالوصية " أرع غنمى " .. هناك مناطق و لاسيما فى المهجر تحتاج أسقفا يضبط كهنتها و يقومهم و يردهم للسلوك الروحى القويم .. و للرسالة بقية. 
 
Atefgpm2006@yahoo.com 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع