د. عوض شفيق
وتسليم البار إلى قيافا الزعيم الديني والقضائي
- العار على الأمة اليهودية وكل أمة لا تطبق معيار الله الأساسي للقضاء والعدل
- العار كل سلطة تقتل حقوق الأبرياء بقبلات وبشهادات زور من السلطة الدينية والسياسية
- "ليس هناك من يقول الحق، ولا يوجد قاض عادل"


وفى ليلة الخميس، بينما كان يسوع يتعشى مع تلاميذه ، قام يهوذا الإسخريوطي عن العشاء وغادر المكان لينفذ خطته لتسليم يسوع. وتناولت الاناجيل الأربعة باستفاضة قضية تسليم يهوذا الخائن وتسليم دم برئ الى زعيم السطلة الدينية اليهودية/ القضائية بناء على التفاهم السابق المشترك بين يهوذا وقواد حرس الهيكل على علامة يستدلون بها على يسوع من بين تلاميذه. دنا يهوذا من يسوع وقبّله. فخاطبه يسوع بالعبارة المشعور: "أَتخوننى بقبلة يا صاحبى".

الشهادة الزور
وفى تلك الساعة اعتقل الجنود يسوع وساقوه إلى ديار قَيافا رئيس الكهنة ليحاكموه. واجتمع في دارة قَيافا كبار الكهنة، وشيوخ الشعب، والكتبة، مجلس السنهدريم 71 عضوا قضائيا. كان هذا المَجلس يَضُمُّ على كالتَّالي:
أربعةٌ وعشرون مِن رؤساء الكهنة،
وأربعةٌ وعشرون مِن الشُّيوخ،
وثلاثةٌ وعشرونَ مِن الكَتبة بِمَن فيهم رئيس الكهنة فيكون المجموعُ واحدًا وسبعين.
وبهذا يكون العدد فَرديًّا مِن خلال ضَمِّ رئيس الكهنة.

فراحوا كلهم يبحثون عن شهادة كافية تُقدم ضد يسوع ليحكموا عليه بالموت، ولكنهم لم يجدوا.
فقد تقدم شهود عديدون، وكانوا يشهدون زورا عليه، وما كانت شهادتُهم تتفق مع هوى الحاكم .

ثم جاءوا شهود وأخذوا يقولون : "نحن سمعناه يقول: إني سأنقض هذا الهيكل العظيم الذى بَنته أيدى الناس، وخلال ثلاثة أيام أُبنى آخر دون أن تعمل فيه يد". وراقت هذه الشهادة الزور هوى تجار الهيكل وكبار الكهنة وشيوخ الشعب.

فوقف رئيس الكهنة قَيافا في وسط المجلس وسأل يسوع، وقال:
- أما تجيب بشىء عمّا يشهد به هؤلاء عليك؟
أما يسوع فظل صامتاً، وما أجاب بشيء. عندئذ سأله رئيس الكهنة ثانية بصوت عال.
- استحلفك بالله الحى أن تقول لنا أَأَنت المسيح ابن الله المبارك؟

فقل يسوع:
- إن قلت لكم لن تصدقوا، وإن سألت لن تجيبونى.
نعم، أنا هو، وسوف ترون ابن الإنسان جالساً عن يمين الله القدير، وآتياً في سحاب السماء.

فمزق حينئذ قيافا رئيس الكهنة وقال:
- ما حاجتنا بعد إلى شهود، فلقد سمعتم تجديفه (كفره) من فمه! ما رايكم الآن؟
فصرخ الحاضرون في المجلس جميعهم"
- أنه مستحق الموت...إنه مستحق الموت
وحيث كان ينبغي على المجلس فبل اطلاق صيحته من أنه لا حاجة إلى مزيد من الشهود وانه مستحق الموت،   

وحيث أنه وكان يَنبغي النَّظرُ في كلِّ قضيَّة أيضًا أمام الشَّعب. فلم يكن يُسمَح بالقيام بأيِّ عملٍ ظالمٍ مِن وراء أبوابٍ مُغلَقة. وأعتقد أنَّه مِن المدهش جدًّا أنَّه في كلِّ قضيَّة حُكِمَ فيها على المُتَّهم بالموت،

وحيث أنه لا يجوز تنفيذُ حُكم الإعدام إلاَّ في اليوم الثالث. فعلى سبيل المثال، إن تَمَّ إصدار حُكم الموت اليوم، يكون هذا هو اليوم الأوَّل. ويكون اليوم الثَّاني الكامل هو يومُ غدٍ. وعند حُلول صباح اليوم الثالث، يجوز للمجلس أن يَنعقد ليُعيد تأكيد حُكم الموت وإعدام الشَّخص في نفس ذلك اليوم. واليوم المتوسِّط هو اليوم الَّذي يَتِمُّ فيه التحقُّق مِن وجود كلِّ الأدلَّة، وأنَّه لا حاجة إلى مزيدٍ مِن الشُّهود.

وبالمناسبة، كان الشُّهود الَّذين يشهدون ضِدَّ الشَّخص الَّذي يُحكم عليه بالموت هُم الأشخاص الَّذينَ ينبغي أن يَرموا أوَّل حجر عند تنفيذ حُكم الإعدام. فقد كان الشُّهود هُم مُنفِّذو الحُكم.

وبذلك تكون السلطة الدينية اليهودية والقضائية انتهكت انتهاكا جسيما لمعايير الله الأساسية في القضاء والعدل

(انظر سفر الثنية بوجه عام في اصحاحاته وأعداده فى معايير الله الأساسية لنظام القضاء والعدل وكل اسفار العهد القديم والجديد
الإصحاح 17 العدد 7) سِفْر التَّثنية 16: 18-20. والإصحاحات سِفْر التَّثنية 19: 16-19 في الشهادة الزور.