نادر شكرى
دشن الاقباط حملة من أجل الافراج عن جرجس بارومى " ضحية الظلم " ، الذى وقع عليه عام 2009 ، وكل أمالهم أن يتم انهاء حبسه ، ويتم العفو عنه ضمن المفرج عنهم بمناسبة عيد الفطر المبارك ، وانهاء حزن أمه ، ومسح دموعها التى لا تتوقف ليلا ونهاراً من أجل ابنها الذى تأمل ان تحتضنه ما تبقى من عمرها ، بعد رحيل والده قبل عامين .

وكان ملف جرجس بارومى خرج  من سجنه للمرة الرابعة ، لنظر موقف الإفراج عنه ضمن ملفات السجناء الذى يفرج عنهم كل عام ، وتحمل اسرته الآمال أن يعود الملف هذه المرة بخبر العفو عنه ، رغم أن عقوبته سوف تنتهى العام المقبل ، ولكن والدته المريضة مازالت تصلى لكى تحتضن ابنها قبل أن تفارق الحياة ، بعد أن رحل والده العاجز قبل عامين ، دون رؤية ابنه الذى كان ينتظره ليحتضنه ، لتعيش والدة جرجس وحيدة ، وكل أمنيته أن تلتقى ابنها ، وتعيش معه أيامها القليلة ، بعد أن حرمت منه للأكثر من ١٣ عاما .

وناشدت والدة جرجس بارومى السيد الرئيس التدخل للإفراج عن ابنها وان ينظر بعين الاب لها ولمأساتها ، بعد رحيل زوجها وكانت أمنيته لقاء ابنه المحبوس ظلما ، وأنها تعيش فى ألم وحزن وهى تشعر بالخوف أن يداهمها الموت قبل رؤية ابنها .

وصرخت الأم أن ملف ابنها الان خرج للمرة الرابعة ، وتأمل أن يتم الموافقة بالإفراج عن ابنها بعد أن تم الرفض ثلاثة مرات من قبل ، وتابعت قائلا ” نفسى اشوف ابنى واحضنه ، جرجس غلبان ومظلوم والله يسامح كل واحد ظلمه ، وجرجس معملش حاجة ، كفاية عليه العمر اللى راح وهو بيقضى السنة ١٢ شهر مش ٦ شهور ، هو تعب وارحموه كفاية

وبعد خروج ملف جرجس للمرة الرابعة هل يعود بخبر سار لأسرته ، أم سيكون مثل المرات السابقة بالرفض .
.
جرجس بارومي (صرخة مظلوم من خلف القضبان) قضي أكثر من ١٣ سنة من عمره خلف القضبان مظوم ويصرخ الي الجميع ،هو من أسرة فقيرة كان يعمل بائع متجول من قرية الكوم الأحمر مركز فرشوط محافظة قنا في 11 نوفمبر 2009، اتهم بارومي ظلمًا بالاعتداء جنسيًا على فتاة مسلمة وحرر ضده محضر برقم 3257 لسنة 2009 إداري فرشوط، ورغم أن التقارير الطبية اثبتت أنه مريض، إلا أنه كان كبش فداء وضحية لصراعات اجتماعية ودينية استغل المتشددون الحادث وقاموا بالهجوم على الاقباط بعدد من القرى ‏ على مدار 5 أيام متتالية حرق عدد كبير من متاجر ومنازل الأقباط ‏ دفعت أسرة جرجس الثمن بتهجيرها خارج محافظة قنا وحرق ممتلكاتهم.

بارومى لم يتمتع بمحاكمة عادلة خاصة أن محاكمته جاءت بعد مذبحة نجع حمادي التي ارتكبها حمام الكمونى كتصفية حسابات مع أقباط نجع حمادي الكموني، حيث أطلق النيران على الأقباط عشية عيد الميلاد عام 2010 أسفر عن مقتل 6 أقباط وشرطي وتحجج وقتها أنه ينتقم لشرف الفتاه، جاءت محاكمة بارومي وسط أجواء صعبة بإرهاب هيئة الدفاع وحصار للمحكمة ولم يتمكن محامي بارومي من الدفاع عن الشاب العاجز جنسيًا أكد الدفاع وتقرير الطب الشرعي على استحالة قيام الشاب بالواقعة لأنه مصاب بمرض العنة ولضخامة وسمنة جسده ،وفى غمرة أحداث ثورة يناير 2011 صدر الحكم على جرجس بارومى فى مارس 2011 بالحكم المشدد 15 عامًا وغابت العدالة عن ممارسة حقوقه القانونية بتقديم النقض والطعن لظروف ثورة يناير ، جرجس بارومى قضى أكثر من ١٣ عامًأ في محبسه ويعانى من ظروف صحية صعبة قدمت التماسات لطلب العفو الرئاسي عنه نظراً لظروفه الصحية تضمن الالتماس ظروف أسرته لمرض والديه وتقدمهم فى العمر وكان أصيب والده بالشلل عقب الحكم عليه وبعد فترة وتوفى قبل عامين ،و خرج ملف جرجس بارومى اكثر من مرة للنظر فى الإفراج عنه ولكن رفض وناشدت الأم الرئيس السيسى النظر لها بعين الرأفة والرحمة والإفراج عن ابنها قبل أن تفارق الحياة.