Oliver كتبها
- كان باراباس أسيراً .كنا كلنا أسري.و كان باراباس لا ينتظر سوي الموت.و كنا ننتظر معه.كان باراباس مضبوطاً في جرائم كثيرة فتنة و قتل و و كل شرور قطاع الطرق.نحن أيضاً. وقف المسيح و باراباس في نفس المكان لأنه أراد أن يأخذ مكان باراباس. كان باراباس نحن و نحن كنا باراباس.ثم جاء لنا المخلص الواثق و كل ما يصنع ينجح فيه. وقف رؤساء الكهنة يهيجون الشعب كي يختاروا أن يطلق بيلاطس باراباس و يصلب المسيح.

- لم يطلب باراباس الحياة لأنه لم يفكر فى الحياة بل في الموت.لم يطلب الحرية لأنه لم يكن يتوقعها.كان ينظر للمسيح كشخص عجيب.باراباس رجلاً متمرساً في الشر.يعرف كل أودية الظلام.قطاع الطرق أصدقاءه و القتلة معروفون لديه.لم يكن المسيح ممن رآهم و لا سمع عنهم .لم يراه سائراً و لا واقفاً و لا جالساً مع زمرة الأشرار الذين يصاحبهم.كيف جاءوا به إلي هنا؟ لو كان قد فعل شراً لكنت قد عرفته.أنا أعرف الأشرار و هذا الرجل لا أعرفه لأنه بار.لذلك حتماً سوف يختارونه للإطلاق و سأموت أنا؟هذا العيد لموتي حتماً و سيطلقونه.لكن هذا العيد عجيب كان عيد موت يسوع و حريتي.ظننت أنني الأسير الوحيد الذى تحرر يومها لكنني أؤمن الآن أنه الرب الذى أطلق كل المأسورين إلى العتق.لو4 : 18 .لم يكن يتصور باراباس أنه سيكون واحداً من هؤلاء  الأسرى الممكن تحريرهم الذي جاء المخلص ليطلقهم ليعرفوا لأول مرة معنى الحرية و عظمة مجد السيد المسيح. مت 27 :15-26

- كنا في القيود معاً.الرأس مثبتة و الأيدي مكتفة و الأقدام مربوطة و أنا بجملتي كالميت لا حراك لي فلم أقوى حتى على أن أرجو لنفسي الفكاك من هذه القيود.لكنه فكني.بصمته أدانوه و صلبوه و فكوني فالحقيقة أن صمته حررني و صلبه ردنى إلى الحياة.

- فى الوقت الذي فكوا باراباس من قيوده قيدوا المسيح.أوقفوا باراباس في الواجهة و أخذوا المسيح إلى المحاكمة.جلدوا المسيح و هتفوا لباراباس.لم يصدق باراباس عينيه لأن أحداً لم يهتف له منذ ميلاده.صمت باراباس فبماذا يدافع عن نفسه و الجميع يعرف أنه المجرم.صمت باراباس صمت العاجز و صمت المسيح صمت القادر و خلصنا.

- وقف باراباس  مذهولاً بعدما قضى حكم البشر أن يصلب المسيح و يطلق باراباس.لأن الحكم الإلهي قد إختار منذ الأزل أن يصلب المسيح لننطلق جميعنا في حرية مجده.لكن باراباس العاجز لا يدر أين سيذهب و لمن يذهب؟لقد إعتاد أن يسكن البراري كالأرواح النجسة المحبة للخرب.الآن من له فيذهب إليه؟ لا أحد يعرفه فهو سجين منذ زمن حتي نسيه معارفه.الهاتفون لا يعنيهم باراباس بشيء.هم أطلقوه من الحبس كيداً في المسيح و لا أحد يعتني به.

- وقف باراباس بإرادته بعدما هتفوا له بالعفو. و حيث لا مكان يذهب إليه إختار لأول مرة أن يقف ليتأمل المحكوم عليه بالموت بدلاً منه.منذ الآن تعمل معه النعمة الإلهية.المسيح حرره و الروح يدربه ليسير في الطريق.هكذا يحدث لنا بعد التوبة.نتحرر لسبب سر الخلاص العجيب ثم في المحبة نتدرج حتي يستبدل الأسر القديم في سجن الأرض إلى الأسر الجديد فى محبة المسيح.هو اسر إرادى لا عبودية فيه بل بنوة.

- حياة باراباس و حريته تتكرر كل يوم.مع الجميع.في الصلاة نقف ليتم إستبدال باراباس الذى في داخلنا بالمسيح المخلص.تنفك قيودنا على حساب دمه.فى سر الشكر نأخذ المسيح و نشبع بخلاصه فيتهلل الداخل فينا . تتغير مقاصدنا و أهدافنا حين نقف وجهاً لوجه قدام السيد الرب. قدام الصليب تتبدل المواقع فنأخذ ما لا حق لنا فيه لكنها عطية مخلصنا المجانية.قدام الصليب وجد كل باراباس رجاءاً لم يخطر بباله.