الأقباط متحدون - لا نطلب منه بل نطلب له
أخر تحديث ٠٧:٥٤ | الجمعة ٢ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٢ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لا نطلب منه بل نطلب له

بقلم: د. رافت فهيم جندى    
 عندما تولى الملك سليمان الحكم بعد ابيه داود تراءى له الرب الإله فى المنام وسأله عما يطلبه، فطلب سليمان من الرب أن يعينه على قيادة الشعب كما قال لنا سفر ملوك الأول "فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْبًا فَهِيمًا لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا؟"
وحسن فى عينى الرب ان سليمان لم يطلب شيئا لنفسه فقال له "هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ".

 ولقد اعطى الرب سليمان من الحكمة ما لم تسمع عنه جميع ملوك الأرض واعطاه ايضا روح النبؤة فكتب اسفار الحكمة والامثال التى تنبأ فيها عن السيد المسيح والتى نتداول حكمتها إلى اليوم، وربما قال الناس وقتها من سيكون سليمان هذا؟ وكيف سنقارن سليمان بعظمة ابيه داود؟ ولكن عطاء الرب ليس له حدود.
فى هذه الأيام نتطلع للأختيار الإلهى للبطريرك الـ 118 والكثيرون يقولون أنه سيكون مظلوما فى مقارنته بعديد المواهب المتنيح قداسة البابا شنودة، ومن يقول هذا قد لا يعلم عطايا الرب الإله الذى يعطى بسخاء للذين يطلبون الصلاح، تماما مثلما فعل مع سليمان مقارنه بأبيه داود.

ولقد احس معظم الشعب القبطى مقدار الحكمة والحزم التى اعطاها الرب الإله للقائم مقام نيافة الأنبا باخوميوس خلال الشهور الماضية منذ نياحة قداسة البابا شنودة فى مارس الماضى.

 لكل وقت له ما يناسبه من الأشخاص، فكما قاد موسى النبى الشعب بمواهبة التى اعطيت له للخروج من مصر، قاد يشوع بن نون بمواهب مختلفة نفس الشعب لدخول أرض الميعاد، وكما كان القديس البابا كيرلس الهادئ الروحانى فى عهد عبد الناصر الذى اتسم فى العموم بالسلام الأجتماعى للأقباط، وجب وجود قداسة البابا شنودة معلم الأجيال فى عهد التوترات العنيفة ومذابح الأقباط والهجوم العقيدى عليهم ايام السادات ومبارك، وايضا سوف يعطى الرب الإله المواهب الخاصة للبابا القادم الـ 118 بما يناسب ما هو آتى ايضا.

 كل من ينادى بابتعاد البابا الجديد عن السياسة هو يتهم قداسة البابا شنودة بما لم يكن فيه، فلم يكن قداسة البابا شنودة سياسيا، ولكنه كان انسانا وطنيا متفاعلا مع احداث الوطن ومنها الغبن البين الواقع على الأقباط، وبينما كان مبارك على سريره فى السجن منبوذا من الكل كان يشاهد عظمة وداع قداسة البابا شنودة، هذا الذى تفنن فى خلق المشاكل والاهانات له، وايضا القتل والتشريد للأقباط فى عصره، وكما شاهد العالم باجمعه عظمة وداع البابا شنودة شاهد نفس العالم قبلها مبارك وهو يلعب فى مناخيره فى قفص الأتهام، وعندما نطق القاضى بالحكم على مبارك قائلا له "انك لم تتآمر على قتلهم ولكن كان فى مقدروك حمايتهم ولم تفعل" وكأن القاضى كان يتكلم على ما حدث تماما للاقباط فى وقت مبارك، ولن يتعظ مرسى ولا باقى عصابته وسيلاقون نفس مصير مبارك اذا ما استمروا فى بغضتهم الشيطانية التى تشبعوا بها حتى الثمالة من شيطانهم الأكبر.

 البابا القادم سيتحرك ايضا بمعونة من الروح، ونحن لا نطلب منه ولا به شيئا لنا، بل نطلب له أن يعضده الروح فى كل ما يفعله.

رئيس تحرير الأهرام الجديد


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع