الأقباط متحدون - القرعه الهيكليه طريقه انجيليه صميمه للاختيار
أخر تحديث ٠٥:٣٥ | السبت ٣ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٣ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

القرعه الهيكليه طريقه انجيليه صميمه للاختيار


بقلم: ماجد ميشيل عزيز
من اروع الاشياء في طريقه اختيار البابا البطريرك انها طريقه انجيليه صميمه تعتمد علي الايمان و الاتكال علي الله و الصوم و الصلاه و ليست  مجرد قرعه حظ  و نصيب انما هي مصحوبه باسترحام الله و طلب لمعونته و ارشاده و ليس رجال الكنيسه الحاليين من اخترعوا هذه الطريقه بل  تم اختيار  احد تلاميذ السيد المسيح المخلصين ليكون من التلاميذ الاثني عشر بديلا ليهوذا الخائن بعد انتحاره بهذه  الطريقه في العهد الجديد و كانت المشكله امام التلاميذ و الرسل ان السيد المسيح هو من اختار تلاميذه بنفسه فكان يقول لاي شخص يختاره اتبعني فيتبعه و المسيح  لم يكن حاضرا معهم بجسده بعد صعوده ليختار  و هم ارادوا ان يكون  حاضرا معهم ليختار بنفسه  فارشدهم الله الي فكره 
القرعه التي كان معمولا بها فعلا في العهد القديم في الامور الكهنوتيه و نحن نعلم ان السيد المسيح قال ما جئت لانقض بل لاكمل و نعود الي النص في سفر الاعمال :  ( فاقاموا 
 
اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس ومتياس. 24 وصلّوا قائلين ايها الرب العارف قلوب الجميع عيّن انت من هذين الاثنين ايا اخترته. 25 ليأخذ قرعة هذه الخدمة 
والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب الى مكانه. 26 ثم ألقوا قرعتهم فوقعتة القرعه على متياس فحسب مع الاحد عشر رسولا”) اع 23:1-26
اذن هذه الطريقه طريقه انجيليه و ليست من اعمال الناموس التي ابطلها العهد الجديد كضروره ختان الذكور ليصير الانسان ضمن شعب الله الذي  كان رمزا للمعموديه في العهد الجديد و هناك مرحله قبل القرعه عندما اقاموا اي انتخبوا يوسف و  متياس الذي صارمن الاثني عشر بعد ذلك اي ان حتي مرحله الانتخاب قبل القرعه قام بها الاباء الرسل و كانوا حوالي  120 فرد  اع  1: 15 و هم اقرب  تلاميذ المسيح و هم الذين اتفقوا علي الاسمين الذين دخلا القرعه   
و عند تقسيم ارض الميعاد علي يد نبي الله يشوع ابن نون تم التقسيم بالقرعه بامر من الله لنبيه موسي و لم تكن فكره من اختراع النبي نفسه و يتضح ذلك من الاتي :( 1 فَهذِهِ هِيَ الَّتِي امْتَلَكَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي مَلَّكَهُمْ إِيَّاهَا أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَرُؤَسَاءُ آبَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
نَصِيبُهُمْ بِالْقُرْعَةِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى لِلتِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْط   ) يش14 :1-2 
 اذن قرعه تقسيم ارض الميعاد كانت بامر الهي من الله لموسي  النبي ثم انتقلت الوصيه الي يشوع النبي لينفذها 
و في سفر الامثال نجد ان القرعه ليست حظ عشوائي انما هي بترتيب الهي: ( القرعة تلقى في الحضن، ومن الرب كل   حكمها ) ام 16 :33  اذن الموضوع ليس حظ و لا عشوائيه انما طلب لحكم الله طالما مرفقه بالصلاه و الصوم    ونجد ايضا في نفس السفر ( القرعة تبطل الخصومات     وتفصل بين الاقوياء ) ام 18:18 
 
اذن القرعه ايضا تبطل الخصومه لان ليس بعد حكم الله حكم للبشر فاذا اقتربت اصوات الناخبين من بعضها و صارت الفروق قليله لا سبيل الا القرعه    
حتي يتوحد انصار كل مرشح خلف الذي اختاره الله اما اذا تركنا الامر للاصوات الانتخابيه فقط ربما شعر انصار احد المرشحين بالظلم لانه لم يبذل جهدا في الدعايه لنفسه او اي سبب يجعلهم يظنوا انه ظلم فنبدا في دائره من الصراعات بين انصار المرشحين و انقسامات لا داعي لها من هنا فالقرعه وقايه من الانقسامات و التحزبات و اداه للتوحد خلف الاختيار الالهي
 و ربما يعتقد البعض لاي سبب في نفسه ان الله قد لا يسمع لشعبه و صلاته و هذا غير منطقي لان الله  سمع صوت البحاره  و الركاب غير المؤمنين في قصه يونان  الذين القوا قرعه ليعرفوا من  هو المتسبب في هياج البحر عليهم ووقعت القرعه علي يونان النبي :( قال بعضهم لبعض هلم نلقي قرعا لنعرف بسبب من هذه البلية فالقوا قرعا فوقعت  القرعة على يونان ) يو  7:1..و  عندما القوا يونان في البحر صار هدوء في البحر بعد  اقتراح يونان  و هدات العاصفه اذن قبل الله منهم الصلاه و التضرع  و القرعه و ارشدهم الي الانسان الذي تسبب  في هياج البحر عليهم 
 
 و ليس فقط  حاله يونان النبي فهناك   الامور الكهنوتيه خصوصا فكان يتم تقسيمها بالقرعه مثل النظام الذي اسسه داود النبي لعمل خدمه الكهنه ابناء هارون الكاهن في هيكل سليمان  كما في سفر اخبار الايام  الاول  : ( وَانْقَسَمُوا بِالْقرعَةِ، هؤُلاَءِ مَعَ هؤُلاَءِ، لأَنَّ رُؤَسَاءَ الْقُدْسِ وَرُؤَسَاءَ بَيْتِ اللهِ كَانُوا مِنْ بَنِي أَلِعَازَارَ وَمِنْ بَنِي إِيثَامَارَ.6 وَكَتَبَهُمْ شَمَعْيَا بْنُ نَثَنْئِيلَ الْكَاتِبُ مِنَ اللاَّوِيِّينَ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ وَصَادُوقَ الْكَاهِنِ وَأَخِيمَالِكَ بْنِ أَبِيَاثَارَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ لِلْكَهَنَةِ  وَاللاَّوِيِّينَ. فَأُخِذَ بَيْتُ أَبٍ وَاحِدٍ لأَلِعَازَارَ، وَأُخِذَ وَاحِدٌ لإِيثَامَارَ. فَخَرَجَتِ الْقُرْعَةُ الأُولَى لِيَهُويَارِيبَ. الثَّانِيَةُ لِيَدْعِيَا ) 1 اخ 5:24-7
 
 و استمر العمل بالقرعه حتي زمن زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان فنجد في انجيل معلمنا لوقا الاتي :( فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،
 حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ) . لو 1 : 8-9 
 
اذن استمر العمل بالقرعه في اعمال الكهنوت من زمن داود النبي الذي اسس قواعد العمل بالهيكل الي زمن  زكريا الكاهن في العهد الجديد و الد يوحنا المعمدان   و  امتد الي زمن رسل السيد المسيح في سفر اعمال الرسل حين تم اختيار متياس الرسول  . اي استمر في زمن كهنوت العهد    الجديد بل و استمر بعد اختيار متياس الرسول الذي ذكر كنموذج فقط فلم تذكر جميع الحالات ففي حاله سيمون الساحر الذي حاول  شراء الكهنوت بالمال يجيبه الرسل بالرفض و يقول له   القديس  بطرس :(  لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ   مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. )  اع 8: 21   اذن كان الاختيار لخدمه الكهنوت يتم بالقرعه كحاله متياس الرسول لذلك لم  يريد رسل المسيح  مجرد ان    يدخلوا سيمون الساحر في القرعه لانه اراد الخدمه الكهنوتيه  بالرشوه و لا تنطبق عليه الشروط و ليس  صحيحا ان  الباباوات السابقين من  الاقباط لم يتم ا ختيارهم كلهم بالقرعه فهذا تقليد قديم من زمن كنيسه الاباء الرسل  لكن كتب التاريخ لا تذكر دائما طريقه اختيار البابا بالانتخاب  فقط ام بالقرعه   و قد جربنا القرعه الهيكليه مرتين في العصر الحديث كان اولها حاله القديس البابا كيرلس السادس و الذي كان ذو مواهب روحيه عظيمه ما زال اثرها باقيا حتي الان فقد وهبه الله موهبه شفاء المرضي و النبؤه و اخراج الشياطين منذ كان راهبا و طوال سنوات خدمته  الاثني عشر كاب بطريرك و كان زميلاه في القرعه ابوين فاضلين يتميزان بالفضيله و القداسه و قد تمت رسامتهما اسقفين بيد قداسته لكن لم يكونا في نفس مواهبه  الروحيه الفائقه اما الاب الاخر فهو ابينا الحبيب قداسه البابا شنوده الثالث ذهبي الفم و القلم الذي اعطاه الله موهبه الوعظ و الكتابه و التعليم الارثوذكسي و ليس في جيله من كان اوفر منه موهبه تعليميه حتي انه كان يعظ في البطريركيه قبل ان يصير بابا  و هو  اعظم واعظ  و كاتب في كنيستنا في القرن العشرين و من ادله رضاء السماء علي هذين الابوين الجليلين ظهور سيدتنا العذراء علي قباب كنائسنا في فتره حبريتهما  و الجدير بالذكر انها ظهرت ايضا لانقاذ القديس متياس الرسول اثناء سجنه مع   المؤمنين في بلد بعيد عن اورشليم و انقذته من السجن و هي معجزه العذراء حاله الحديد 
,وهذا هو التلميذ  الذي اختاره الله بالقرعه  بديلا عن يهوذا كما اختار ابوينا الجليلين القديسين   بالقرعه و سيختار ابينا المكرم  القادم باذن الله 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع