الأقباط متحدون - بابا الاقباط الجديد سوف يحدد مصير مصر
أخر تحديث ٠١:٤٦ | السبت ٣ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٣ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بابا الاقباط الجديد سوف يحدد مصير مصر

بقلم: صبحى فؤاد
لا احد يستطيع انكار  ان البابا القبطى الجديد سوف يتولى مهام مسئوليته كرئيس وراعى وخادم لكنيسته واتباعه  المسيحيين المصريين فى ظروف صعبة للغاية لم تشهد مصر مثلها فى تاريخها الحديث.

وياتى تزامن انتخابه  خلفا للراحل العظيم البابا شنوده  الثالث مع وصول جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين الى السلطة فى مصر ومحاولتهم كتابة دستور جديد يفرضون من خلاله احكام الشريعة الاسلامية على المصريين .بالاضافة الى محاولتهم التضيق على الاقليات الدينية بكافة الطرق والوسائل  التى وصلت فى بعض الاحيان الى درجة الاعتداء على دور عبادتهم وممتلكاتهم واجبار بعضهم على ترك منازلهم.
 
لاشك ان الظروف السيئة التى تعيشها مصر حاليا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا والضغوط التى يقوم بها المتأسلمين والمتشددين السلفيين على المسيحيين بصفة خاصة والمصريين بصفة عامة تعطى مؤشرات قوية بان البابا الجديد سوف يجد نفسه منذ اللحظة الاولى فى ظروف وبيئة واوضاع ساخنة جدا لا يحسد عليها ابدا ورغم هذا الاقباط ينتظرون منه الكثير سواء فيما يخص الكنيسة نفسها  اوالتغيرات التى ينادى بادخالها بعضهم او بخصوص مطالبهم الحقوقية والقانونية والدستورية وهى امور كلها فى يد الدولة اجلا او عاجلا سوف تدخله فى مواجهة وصدام معها ومع جماعة الاخوان التى تقودها وقد واعلنت من قبل مرارا وتكرارا بانها تسعى وتعمل على اعادة دولة الخلافة الاسلامية وتطبيق قوانين واحكام الشريعة فى مصر .
 
 صراحة اننى اشفق على البابا الجديد مما ينتظره  من ملفات ومشاكل كثيرة صعبه تراكمت عبر السنين ولم يعد ينفع السكوت عليها او التقليل من شأنها مثل مشكلة عدم التصريح او السماح ببناء الكنائس واختطاف البنات الصغيرات واجبارهن او اغراءهن على دخول الاسلام وارتفاع حده الخطاب الاسلامى مؤخرا لدرجة بلغت التحريض العلنى على قتل غير المسلمين وطردهم خارج مصر وتكفيرهم يوميا عبر وسائل الاعلام المختلفة وميكروفونات بعض المساجد .
اننى اخشى ان اقول  ان البابا الجديد سوف يكون امامه اخياران لا ثالث لهما :
الاختيار الاول هو ان يقف بقوة ويطالب الدولة نيابة عن اكثر من عشرين مليون مصرى مسيحى ان تعطيهم نفس الحقوق التى تعطيها للمصريين المسلمين مثلما هو الحال مع الواجبات والتضحيات ..اى العدل والمساواة بين الجميع وللجميع وهو حق دينى وشرعى وانسانى وقانونى اقرته مصر ووقعت عليه فى الامم المتحدة .. فلايعقل ابدا ونحن نعيش فى القرن الواحد والعشرين ان يستأذن رئيس الكنيسة ان يصلح دورة مياة  او شباك او حائط او سقف كنيسة على وشك الانهيار .. ولايعقل ايضا ان يكون هناك مئات الالوف من دور العبادة الاسلامية بنيت بلا تصريحات على اراضى كانت مملوكة للدولة واذا فكر المسيحىن فى بناء كنيسة يعلن الحرب عليهم المتطرفين المتأسلمين وتستسلم لهم الدولة وتصادر حق المسيحى فى اقامة دور عبادة له !!
 
لابد للبابا الجديد ان يسمى الاشياء باسماءها ويرفض جلسات المصاطب مهما كانت الضغوط التى سوف يمارسها رجال الامن والدولة عليه وبدلا من ذلك عليه ان يطالب بقوة بتفعيل وتطبيق القانون بلا تحيز او تميز او عنصرية حتى لا تتكرر مجازر وماّسى الماضى ضد الاقباط وضياع حقوقهم القانونية والشرعية .
لابد له ان يطالب الدولة بالحيادية والشفافية فى تعاملها مع جميع المصريين وليس بناء على هوية المواطن الدينية.
 
اثق انه لو فعل هكذا فربما يكون هناك امل فى انقاذ مصر من المستقبل الاسود التى ينتظرها على ايادى الظلاميين والمتطرفين المتاسلمبن وتجار الدين . ولا استبعد ان يجد جميع الاقباط وملاين المسلمين المعتدلين بجواره يعضدونه ويقفون معه وقفة رجال شجعان حتى تسترد مصر وعيها وحريتها وتعود السماحة كما كانت فى القديم تسود العلاقة بين جميع ابناءها . 
 
اما الاختيار الثانى امام البابا الجديد فهو الاختيار السهل الا وهو ان يسير بجوار الحائط ويستمر فى سياسه المهادنة مع الدولة ويلعب دور المهدىء او رجل الاطفاء الذى يتفرغ فقط لاطفاء الحرائق التى تشعلها الدولة احيانا والمتطرفين احيان اخرى لمصالح تخصهم . ولو فضل البابا الجديد ان يكون هذا اختياره  فمن المؤكد فى هذه الحالة ان احوال الاقباط سوف تزداد بؤسا ومعاناة  وتدهورا اكثر مما كانت عليه من قبل فى ظل وجود هذا الحكم الاخونجى  السلفى الدينى العنصرى الذى تعضده الولايات المتحدة الامريكية بقوة ويحظى بدعم وتأيد دول اجنبية اخرى يرون فوائد ومصالح لهم فى وجود الحكم الدينى الفاشى فى مصر.
 
خلاصة القول هو ان البابا الجديد فى مصر سواء شاء او لم يشأ سوف يحدد مصير مصر لعشرات السنوات القادمة فاما ان يقف ومعه ملايين المصريين من اقباط ومسلمين امام مخطط اسلمة الدولة وافشال محاولات الاخوان والسلفيين والامريكان تحويلها الى دولة فاشلة مثل السودان وافغانستان وباكستان والصومال او الاستسلام للامر الواقع وقبول الرضوخ والاذعان للظلاميين والاخوان المسلمين ودولة الرئيس مرسى العياط الذى نراه يوميا يتصرف ويتكلم كما لو انه خليفة المسلمين وليس رئيسا لكل المصريين حتى قبل ان يتمكن مرشده من اعادة بناء دولة الخلافة من جديد !!
 
اخيرا نصلى الى الله من اعماق قلبوبنا ان يعطى البابا الجديد القوة والعون والصبر والصحة والحكمة لكى ينجح ليس فقط فى قيادة الكنيسة ورعاية شعبها وانما فى قيادة مصر كلها نحو الخير والسلام والاستقرار ووحده جميع ابناءها . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter