الأحد ٤ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
في الجزء الأول من المقال أشرت لتعريف "الدول الفاشلة" على أنها تلك الدولة التي لا تستطيع القيام بالوظائف الأساسية المنوطة بها (توفير الأمن، تقديم الخدمات العامة، إدارة آليات السوق، الإدارة الكفء للتنوع الاجتماعي في الداخل بل وتوظيفه) حسب تصنيف مجلة السياسة الخارجيه الامريكيه ، وتناولت حديث الرئيس محمد مرسي حول حجم الفساد فى البلاد الذي لم يكن يتوقعه أحد، وإنه متأصل ومتجذر، معتبرًا أن مصر تحتاج نحو ١٠ سنوات لتنهض، وتكون دولة قوية ورائدة فى المنطقة، بحسب ما نقله مشاركون فى اللقاء.وأشار إلى أن «رؤوس فساد من النظام السابق مازالت تعمل فى الخفاء، وتشكل ثورة مضادة، لإجهاض أى تقدم لمصر»، كاشفًا عن أن «أجهزة الأمن ألقت القبض على نحو ٦٠٠ فرد فى جمعة كشف الحساب، واعترف بعضهم بأنه تقاضى ألف جنيه لإثارة الفوضى». ..
وكان من بين التعليقات على المقال صديق موقع أقباط متحدون المتابع بوعي لمعظم ما ينشر على صفحات موقعنا الرائع " سيد سابق " الحديث عن الفشل في معالجة قصور الأداء الأمني ، قال : الوضع الامنى حدث و لا حرج.ففى عملية مدينة نصر الأخيرة بالحى العاشر منطقة المثلث تناقلت وسائل الإعلام أن قائد تنظيم القاعدة فى مصر و شمال افريقيا هو "محمد الكاشف" و هو المسئول عن عملية بنغازى الذى راح ضحيتها السفير الامريكى و آخرين.و المتهم "محمد الكاشف" هو أحد المفرج عنهم من السجون المصرية بعفو رئاسى من الرئيس مرسى.فهل يعقل ان شخص مثل هذا يتم الافراج عنة بسهولة و بعفو رئاسى ...!!!! ألم يتم دراسة ملفة الأمنى ...؟؟؟؟؟ ألم يكن من المعروف إنتمائة و ميولة الفكرية ....؟؟؟؟خرج فى الزحمة و لا إية ....!!! بخلاف ان بعض التقارير الأمنية تشير إلى إنتقال القاعدة من سيناء الى القاهرة .... فهل تصبح القاهرة عاصمة الإرهاب "الغبار الاسود" و تكون تورا بورا...؟؟؟ .. هذا بخلاف أن حكومة قنديل لا يوجد أى تنسيق بين الوزارات .... فكل وزارة تكاد تكون حكومة مستقلة.فأين الترابط و تنسيق العمل للوصول إلى أهداف الحكومة المشكلة ...؟؟؟؟؟ ..لن ينقذ مصر و شعبها العظيم إلإعلان الاستراتيجية المصرية التى تقوم البرامج الرئاسية بتنفيذها و تطوير الوسائل اللازمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية و عدم الخروج عنها...
نعم صديقي العزيز سيد سابق ، وأعتقد أن قرار الإغلاق المبكر للمحلات بدون دراسة كعهدنا مع حكومات الفشل سيزيد من أعباء الجهاز الأمني ، حيث زيادة عدد ساعات الهدوء الليلية ..
في الدولة الفاشلة يكون التردد مثل ما حدث في إصدارتلك القرارات ، ثم التخبط فى تحديد موعد التنفيذ والإرجاء لحين إعداد اللائحة التنفيذية ، يحدث في الغالب لعدم وجود دراسة كافية حول المشكلة .. لقد قال أحد الخبراء : إن ما يجرى الآن لعب هواة وليس محترفين، لأن القرار سوف ينتج عنه غلاء وتضخما مضاعفا، ويفتح الباب للاقتصاد السرى والسوق السوداء، ويخالف قانون الغرف التجارية، والذى ينص على ضرورة موافقة الغرف التجارية على القرار، وهو الأمر الذى لم يحدث، وشدد على ضرورة العدول عن القرار، لأنه سوف يؤدى لأزمة بالغة الخطورة، ويصعب تدارك تبعاتها فى الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد، وناشد كل تجار مصر الشرفاء مواجهة القرار بالعصيان المدنى المشروع والتدخل- انضمامياً- فى القضية، حينما تحدد جلسه لنظرها حتى يدرك مصدرو القرار أنهم يمارسون نفس سياسة المعاندة التى كان ينتهجها النظام السابق.
مثال أخر للدولة الفاشلة ، تصريح اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد المسيحيين في مصر5 مليون و130 ألفا، وعندها تساءل الأنبا باخوميوس القائمقام الخبير في مجال الإدارة ساخرا "هل هذه إحصاءات أقباط شبرا (ضاحية بالقاهرة) أم مصر؟ وما مدى حقيقة هذه الأرقام؟" مطالبا بتقديم إحصاءات مفصلة لعدد المسيحيين في كل محافظة للرد عليها وتوضيح المعلومات المغلوطة. وتساءل الأنبا باخوميوس في تصريحات لـ/إم سي إن/: عن دلالة هذه التصريحات في هذا التوقيت الذي تمر به مصر بتحولات هامة، وشهدت بعض التوترات الطائفية، مؤكدا أنها معلومات غير صحيحة رغم التزام المسيحيين دائما بتحديد النسل. وأضاف "هل يعني هذا التصريح أن مصر أصبحت طاردة لأبنائها المسيحيين وأن الأعداد تقل نتيجة هجرتهم، وأنه يقدم رسالة للعالم أن مصر تتسبب في تهجير أبنائها؟". وتابع الأنبا باخوميوس "هذه التصريحات غير محسوبة وليس من الحكمة تفتيت الوطن بتقديم معلومات غير موثقة ويمكن الرد عليها اذا ما تقدم بإحصاءات تفصيلية عن المحافظات المختلفة، ويجب النظر فى المقام الاول لمصلحة الوطن وبنائه فى هذا التوقيت، لأن في النهاية المسيحيون مواطنون مصريون".
في مقال هام للكاتب الصحفي أسامة سلامة يقارن فيه بين حال الكنيسة في الفترة الانتقالية وحال الوطن في فترة مماثلة ، تحت عنوان "الكنيسة تنجو من مصير الوطن " يقول : وضعت الكنيسة الأرثوذكسية قدمها على الطريق الصحيح، استطاعت لجنة الانتخابات البابوية أن تقوم بأهم خطوة لإنقاذ بيت الرب من مستقبل غامض وضبابى، سيذكر التاريخ الكنسى والوطنى أن لجنة من 19 مسيحيا صالحا يقودها قائمقام بطريركى صالح استطاعت أن أن تتخذ قرارا جريئا، تَشكك كثيرون فى قدرتها على إصداره.."
في حديث عن الإدارة وأهمية العمل وفق تراتبية إدارية وإعمال آلية التفويض للصلاحيا ت ، ذكرنا نيافته بفعل كليم الله موسى " وَاخْتَارَ مُوسَى ذَوِي قُدْرَةٍ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَجَعَلَهُمْ رُؤُوسًا عَلَى الشَّعْبِ، رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ، وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ، وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ، وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ." في العهد القديم ، وبماجاء في العهد الجديد ، وقول السيد المسيح" فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." و"اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا."