الجزء الثالث شاهدات القيامة 
Oliver كتبها
- لم يخرج أحد منذ أمس.الزلازل أربكت و أرعبت الناس.لا أحد ينكر علاقة إنقلاب الطبيعة على الناس و إنقلاب الناس على المسيح.الكل يقولون نحن سبب هذه الكارثة.ويلنا لأننا نحن الذين أسقطنا حجاب الهيكل بأفعالنا.منذ الأمس يقرعون الصدور و اليوم يرتطمون بأبوابهم و الحجارة المتهاوية تدمر البيوت المتناثرة على جنبات التل.
 
-لم تكن المريمات تتخيل كيف إمتلأ الوادى بالحجارة المتساقطة من أعلى جبل الجمجمة.الطريق الوحيدة إلى القبر تكاد تكون مسدودة.كانت المريمات تتسائل من يدحرج الحجر عن باب القبر .الآن يتسائلن أكثر من يدحرج هذه الأحجار الكثيرة عن طريقنا للمسيح.قالت مريم يا سيد لو كنت ههنا ما سألنا تلك الأسئلة.
-فى كل خطوة للمسيح يكتسبن خبرة جديدة.كلما زادت الأحجار فى الطريق تظهر النعمة بقوة أعظم.
 
- تتقافز المريمات وسط الحجارة المتناثرة غير عابئات بوعورة الطريق. أصابع أقدامهن تصطدم كل بضع خطوات بشظايا الأحجار و هن فى الطريق إلى المسيح بشجاعة. لاطريق خالية إلا من الأحجار.الظلمة تزيد من سقطات تعثر المريمات.لكنهن حريصات للغاية أن يصلن بالحنوط إلى الجسد.وحدهن فى الطريق و من بعيد تأتى أصوات جند رومانية لا تدرى إن كانت تصيح أم تصرخ.تنادى أحداً أم تستغيث.فالمريمات لا تعرفن اللغة الرومانية.
 
-وصلت المريمات إلى القبر.شكروا الله إذ وجدوا  الزلزال قد أطاح بالحجر عن باب القبر أيضاً.وضعن الأطياب و الحنوط و قلوبهن تعتصر.فهذه هى لحظة المواجهة مع المسيح المدفون.سندخل لنرى الجبار مدفوناً.تجرأت المجدلية و تقدمت خطوة واحدة و تسمرت مثل بقية المريمات.كانت تسبح و تصرخ فى آن معاً,قال لها نيقوديموس تسبحة الثلاثة تقديسات.فصارت تردد قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت أرحمنا.إستولى على العقل دهشة.فلم تتسمر الأقدام وحدها بل الأفكار أيضاً تسمرت.
 
- لحظات دارت قدام المريمات غيرت الحال ليس عند القبر فحسب بل فى الوجود كله.كان الظلام باق لكن نوراً إنبعث من القبر بغتةَ و أضاء المكان كله.حتى أن المريمات لم يحتجن للدخول إلى القبر للتأكد أنه خالِ.فالقبر منفتح على أخره والجسد ليس ههنا. لم تلتفت المريمات للنور إذ أن عيونهن كانت زائغة تبحث عن الجسد الغائب.لا شيء هنا سوى بضع لفائف,هل جئنا متأخرين؟صرخت المجدلية بيأس ليس هو ههنا.لقد أخذوا سيدى.يا لضياع الأمل.
 
-بقية المريمات إنهرن فى البكاء.الجنود الرومان يجرون بعيداً فى إتجاه الشرق حيث الهيكل و القصرخلفه..لا شيء صار على حاله. وضعت المريمات ما يحملن على الأرض.درن حول أنفسهن.ماذا بعد؟ ماذا نفعل؟إنتبه فيهن كل شيء رغم السهر و التعب.بكل قواهن وقفن لا يدرون ماذا يفعلون.
 
-ظهر ملاكان.ظهر إنسان.ظهرت أنوار.ظهر بستانى.ظهورات تتوالى .تظهر و تختفى .ضاعت الأحزان وسط الظهورات.بدأ فكر جديد.ليس فيه شيء مما مضى.وقفت المريمات يتبادلن الأنظار كأن كل واحدة تسأل الأخرى بعينيها.هل ترين ما أرى؟ كل واحدة تهز رأسها بنعم دون كلمة.إنتشر بينهن اليقين بأن ما يحدث هو فوق الفكر.لكننا نراه الآن. يحدث قدامنا و نحن قدامه مندهشون. 
 
- قيامة المسيح ملك المجد لها فى كل إنسان قوة خاصة.تأثير مختلف.فعالية يفصلها الله تفصيلاً يناسب قدر إيمان و اتساع قلب كل إنسان.لذلك كان وقع ما يرون مختلفاَ.كل واحدة وجدت إجابة لأسئلتها الخاصة.
 
- تقدمت المجدلية قليلاً عند جانب القبر.كانت معها أخت العذراء, على ذاك الجانب رأتا المسيح أولاً .لم يفعلا شيئاً إلا السجود عند قدميه.لا يجرؤان حتى على النظر إليه.أمسكتا بقدميه.صمت الكلام.سكتت الدموع.انسحب العقل مستسلماَ.هتفت الروح أنا قدام المسيح القائم.
و للرواية بقية