في أوج الحرب الباردة.. قدمت هوليوود 1966 فيلما كوميديا جميلا وشهيرا بعنوان «الروس قادمون».. غواصة روسية توقفت أمام سواحل نيو إنجلاند الأمريكية وأرسل قائدها تسعة من رجاله للبر يبحثون عن وسيلة لإنقاذ الغواصة، فتخيلهم الأمريكيون جنودا جاءوا لاحتلال بلادهم وبدء الحرب العالمية الثالثة.. وبعد 57 عاما.. ردد الأوكرانيون في الحقيقة ما سبق أن قاله الأمريكيون على شاشة السينما.. ففى بطولة العالم للجودو التي ستبدأ اليوم في الدوحة.. وبعدما سمح الاتحاد الدولى للعبة منذ ثمانية أيام بمشاركة لاعبات ولاعبى روسيا في البطولة.. انسحبت أوكرانيا وقال مسؤولوها إنهم لن يشاركوا في بطولة فيها جنود من روسيا حملوا السلاح وقتلوا الأوكرانيين.. ورغم أن الروس سيشاركون في هذه البطولة بدون علم بلادهم.. ومن المؤكد أن اللاعبين الروس لم يسافروا إلى الدوحة يحملون السلاح يريدون الحرب بدلا من الفوز بالميداليات.
 
والمؤكد أيضا تفهم الغضب الأوكرانى وكل هذا التوتر والصراخ باعتبار البطولة التي ستبدأ اليوم هي أول بطولة رياضية كبرى يشارك فيها الروس منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية العام قبل الماضى.. وبالمصادفة تكون المشاركة الرياضية الروسية الأولى في بطولة العالم للجودو.. اللعبة المفضلة للرئيس الروسى بوتين الذي كان أحد أبطالها قبل رئاسة روسيا ولا يزال يلعبها بمنتهى الجدية حتى وهو رئيس.. وسبق أن حكى لى ماريوس فايزر، رئيس الاتحاد الدولى للجودو، عن صداقته مع الرئيس بوتين، وكيف اعتاد رئيس الاتحاد الدولى السفر كل أسبوع إلى موسكو ليلعب الجودو مع الرئيس الروسى.
 
ورغم ذلك اضطر ماريوس فايزر مثل باقى رؤساء الاتحادات الدولية لاستبعاد الروس من بطولاته ودوراته، وتم سحب لقب الرئيس الشرفى للاتحاد الدولى للجودو من الرئيس بوتين.. لكن لم يكن للصداقة القديمة دور في هذا القرار الجديد الذي لم يعلنه الاتحاد الدولى إلا بعد أن أيدته اللجنة الأوليمبية الدولية.. لجنة لا تزال تحاول تجاوز أي خلافات سياسية وعسكرية، وعودة الروس للمجتمع الرياضى الدولى، لكنها لا تزال تتعرض لضغوط غربية هائلة حتى لا تواصل محاولاتها.. وحرص ماريوس فايزر أن يعلن في الدوحة رؤيته للرياضة كوسيلة للسلام وليست أداة للحرب، وأن ما تفرقه المصالح والمطامع والسلاح يمكن أن تجمعه الرياضة.
 
ورغم انتقاد بعض الدول لهذا القرار- مثل بولندا أو جمهورية التشيك- إلا أنها شاركت في البطولة لتكون من بين 99 دولة أرسلت 314 لاعبة و344 لاعبا للمشاركة في بطولة العالم التي تبدأ اليوم وتستمر سبعة أيام.. وقبل أن تبدأ البطولة أقيمت انتخابات الاتحاد الدولى للجودو التي احتفظ فيها ماريوس فايزر بالرئاسة ليبقى يشغل هذا المنصب منذ تولاه لأول مرة في 2007.
نقلا عن المصري اليوم