القس رفعت فكري سعيد
يحمل البابا تاوضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، قلبين متسعين متسامحين بلا جدران. كما أن لهما عقلين راجحين مستنيرين يقبلان التنوع ويؤمنان بالتعددية، لذا فهما شخصيتان متميزتان تحظيان باحترام العقلاء فى الداخل والخارج.
وفى ١٠ مايو الجارى سيذهب البابا تاوضروس للفاتيكان لمقابلة البابا فرنسيس وإلقاء كلمة معه، خلال الاستقبال العام فى ساحة القديس بطرس بروما.
وتأتى الزيارة فى إطار احتفال الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ١٠ مايو المقبل، بيوم المحبة الأخوية، حيث مرت ١٠ سنوات على زيارة البابا تاوضروس للبابا فرنسيس فى الفاتيكان، وأيضًا بمناسبة مرور ٥٠ عامًا على زيارة البابا شنودة الثالث للفاتيكان، حيث جرى الاجتماع الأول بين البابا بولس السادس بابا الفاتيكان والبابا شنودة الثالث البطريرك الـ١١٧، فى ١٠ مايو عام ١٩٧٣.
وسيترأس البابا تاوضروس الثانى صباح الأحد ١٤ مايو، القداس الإلهى فى كنيسة القديس يوحنا فى لاتران، ويشاركه فى حضور القداس الإلهى الآلاف من المسيحيين المقيمين فى روما.
وفى حقيقة الأمر، إن الحوار الرسمى بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بدأ نتيجة أول زيارة قام بها بابا الإسكندرية لروما، منذ مجمع خلقدونية عام ٤٥١م.
فقد زار البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كرسى روما فى الفترة من ٤ حتى ١٠ مايو ١٩٧٣، فى ضيافة قداسة البابا بولس السادس. وكانت تلك الزيارة بمثابة انطلاق الحوار الرسمى بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية لأول مرة، وذلك منذ مجمع خلقدونية. واستمرت الزيارة لمدة ٦ أيام، نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك حول طبيعة السيد المسيح.
وكذلك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة فى «التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية»، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعى لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل. وبعد انعقاد اجتماع بين الكنيستين فى العام التالى، أخذت تتوالى الاجتماعات.
وتلقى زيارة البابا تاوضروس الثانى للفاتيكان ترحيبا كبيرا فى الداخل والخارج، إلا من قلة مأجورة تستغل الفضاء الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى لتروج لأفكارها المتعصبة، ولرفضها للآخر المغاير، وبكراهيتها لأى تواصل أو حوار أو وحدة بين الكنائس.
ولكن فى النهاية لن يصح إلا الصحيح وستنتصر المحبة التى دعا إليها السيد المسيح، وما لقاء البابا فرنسيس والبابا تاوضروس إلا تجسيد حقيقى وعملى للمحبة المسيحية العملية، بعيدا عن الشعارات الجوفاء والكلمات الرنانة والعبارات الطنانة!!.
نقلا عن المصري اليوم